Wednesday 27 July 2011

أتطلع إلى العودة إلى سوريا


" أتطلع إلى العودة إلى سوريا "

عمدة " موراس " يعلن أنه سيعود إلى بلده إذا انتصرت الثورة ، بعد خمسة و ثلاثين عاماً من الغياب بسبب معارضته للنظام

PEPE SEIJO  صحيفة ال باييس الاسبانية

عصام عزام، سوري، وهو رئيس بلدية " موراس " ( في شمال غرب إسبانيا ) منذ عشرين عاماً. أمضى أكثر من نصف عمره خارج وطنه . و منذ خمسة و ثلاثين عاماً لم تطأ قدماه الأرضَ التي شهدت مولده ، و اليوم هو مجرد مضطهد آخر من قِبَل النظام الذي يحكم هناك منذ أن استولى حافظ الأسد على السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1970 . يساند عزام الثورة التي تُفَاقِم في الأسابيع الأخيرة مأزق بشار الأسد ، خليفة والده حافظ في عام  2000 . " لم تكد الثورة تنطلق حتى ذهبت مع بعض المعارضين و عقدنا مؤتمراً في القاهرة من أجل مساندة ثورة الشعب السوري ضد هؤلاء الطغاة و المستغلين " يتذكـر عزام ، و لا يخفي أنه سيعود إلى وطنه إذا انتصرت الثورة ، الأمر الذي تتفق معه فيه كل أسرته . أما بناته فإنهن يشاركن في الاحتجاجات أمام السفارة السورية .
" أنا أتطلع للعودة " يقول عزام الذي تعود أصوله إلى جنوب البلاد ، و هناك يريد أن ترى أسرته كم هو جميل ذلك البلد المنكود بفظاعة هذا النظام .
من موراس ، تلك البلدية في لوغو التي تعد بالكاد ثمانمائة نسمة ، حيث قضى عشرين عاماً رئيساً لها عن حزب الشعب الاسباني ، ينظر بأمل إلى الثورة . يقر عزام أنه انضم إلى ذات حزب العائلة التي تمسك بزمام الأمور في سوريا ، و هو حزب البعث العربي الاشتراكي ، إلا أنه سرعان ما تحول إلى منشق . " مضت علي ثلاثون عاما لم أذهب إلى هناك بسببهم . دائماً عندما كنت أريد الذهاب فإنني كنت أعلم تماماً أنني سأكون تحت رحمتهم "  يتأسف العمدة ، الذي يتطلع إلى ولاية سادسة في رئاسة البلدية . استطاع عزام أن يتفادى الطوق الحكومي السوري في السبعينات ملتجئاً إلى دراسة الطب التي أكملها في مدريد و منها إلى موراس ، حيث يعـيش مـع زوجتـه الغاليثية و بناتـه الخمـس .
"ما فعلوه بالشعب السوري خلال هذه السنوات الأربعين لا يوجد قلم قادر على وصفه. الشرطة الســرية في كل مكان. ما يحدث في سوريا أسوأ مما يحدث في ليبيا"  يقول متألما. يناشد العمدة المجتمعَ الدولي من أجل أن يفعل شيئاً لأجل بلده. أما عن موت ابن لادن ، الشخصية " التي تم تضخيمها في الغرب " فيقول :" مع ثورة الشعب العربي  كان ميتاً تقريباً ، لأن الإرهاب لم يعد له معنى في أي جزء من العالم ".

Wednesday 20 July 2011

فلنتكلم عن سوريا


فلنتكلم عن سوريا

ليلى نشواتي - صحيفة ال باييس الإسبانية

أنا غاليثية من أصول سورية . عشتُ بين الصمت و المحرّمات و التعبيرات المكظومة في دمشق الثمانينات . كانت بلداً منعزلاً بستارة من الحصار الذاتي، من الصمت ، من الإهمال  و الشكوك . من الخوف من الذين هم في الأعلى ، و الذين هم في الأسفل ، من أبناء العم ، من الجار القريب . لم يكن هناك حاجة للوشاة حتى، لأن الخوف يحمي الشخص حتى من أفكاره الخاصة .
عودتنا إلى اسبانيا كانت إغلاقاً للباب ، إلى درجة كبيرة ، أمام ما يحدث في الوطن لأن سوريا لم يكن لها وجود في وسائل الإعلام الغربية .
أمضيتُ أعواماً و أنا أكتب عن الحرية ، و حقوق الإنسان و الأشكال الجديدة للتواصل ، و لكنني لم أتكلم قط عن سوريا . كنت خائفة . على نفسي و على من بقي من  أسرتي هناك. مازال لدي خوف من تداعيات الكلام عن نظام يعتبر حرية التعبير تهديداً ، لكن هذا ليس عذراً للصمت عندما يكون لدى المرء فضاءات للتعبير و مستَقَر آمن و جواز سفر أوروبي.
وهكذا بدأتُ بالكتابة عن سوريا ، بالأدوات التي أمتلكها ، و في المنتديات التي تتيح لي المجال . أكتب مع احترام المواطنين السوريين ، مع حب بلدي الأصلي ،  مع السخط من الألم و الخسارة غير المبررة . و بدون ادعاءات و بدون المجازفة بإبداء الرأي حول ما هو الطريق الأفضل نحو تحول ديموقراطي . و بدون الدخول في تقييم للشكل الأفضل من الحكم و لا الوسائل السياسية لبلوغه ، لأنني لست عالمة في السياسة .
اليوم أود التوجه إلى المجتمع الإسباني – السوري الذي ما زال يخاف الكلام و الذي يعتقد أنه ليس هناك ما يتكلم عنه . المطالبة بالحرية هي طريق لا رجعة فيه ، و إذا كان هناك من لحظة في تاريخنا الحديث للانخراط  فهي هذه . فعدم الانخراط لم يعد خيارا . لأن الربيع العربي أطلق الحاجة الجماعية للتعبير، و التلاقي ، و المطالبة  بالحق بالتفكير بشـكل مختلف ، أو مساير ، كمـا قـد يفضل كـل واحـد . لأن هناك اليوم المـزيد مـن الوسـائل و الأدوات ومن يرغب في التعبير سوف يجد طريقه مهما كانت الحجب الحائلة كثيفة. ولأنه في الوقت الذي سيصبح فيه كل السوريين أحراراً، فسَيَوَدُّ (الاسبان السوريون) لو أنهم كانوا من الأوائل،  وليس من الأواخر، في الدفاع عن أنّ الحرية ممكنة و ضرورية .


www.elpais.com/articulo/opinion/Hablemos/Siria/elpepiopi/20110708elpepiopi_7/Tes

Thursday 14 July 2011

نعم للتشدد!


مقالة افتتاحية في جريدة  ال باييس  14 -7 -2011        

نعم للتشدد ! 

تجاوزات بشار الأسد تتطلب حزما أكبر من القُوى الديموقراطية

احتاج الأمر أن تُحاصَر و تُهاجَم سفارتا الولايات المتحدة و فرنسا في دمشق من قِبَل بلطجية مأجورين للنظام – بعد أن قام السفيران بزيارة مدينة حماة للتضامن مع الشجاعة الديموقراطية لمتظاهريها – حتى تحتد اللغة الأميريكية حول بشار الأسد . كانت هيلاري كلينتون تؤكد باطراد حتى هذه اللحظة ثقة البيت الأبيض بالقدرة الإصلاحية للديكتاتور السوري، على الرغم من أن دباباته وقناصيه قتلوا حوالى 1500 مدني منذ آذار الماضي (المعتقلون و المتعرضون للتعذيب أكثر بكثير ) . لكنها أعلنتْ للتو بأن الأسد قد فقد أي شرعية و أن الولايات المتحدة ليس لديها أدنى اهتمام  ببقائه في السلطة.
سيظهر سريعاً ما إذا كان لهذا التغير الواضح في وجهة نظر القوة العظمى أي تأثير عملي. إن الغموض الغربي الذي لا يمكن تحديده تجاه بشار الأسد ، و المختلف تماما عن الحزم  المستخدم ضد القذافي، يكلف سوريا ثمناً غاليا . فخلال شهور ،كررت القوى الديموقراطية ، كالصلوات ، تحذيراتها للرئيس السوري – المفترض أنه لاعب إقليمي لا غنى عنه – من أجل أن يستعيض بالحوار عن القتل . هذا النقص في الحسم، المعزز بقدرة الصين و روسيا على استعمال حق النقض في مجلس الأمن ، تم تفسيره من قبل النظام البعثي المتوحش على أنه تكتيك ومصادقة ضعيفة على فظاعاته. وهكذا يسمح الأسد بانعقاد مؤتمرات دعائية ( قاطعتها المعارضة ) لمناقشة إصلاحات انفتاحية محتَمَلَة ، بينما يبقي على مدرعاته على أبواب مدن آهلة بالسكان مثل حماة، مركز الثورة الآن ، حيث أباد والد الديكتاتور الحالي في عام 1982 عشرات الآلاف من مواطنيه .
ثمة أمران، الأول هو أن باراك اوباما و حلفاءه الأوروبيين ليس لديهم أدنى اهتمام ، أو قدرة، على توسيع تدخلهم العسكري في العالم العربي ،  والأمر الثاني المختلف تماما، هو التفاوت المريع في الموقف المُتّخَذ تجاه نظامين شديدي البؤس كالنظام الليبي و النظام السوري .
بين التدخل المسلّح من أجل الحؤول دون وقوع مذابح ضد المدنيين من قِبَل طاغية لا وازع عنده، و البلاغة الإنشائية الجوفاء و العقوبات الرمزية المطبَّقَة حتى الآن على القادة في دمشق ، توجد الكثير من الخيارات الوسط التي يمكن أن تمد يد العون للسوريين من أجل استعادة كرامتهم . و لكنَّ أيَّاً من هذه الخيارات لم يتم تبنيه .


www.elpais.com/articulo/opinion/intransigencia/elpepiopi/20110714elpepiopi_2/Tes