Sunday 28 August 2011

أتباع الأسد يكسرون يدي رسام كاريكاتور


أتباع الأسد يكسرون يدي رسام كاريكاتور

المجتمع الدولي يدين الاعتداء على علي فرزات جرَّاءَ رسم يُشاهَدُ فيه الرئيس السوري و هو يستوقف  سيارة على الطريق

ت. تروتا – صحيفة ال باييس الإسبانية


أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية يوم الجمعة أن الشرطة فتحت تحقيقاً من أجل تحديد هوية المسؤولين عن الاعتداء على رسام الكاريكاتور السوري الشهير علي فرزات ، الذي وقع يوم الخميس الماضي .
فرنسا و الولايات المتحدة دانتا الاعتداء ، الذي وصفه ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية بأنه " وحشي و صادم " . كلا البلدين عادا لمطالبة الأسد بوضع حد للقمع الوحشي للاحتجاجات ، الذي تسبب حتى الآن في أكثر من 2200  قتيل ، وفق آخر إحصاء  صادر عن الأمم المتحدة .
يتهم المعارضون أجهزةَ الأمن السرية و الميليشيات القريبة من النظام بالوقوف خلف الاعتداء . و قد حصل الهجوم بعد بضعة أيام من نشر رسام الكاريكاتور رسماً يظهر فيه الرئيس السوري ، بشار الأسد ، مع حقيبة ملابس في يديه ، و هو يوقف سيارة يقودها  الطاغية الليبي معمر القذافي ، من أجل مرافقته في الهروب .
أشخاص قريبون من الرسام ، البالغ ستين عاماً ، يؤكدون أن فرزات تعرض لاعتداء من قِبَل أربعة رجال مسلحين و ملثمي الوجوه عند خروجه من مرسمه الكائن في وسط دمشق ، فجر يوم الخميس . قام المعتدون بكسر إصبعين من أصابع يده اليسري و ذراعه الأيمن و أحدثوا جروحاً في إحدى عينيه  و ذلك على سبيل " التحذير " . و تؤكد المصادر نفسها أن المعتدين هددوا بتحطيم كلتا يديه من أجل الحيلولة دون عودته إلى الرسم . و بعد أن كالوا له عددأ من الضربات  ، تركوه  ، جريجاً  و مكبلاً  و بكيس على رأسه ، على حافة طريق في ضواحي العاصمة .
في فيديو تم بثه على قناة العربية يظهر فرزات على سرير المستشفى مصحوباً بأولاده . واحد منهم يرفع يد والده صائحاً : " أرجو الله أن يصيب أولادهم  و عائلاتهم نفس ما أصابك " ، في ما يُفتَرَض أنه إشارة إلى الرئيس السوري . رجل آخر يشير إلى آثار السجائر المطفأة على جلد الفنان . ( لكن علي فرزات يقول له إنها علامات الضرب بالعصا ) .
بوصفه ناقداً للفساد و البيروقراطية في العديد من الأنظمة العربية ، بما فيها النظام السوري ، كان فرزات قد تلقى تهديدات بالموت من جانب الرئيس العراقي السابق ، صدام حسين .  و منذ آذار | مارس ، عندما اندلعت الاضطرابات ، كرس عمله للتهكم حول موضوع الاحتجاجات و القمع العنيف الذي يمارسه نظام دمشق .
فرزات ، المولود في حماة ، معقل المعارضة لعائلة الأسد ، ليس الفنان الأول الذي يتعرض للاعتداء من قبل رجال قريبين من النظام . في الشهر الماضي عُثِر على ابراهيم القاشوش ، و هو مؤلف أغان شهير معارض للنظام ( ذاع صيته خلال الثورة )  مقتولاً في حماة ، و قد قطعت حباله الصوتية .
جيمس ميللر ، الصحافي الخبير في شؤون الشرق الأدنى ، يرى أن :" الاعتداء على فرزات لم يكن أمراً عَرَضياً على الإطلاق " و يضيف : " أعماله لم تكن موجهةً فقط للمعارضين . كان يخاطب أيضاً المثقفين و رجال الأعمال و الطبقة  المتعلمة  السورية ، و كل أولئك الذين يستطيعون المساهمة في سقوط النظام و في بناء نظام جديد في البلد ".
تضاعف عدد التعليقات على الموقع الرسمي لعلي فرزات على الانترنت بعد الاعتداء . الكـل تقريبـاً يثنــون على شجاعته . يــوجد مَن يتهكــم على الأســد و القــذافي ." في الطريق ....إلى جدة  ( المدينة السعودية حيث التجأ الرئيس التونسي السابق بن علي ) ، يكتب أحد المعلقين المجهولين . قليلون جداً هم الذين ينتقدون ايديولوجية فرزات ." في الوقت الراهن لا يوجد شخص آخر غير الرئيس الأسد يمكنه أن يسيطر على هذا الوضع . المعارضون ليسوا قادرين حتى على إدارة متجر لبيع الفواكه " ، تكتب إحدى المعلقات  من سوريا .
مجموعة من المتظاهرين تتوقع تنظيم اعتصام سلمي ليلة الجمعة ، الأخيرة في شهر رمضان ، أمام بيت الفنان المعتدى عليه .

Saturday 27 August 2011

إسرائيل، فلسطين وسـوريا


إسرائيل ، فلسطين و سوريا

جوردي اوريولا – صحيفة ال باييس الإسبانية


كان الأسد ( الأب ثم الابن ) دائماً عدواً لإسرائيل ، و خاصة بعد أن احتلت الدولة العبرية مرتفعات الجولان . أما إسرائيل فتتذمر من كونها ديموقراطيةً محاطة بالدكتاتوريات .
اليوم تستطيع إسرائيل الشعور بالابتهاج لأن هناك انتفاضة في سوريا تعمل من أجل إسقاط الأسد و دمقرطة البلد ، لكنها ، بالتناقض مع ذلك ، تدافع الآن عن الديكتاتور . فهي لا تريد أن يحصل له ما حصل لمبارك ، لأنها تخشى أن سوريا ديموقراطية سترفض احتلال الجولان ، و في الآن نفسه ، ستكون متضامنة بشكل فعّال مع الفلسطينيين . من المؤكد أن مصالح اسرائيل كان لها تأثيرها في أن لا يتم التعامل مع الأسد بالطريقة التي تم التعامل بها مع القذافي . فقد صدرت بحقه فقط بيانات احتجاجية و فُرِضت عقوبات اقتصادية لا تمنع القمع الذي يسعى لسحق الانتفاضة و الذي تسبب في أكثر من  1700   قتيل  .
فـي العشرين من سبتمبر| أيلول القادم ، سـوف تطالب فلسطين الأمـمَ المتحدةَ بقبـولها كـدولة عضو  ، ضمن حدود عام 1967 ، من أجل أن يمكنها في المستقبل التفاوضُ مع إسرائيل نداً لند . إن الحالة الراهنة ، بالإضافة إلى كونها لا تُطاق ، منحطة من الناحية الأخلاقية . و ينبغي على إسرائيل أن تفهم أنه لا يمكن القبول بشيء أقل من قيامها بالسير في اتجاه احترام الحقوق الإنسانية  للجميع .



www.elpais.com/articulo/opinion/Israel/Palestina/Siria/elpepiopi/20110827elpepiopi_6/Tes

Friday 26 August 2011

ســوريا وحيدةً


سوريا وحيدةً

خوسيه انتونيو مارتين بايين – صحيفة ال بوبليكو الإسبانية
 

في صيف عام 1936  قررت القوى الدولية ، و على رأسها المملكة المتحدة ، أنه لن يكون هناك تدخل في إسبانيا لأنه ، استناداَ إلى المعلومات التي بحوزتهم ، إذا تم سحق انقلاب العسكريين فستقوم جمهورية سوفياتية يكون الفوضويون فيها عنصراً أساسيا . في ذلك الوقت  ، كان الوزن البرلماني لهذا الخليط الغريب  - الذي شكل الفوضويون جزأً منه - قليل الأهمية   .
في صيف عام 2011 ، تبرز تكهنات مشابهة حول الحالة الدموية التي تعيشها سوريا أمام النظرة المستريبة  للقوى الدولية . و قد كلف الأمر أنهاراً من الدم ليتوصل مجلس الأمن  إلى إنجاز إدانة خجولة للاعتداءات الوحشية التي تقوم بها السلطات السورية .
مرة أخرى ، فإن استراتيجبي الجيو سياسية ( الجيوبوليتيك ) الذين يديرون شؤون العالم كما لو أنه لوحة شطرنج ، ينسون و يستهينون بإخفاقات و مآسي الماضي . لقد خلصوا إلى أن الحركة الديموقراطية العميقة للمواطنين السوريين ليست أهلاً للثقة و أنها يمكن أن تؤول إلى دكتاتورية ثيوقراطية ذات صبغة إيرانية . الجامعة العربية أصبحت أكثر حسماً  و العربية السعودية استدعت سفيرها في دمشق للتشاور . الضغوط تتزايد ، لكن تعنت النظام لا يتزحزح  .
هذا المأزق هو نتيجة للإبقاء على الديكتاتوريات القاتلة ، التي كانت استجابتها الوحيدة هي تفريغ الأسلحة النارية بما فيها الدبابات و المدافع ضد المواطنين الذي يردون فقط برفع أيديهم مطالبين بالكرامة و الحقوق . إن التاريخ ، عندما ينحط إلى محاكاة ساخرة ، يميل إلى تكرار نفسه بشكل حتمي . لا يمكن التسامح ،  لأسباب جيو استراتيجية  ، مع جرائم ضد الإنسانية .
تستعمل القوى الدولية ، من أجل تعزيز أطروحتها بعدم التدخل أمام مأساة تصدمنا كل يوم من خلال تقارير محطات التلفزة ، عدداً لا يحصى من الأفكار المُبتَذَلَة  التي ترسَّخت  بين بعض المحللين عن العالم العربي . فيتم الإصرار على إلقاء اللوم في عدم الاستقرار الداخلي على  المواجهات الدينية بين فرعين من فروع الإسلام : السنة و الشيعة . لكن الواقع هو شيء مختلف تماما . فالحركات الاجتماعية التي تشكل ما يُعرف بالربيع العربي هي حركات عابــرة للطوائف و الطبقات . يندمج فيها العلمانيون ، و المثقفون ، و المهنيون ، و حتى المتدينون غير المتشددين ، الكل يستنفرون مثل أي مواطن آخر في هذا العالم استجابة لصيحة " لم أعد أستطيع تحمل المزيد " . إن الحاجة الحيوية الى العدالة و الحرية هي أمر مشترك  بين كل الذين يصرخون في ساحات و شوارع معظم  بلدان العالم العربي .
إن البرودة المميِّزة لمدَّاحي السياسة الواقعية دائماً ما تؤدي إلى أزمة . بالنسبة إليهم ، الشيء الأكثر بساطة هو اللجوء إلى الاستنتاج بأن دكتاتوراً دموياً هو أفضل من حشدٍ يطلب بصوت عال شيئاً ثورياً مثل الحرية و العدالة و الديموقراطية . و في غياب طريق مضمون يتم اختيار ما هو موجود و مستقر، حتى لو كان دكتاتورية متوحشة . يبدو كما لو أن الخوف من الحرية قد أصبح جزأ لا يتجزأ من سياسة القوى الدولية . إن الحجج التي يقدمونها لا تخلو من الخيال ، فهم يصرون ، مع شيء من العجرفة ، على أن تدخلاً عسكرياً في سوريا سوف  يستثير رداً فورياً من إيران و حزب الله . لكنّ الأولين ، يعرفون أنهم  بعد انتخاباتهم الأخيرة لا يستطيعون الشروع في مغامرات عسكرية في بلد اسلامي آخر بدون تعريض استقرار نظام الآيات ( ملالي إيران ) للخطر . و  حزب الله ، الحركة التي تدافع عن تحرير العالم العربي ، ليس لديها خطاب جاهز تواجه به الموجة الديموقراطية بدون أن تعرض دورها السياسي للخطر .
في النهاية ، عندما تتهاوى الحجج ، يظهر دائماً شبح الأخوان المسلمين . الواقع يقول لنا إنهم تحولوا إلى حركة إسلامية معتدلة تتطلع إلى بناء حلم الوحدة العربية . تركيا ، البلد حيث يلعبون دوراُ سياساً رئيسياً ، بعد المحاولات العديدة للوصول إلى أبواب فيينا و دخول الاتحاد الاوروبي ، وجدت مهمتها التاريخية في الشرق الأوسط . لقد دفعها ضيق عقل المتشددين المسيحيين و ضراوة العنصريين الجدد باتجاه أصولها التاريخية . إن مذبحة أوسلو الدامية و مضمون الشبكات الاجتماعية التي يتم فيها تغذية كراهية الإسلام لا يدعوان  للاستمرار في المحاولة .
يجرب الديكتاتور السوري ، في بحثه اليائس عن مخرج ، لعبة الانفتاح على التعددية الحزبية معلناً عن انتخابات حرة و عادلة . الانتخابات يجب أن تكون حرة ، و هي في بعض الأحيان تكون عادلة ، و لكنها يجب بالضرورة أن تكون نزيهة . لقد اعتدنا على المهازل الانتخابية التي كان يديرها حسني مبارك تحت عنوان الديمواقراطية الاجتماعية . و فتح النوافد لأحزاب سياسية أخرى بدون ضمان انتخابات نزيهة يعني بناء ديكور بسيط ،  بينما ما يُحتَاج إليه هو أساسات صلبة من أجل بناء ديموقراطية جديدة .
يجب أن يواجه بشار الأسد مسؤولياته أمام محاكم عادلة في سوريا ديموقراطية أو أمام المحكمة الجنائية الدولية . من الصعب أن تستطيع السلطات الناشئة عن انتخابات ديموقراطية فتح صفحة جديدة و هو الأمر الذي تدافع عنه بعض المنتديات الدولية . فالمناشدات النمطية التي تتحدث فقط عن المصالحة بين من يطلقون النار و بين من يموتون تبدو كلمات فارغة أو شعارات مجردة . من الصعب أن تدير خدك الآخر عندما تكون قد حطمته دبابة . ( إشارة إلى القول الشهير المنسوب للسيد المسيح عن إدارة الخد الأيسر لمن صفعك على الخد الأيمن ) .
في إسبانيا ، تَرَكَتْ القوى الدولية الديموقراطيةَ عاجزة  . و عواقب ذلك معروفة للجميع . يجب أن لا يتكرر الأمر نفسه  في سوريا .



www.blogs.publico.es/dominiopublico/3824/siria-abandonada

Wednesday 24 August 2011

سوف نقضي عليكم جميعاً


" سوف نقضي عليكم جميعاً "

لاجئون سوريون في اسبانيا يؤكدون أن سفارة بلدهم تهدد و تضايق أولئك الذين يحتجون ضد نظام بشار الأسد

بقلم  : ماريا ارباس – صحيفة ال باييس الإسبانية
 

" سوف نقضي عليكم جميعاً " ، قالتها امرأة بلكنة عربية لـ " نور "  الشابة السورية التي كانت تجمع التواقيع قبل شهرين في ساحة بويرتا دل سول بمدريد  من أجل مساندة الثورة ضد نظام بشار الأسد . عشرات السوريين المقيمين في اسبانيا يؤكدون أنهم كانوا ضحايا تهديدات ، يفترض أنها صادرة عن سفارتهم ، منذ أن انطلقت الثورة ضد الديكتاتور . عائلـة " محمــد " ، و هو مبرمج كمبيوتر مـن دمشق ، توسلت إليه أن يتوقف عــن التظاهــر " يجب أن توقف كل ما تفعله . لم يعد أحد يريد العمل معنا . هناك أشياء تحدث لا نستطيع أن نرويها لكم  ". مات والده في العاصمة السورية عند اندلاع الثورة و لا يعرف حتى الآن سبب وفاته .
جمعية مساندة الشعب السوري  أرسلت في الرابع عشر من تموز | يوليو بلاغاً الى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية تشتكي فيه معاناتها من المضايقة من طرف مسؤولين في السفارة السورية " لقد صورونا من أجل أن يتم فيما بعد التعرف إلينا و بالتالي معاقبة عائلاتنا في سوريا ". و يؤكد الصحفي " مازن " الذي غادر سوريا قبل أحد عشر عاما ، أن زيارات عملاء المخابرات ( الشرطة السرية ) إلى بيت والديه في حماة قد تضاعفت منذ أن بدأت الثورة .
تقر وزارة الخارجية الاسبانية  بأنها لم تتواصل مع البعثة الدبلوماسية السورية  لأنه لم تُقدَّم إليها شكاوى . السفارة السورية ، من جانبها ، رفضت الإدلاء بأي تصريح رسمي إلى صحيفتنا .
يعيش في إسبانيا حالياً 5016 سوري ، يتمركزون في مدريد و ملقة و غرناطة . غالبيتهم وصلوا في عقد الثمانينات ، بعدما غادروا سوريا لدوافع دينية أو سياسية . كانوا من  المعارضين للديكتاتورية التي أسسها حافظ الأسد ، والد الرئيس الحالي ، عام 1971 ، أو كانوا ينتمون إلى الأخوان المسلمين ، الملاحَقين بضراوة منذ المذبحة التي أمر بها حافظ الأسد في حماة عام 1982 .
يجتمع المتظاهرون كل أيام الآحاد أمام البعثة الدبلوماسية السورية في مدريد ، القريبة من محطة أتوتشا ، من أجل المطالبة بمحاسبة حكومة قتلت 2000 مدني ، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان . " هناك في الأعلى يحتفظون بسجلات عنا . لقد قاموا بتصويرنا من خلال النوافد " يحاجج المشتكون في البلاغ المقدم لوزارة الخارجية  . " هذه السفارة تقوم بدور فرع قمعي للنظام " تصرح الناشطة سيرين . يؤكد أحد الشبان من الجنسية السورية أنه عندما ذهب إلى القنصلية لإنجاز إحدى المعاملات  ، انتهى في مكتب مَن يمكن تعريفه على أنه رئيس قسم التجسس ، الذي أظهر له صوراً لمتظاهرين ، استطاع التعرف من بينهم على شقيقه : "  هل تعلم أنه يأتي إلى هنا للهتاف : بشار ، أيها الغبي ، تنحَّ عن الكرسي ؟ ".
بينما يتم تجاوز الخوف من الديكتاتور في العاصمة مدريد ، فإن " الناس في إقليم الأندلس لا تجرؤ على النزول إلى الشارع " يؤكد " إيهاب " رئيس جميعة الصداقة السورية في غرناطة . " في كلتا المدينتين ( ملقة و غرناطة ) يعيش متعاطفون مع النظام مرتبطون برفعت الأسد " و هذا الأخير يعيش في ماربيا منذ أن طُرِد من سوريا عام 1984 بسبب محاولته الانقلاب على شقيقه حافظ . و قدمت له إسبانيا لجوءً سياسيا . في ملقة ، المعارضة القليلة للعائلة الحاكمة العلوية بالكاد تظاهرت . و لكن في غرناطة أيضاً كان هناك  مشاحنات .
أحد الحاضرين في مظاهرة ضد الحكومة السورية حدثت في شهر أيار | مايو قدم شكوى إلى الشرطة عن رجلين قاما بتصوير الاحتجاج بكاميرا .
رغم أن الدولة الإسبانية شجبت قمع النظام ، إلا أن رئيس الحكومة ، خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو ، أبقى على اتصالاته بالأسد حتى حزيران | يونيو و أوفد السكرتيرَ العام السابق لرئاسة الحكومة ، برناردينو ليون ، إلى  دمشق من أجل البحث عن نهاية سلمية للثـورة . لكنه لم يحصل على بغيـته . و الديكتاتـور السـوري يستـمر في قمــع مواطنيه . المعارض " محمد " واثق ، رغم ذلك ، بأن الطاغية سيسقط و أن نضاله ضد الخوف سوف يستحق  العناء .

Monday 22 August 2011

إلى السوريين المحبين للنظام


للكاتبة و الصحفية الاسبانية ماروجا توريس مدونتها الخاصة ، و هي هنا توجه كلمة إلى محبي النظام السوري :

 إلى السوريين المحبين للنظام

ماروجا توريس


كما لا بد أن يكون المطلعون على هذه المدونة قد تبينوا ، فإن السفارة السورية قد جندت عملاءها المأجورين ليضعوا مشاركاتهم على مدونتنا . هذا من حقهم . لكن المحاججات التي يستخدمونها – و هي حجج القذافي نفسها – بأن هناك سلفيين إسلاميين متطرفين ، و حتى من القاعدة ، يريدون الاستيلاء على السلطة ، و أن الأمر يتعلق بمؤامرة دولية مدبَّرة من الخارج ، حتى لو كانت صحيحة فإنها لا تبرر أن يقوم رئيس دولة لم يكن حتى اليوم قد تميز بهذه القسوة – أما والده فقد كان :  و من قصفه لشعبه نشأت هذه الأزمات –  أقول إنها لا تبرر أن يطلق جيشه و أجهزته القمعية على المتظاهرين المطالبين بالحرية . أما إذا كان النظام متسامحاً ، فليفسح المجال لدخول الصحافيين . لطالما فعلتُ ذلك و ذهبتُ إلى هناك مراراً ، لأنني أحب سوريا ، بشكل خاص جداً أحب دمشق ، و الشعب طيب و مرهف الإحساس . لكن قبل الحصول على تأشيرة الدخول من السفارة السورية في مدريد ، كان يتوجب عليَّ إحضار ورقة – اعتاد التوقيعَ عليها بمتعة كبيرة أحدُ مسؤولي جريدة ال باييس -  للتعهد بأنني ألتزم بعـدم كتابة و لـو سـطر واحد فقط . و قد  حدث هذا لأنني في إحدى المرات ،  في بدايات التسعينات ، كنت مدعوة إلى هناك لحضور مؤتمر للمثقفين الاسبان السوريين ، و قد تفرغتُ للحديث مع  المعارضة و انتقاد النظام  . لقد غفروا لي ذلك مع مرور الوقت  ، و في كل مرة كنت أعبر من لبنان إلى سوريا – و هي رحلة تستغرق أقل من ساعتين و تضمن قضاء نهاية أسبوع جميلة – كانوا يضعون ختم الدخول بدون كثير من التدقيق . و لكن الأمر تغير مرة أخرى عندما افتتحت سوريا مؤخراً بعثتها الدبلوماسية في بيروت و بدأت من جديد  معاناة الصحافيين .
فليطمئن بال الأسد ورفاقه : فلا الولايات المتحدة ولا إسرائيل مهتمتان بأن يتخلى طبيب العيون قصير النظر عن الحكم بقبضة قوية . إنهم لا يريدون لسوريا ، و هي في الموضع الذي تحتله، أن تتحول إلى عراق جديد . لكن ثمة أشياء لا يستطيعون تأجيلها: التعطش إلى الحرية واحدة منها . والمعارضون يظهرون شجاعة مدهشة .
أشـتاق إلى دمشق ، إلى سـوقها ، إلـى أزقـة حاراتها المسيحية ، إلى تمـثال صـلاح الديـن و الصـخب المحيط بـه ، إلى أحيائها التعاونية  و سائقي الأجرة و دُمَاهم الفوسفورية الوامضة ، إلى تواضع الناس ، و الكرامة التي يتحملون بها فقرهم . أشتاق إلى كل ذلك  بشكل مؤلم .
لا تعودوا إليَّ بقصصكم هذه . فلن أنشر المزيد من الآراء الرسمية : لأنها ، من بين أشياء أخرى ، من الناحية الأدبية كما من الناحية الأخلاقية ، مضجرة إلى درجة قاتلة .


www.marujatorres.com/?s=para+los+sirios+amantes+al+regimen