Wednesday 12 October 2011

الفيتو السوري وآثاره الجيو سياسية


الفيتو السوري و آثاره الجيو سياسية
خابيير سولانا ** – صحيفة ال باييس الإسبانية


 في الثاني من شهر تشرين الأول | أكتوبر الجاري ، أعطت المعارضة السورية الضوء الأخضر في استانبول للتشكيل الرسمي للمجلس الوطني السوري . و هي بدون شك الخطوة الأكثر جدية حتى اللحظة الراهنة من قِبَل معارضة مقسّـمة ، كانت تسعى منذ  أيار | مايو إلى ضم كافة التيارات و قيادة الثورة المناوئة للأسـد بشكل سلمي . إنها جرعة دعم معنوي للشعب الذي يطالب بوجود محاور موحد أكثر قوة .
لكن بعد يومين فقط على إنشاءه ، تلقى هذا المجلس الجنيني صفعته الكبيرة الأولى . لقد قدمت فرنسا و المملكة المتحدة و ألمانيا و البرتغال ، بالتعاون مع الولايات المتحدة ، مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يسعى إلى إدانة القمع السوري و وضع حـد لاسـتخدام القوة ضد السـكان المدنيين .
احتـوى مشــروع القــرارعلـى مفـردات شــديدة الغمـوض مثــل " إجراءات محــددة " أو " خيارات أخرى " . و أكد على سيادة و استقلال و وحدة الأراضي السورية . كما شدد على الحاجة إلى حل الأزمة الحالية بطريقة سلمية ، عن طريق عملية سياسية شاملة تتم قيادتها من داخل سوريا نفسها ، داعياً بذلك إلى الحوار الوطني . و عبّر القرار عن النية بمراجعة خياراته خلال ثلاثين يوماً ، مقابل خمسة عشر يوماً في المسودة السابقة . و في مجمله ، يقدم مشروع القرار نصاً مُجمَّلاً و غامضاً إلى درجة كبيرة  مقارنةً بالنص الذي تم تقديمه في حزيران | يونيو الماضي .
الهدف كان واضحاً : الحصول على امتناع روسيا عن التصويت ، و في حال تعذر ذلك ، امتناع الصين . لكن بالرغم من ذلك ، لم يكن ممكناً الحصول على الدعم المطلوب . فقد صوتت روسيا و الصين ضد القرار . و امتنعت البرازيل و الهند و جنوب أفريقيا و لبنان – لأسباب واضحة – عن التصويت . و صوَّت الأعضاء التسعة الباقون في مجلس الأمن لصالح القرار . فما هي الآثار التي ستترتب على هذا الرفض ؟
أولاً و الأكثر وضوحاً : تصعيد العنف على الصعيد الداخلي . فمنذ أن اندلعت الاحتجاجات في آذار | مارس الماضي سقط 2700 قتـيل و نزح أكثر من عشرة آلاف شخص إلى تركيا ، و تجاوز عدد المعتقلين ذلك بكثير . و لا تتردد الحكومة في إطلاق النار على السكان المدنيين ، و في حصار المدن ، أو في قطع الكهرباء و المياه عن تلك المدن التي لعبت دوراً بارزاً في الانتفاضة  .
قبل أيام قليلة ، نسب مقال في صحيفة نيويورك تايمز إلى أحد الضباط تقديره بعشرة آلاف عدد العسكريين الذين انشقوا عن الجيش السوري . بما فيهم عدة مئات التحقوا بحركات مناوئة كالجيش السوري والحر و حركة الضباط الأحرار . إننا بعـدم تقديم أي نوع من الحماية الدولية ، نخاطـر بالدخول في مرحلة جديـدة من الاحتجـاجات ، في حركة نشــأت و تميزت ، كما في بلدان أخرى من الشرق الاوسط ، بطابعها السلمي .
 ثانياً ، الآثار الإقليمية . سـوريا هي لاعب استراتيجي في الشرق الأوسط . و كانت واحداً من البلدان التي أظهرت أكبر قدر من العداء تجاه اسرائيل ، لا سيما من خلال دعمها لحماس في غزة ، و لإيران و حزب الله ، حليفيها الرئيسين . و حصول تدهور أكبر غير مُسَيطَر عليه للوضع في سوريا سيهدد بزعزعة استقرار لبنان . و سوف يؤثر سلباً في النفوذ الجيو سياسي لإيران في المنطقة .
تطور الأحداث في سوريا يُتابع عن كثب أيضاً من قِبَل العراق ، حيث تحكم القوى السياسية الشيعية هذا البلد .  و من قِبَل تركيا ، التي كانت إلى وقت قريبا نسبياً تعد سوريا حجر الزاوية في سياستها الخارجية في المنطقة .
إن التأثير المباشر لسوريا في هياكل السلطة القائمة في المنطقة هو ، و الحال هكذا ، أمر لا جدال فيه . و هو إلى ذلك أكثر حساسية في الأوضاع الراهنة من الاحتجاجات و عدم الاستقرار و المطالبات بالانفتاح السياسي التي تعيشها المنطقة في هذه الأوقات .
إن مطالب الشعب السوري هي مطالب يمكن تعميمها على كل المنطقة . و هي ليست نتاج مؤامرة أجنبية . فالشعب السوري ، بنضاله و مطالبه ، أظهر إرادته الجلية في السير نحو عملية تحول ديموقراطي .
أنتقل الآن إلى النقطة الثالثة ، الآثار الدولية . يجب على المجتمع الدولي أن يروّج لقوى التغيير هذه و أن يستجيب لها وفقاً لما يقتضيه ذلك . إذا قمنا بتحليل لعملية التصويت التي جرت، سنلاحظ أنه في كتلة دول بريكس ( البرازيل،روسيا،الهند،الصين،جنوب أفريقيا ) – الحاضرة جميعاً ، للمصادفة ، في مجلس الأمن في دورته الحالية – عارضت القرار دولتـان و امتنـع الباقـون عن التصويت – الأمـر الذي فعلـوه جميعاً في الحـالة الليبيـة - . و لم تقم أية واحدة منها بالاصطفاف إلى جانب الموقف الأوروبي و الأمريكي .
في القرار المتعلق بليبيا تركت دول البريكس الأمور لتسير في مسارها . لكنها لم تفعل ذلك في الحالة السورية . و يجب أن نتذكر أن مجلس الأمن في دورته الحالية يضم دولاً مثل ألمانيا و البرازيل و الهند و جنوب أفريقيا ، كأعضاء غير دائمين ، بالإضافة إلى الصين و الولايات المتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و روسيا كأعضاء دائمين .
إن تشكيل مجلس أمـن " مثالي " منسجم بشكل أكبـر مع توزيع القوى لا يعني حـدوث تغيير جوهري في بنية و قوام هذا المجلس . و حقيقة أننا لم نسـتطع الاتفاق حول سوريا ، تُضطـرنا إلى التفكير في الصعوبات التي سوف نستمر في مواجهتها في إدارة الأمن الدولـي .
صحيح أنه لا يوجد نموذج للتدخل بقياس واحد يناسب الجميع . و لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نعفي أنفسنا من مسؤولية الحماية ، هذا المفهوم الجميل الذي كان كوفي عنان قد روّج له  و أقرّته كل الدول الأعضاء خلال القمة العالمية للأمم المتحدة عام 2005 .
إن دعم القرار " المتعلق بسوريا " كان سيضعف موقف الأسـد في حكومته جرّاء انكشاف  عزلته عن داعميه التقليديين ، و كان سيظهر إجماعا عالمياً من جانب المجتمع الدولي في رفضه للقمع ، كما كان سينقل تصميم هذا المجتمع في إرادته لحماية المدنيين السوريين . على أن نتذكر دائما أن القرار لم يتحدث في أية لحظة عن تدخل عسكري .
إن العقوبات المتبناة من قبل الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة ضد نظام الأسـد ليست كافية . فإذا لم يتم توجيه الإجراءات و إضفاء الشرعية عليها من قِبَل مجلس الأمن ، فإن الخيارات المتاحة ستكون محدودة .
و هكذا كما أفسحت مجموعة السبع الطريق لمجموعة العشرين في أعقاب الاقتحام القوي للمشهد الدولي من قبل بلدان مثل الصين و الهند و البرازيل ، و هي الطريقة  نفسها التي تم فيها إقرار إصلاحات طموحة في صندوق النقد الدولي عام 2010 من أجل أن تعكس التغيرات الجديدة في توزيع القوى – و مازال العمل جارياً عليها – فسيكون من الضروري أيضاً أن لا يقتصر التغيير ( في تحديد الحقوق والواجبات ) على المجال الاقتصادي و حسب .
في مقابل الفوائد الواضحة التي قدمتها العولمة في أجزاء واسعة من العالم ، نجد لها وجهاً آخر أقل لطفاً . إنه ذلك المتعلق بالأمن ، حيث لا نزال ، رغم درجة علاقاتنا المتبادلة ، غير قادرين على تحقيق الإجماعات الكافية من أجل حل المسائل التي تدهمنا . و سوريا هي اليوم واحدة من هذه المسائل .
لم يقل أحد إن الطريق نحو حكومة = حوكمة عالمية أكبر ستكون مستقيمة و سهلة . لكن بدون هياكل سلطة فعالة ، و بدون التزام حقيقي من قِبَل الأطراف الفاعلة ، سيكون عالم اليوم محكوماً عليه بالعديد من الصراعات ، و متجهاً نحومستقبل لا يعد بالكثير .


** المفوض الأعلى السابق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي .



http://www.elpais.com/articulo/opinion/veto/Siria/implicaciones/geopoliticas/elpepiopi/20111010elpepiopi_4/Tes

Friday 7 October 2011

الفيتو المشين


الفيتـو المشيـن
          روسيا و الصين تلقيان بطوق النجاة للدكتاتورية السورية في مجلس الأمن

مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الاسبانية – 6 – 10 – 2011


أن تجمع روسيا و الصين قواهما في مجلس الأمن من أجل نقض مشروع قرار أوروبي يدين النظام السوري المتعطش للدماء فهذا خبر سيء جيداً للسوريين الذين يناضلون من أجل كرامتهم ، و لمجموع الحركات المؤيدة للديموقراطية في شمال أفريقيا و الشرق الأدنى .
طوق النجاة الصيني و الروسي لدمشق ( بعد مقتل حوالى ثلاثة آلاف مدني على أيدي قوى أمن النظام الاستبدادي ) لا يعكس تبايناً في اللغة مع مسودة القرار الذي تم نقضه ، إذ هو أمر غير مرجح في مشروع قرار مضطرب لم تظهر فيه حتى كلمـة " عقوبـات " ، بل هـو ، على العكس من ذلك ، يكشف عن خيار سياسي محدد من جانب كلتا القوتين ، مصحوباً بحجج غير لائقة مثل أن المشروع الأوربي يسير في " طريق معاكس لتسوية سياسية للأزمة " كما ترى موسكو ، أو أنه يمثِّل " تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية " كما ترى الصين  . أمّا أن تتكفل بلدان بأهمية الهند أو البرازيل ، بامتناعها عن التصويت ، بتعطيل الموقف الدولي فهو أمر يجعل ما حدث أكثر خطورة .
في هذا الفيتو المُضاعَف اختلط الضرر و الظلم بالجغرافيا السياسية " الجيوبوليتيك " . فمن جهة  ، جعلت موسكو و بكين مجلس الأمن يدفع ثمن إقراره في آذار | مارس للتدخل العسكرى في ليبيا . إذ كانت كلتا الحكومتين قد امتنعتا عن التصويت إذ ذاك ، و لكنهما عادتـا فيما بعد لتدينا تدخل الناتـو و تعتبراه متجاوزاُ للحد و في مصلحة أحـد طرفي النـزاع ، و حاسماً في سقوط نظام القذافي .
و من جهة أخرى ، لعبت المصالح الوطنية دوراً حاسماً أيضاً . فإذا كانت ليبيا لاعباً هامشياً – رغم ثروتها النفطية – و لا تقوم بدور قيادي في العالم العربي أو الاسلامي ، فهذه ليست حالـة دمشـق . فسـوريا هي لاعب إقليمي حاسـم في لبنان ، و حليـفة لإيـران ، و ذات نفوذ في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، و هذه كلها عوامل مهمة في السياسة الدولية التي تسعى بكين إلى لعب دور فيها ، و لكنها تعني أكثر من ذلك بكثير لموسكو . فبالنسبة إلى الكرملين ، خاصةً ، تشكل السلالة الأسدية الحاكمة حليفاً تاريخياً ، ذا أهمية فريدة لها في هذه المنطقة من العالم ، و ورقتَها الرابحة الأخيرة من أجل الحفاظ على موطىء قدم فيها . و لهذا فهي تستمر في إغراق النظام الديكتاتوري في دمشق بالأسـلحة .
مهما كانت مُتوقعة ، فإن هذه الـ ( لا ) الفجة لروسيا و الصين  ضد مشروع قرار مُلَطَّف ، تُمثِّل خيبة حقيقية لمساعي وقف الفظائع التي يرتكبها بشـار الأسـد ، إضافة إلى كونهـا صفعة للغـرب . كمـا أن هـذا التصويت في مجلـس الأمـن  ينـذر أيضاً بجمـود مثير للقلـق في مسـرح سياسي فائق الأهمية كالشـرق الأدنى و شـمال أفريقيـا .



www.elpais.com/articulo/opinion/veto/indecente/elpepiopi/20111006elpepiopi_2/Tes

Sunday 2 October 2011

هل يلحق الأســد بالقذافي ؟


هل يلحق الأسـد بالقذافي ؟
بالينتينا سايني – موقع : ريبليون


تغيّر ، في الأيام الأخيرة ، خطاب الحكومة الإيرانية بخصوص نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، أحد كبار حلفائها . و بدأ أحمدي نجاد بنصح الرئيس السوري بوقف قمع المعارضة و الشروع في حوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة . و لكن ، حتى في حال افتراض إصغاء بشار الأسد إليه ، فإن من الصعب التفكير بأن الشعب السوري ، الذي يستمر بالخروج الى الشوارع في مدن عديدة رغم عمليات القتل و الاعتقالات و التعذيب و الاختفاء القسري ، يمكن أن يُسـلِّم الآن بالحوار مع رئيس مكروه إلى درجة كبيرة ، و لاسيما إذا كان أفق هذا الحوار هو استمراره في الحكم . أكثر من ذلك ، بدأ بعض ممثلي المعارضة السورية يطلبون تدخل المجتمع الدولي من أجل حماية المدنيين السوريين من القمع فيما كانت هذه المعارضة ، حتى أيام قليلة ماضية ، ترفض بشكل قاطع أي تدخل أجنبي . و من المؤكد أنه كان لنجاح القوى الليبية الثائرة ، المدعومة من الناتو ، أثره في تغيـر الموقـف هذا .
في الاتجاه نفسه ، خطى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه خطوة إلى الأمام متهماً النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية . و دافع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق في مقابلة مع صحيفة التايمز عن فكرة تغيير النظام في سوريا و إيران متهماً الأخيرة بكونها المسؤولة و المشجعة على إطالة أمـد التوتـر و الصراع في العـراق و أفغانستان .
هل لنا أن نفسر هذه التصريحات على أنها مبادرة فرنسية بريطانية أخرى من أجل تشجيع المجتمع الدولي على التدخل في سوريا كما سبق و أن فعلتا في الحالة الليبية ؟ الحقيقة هي أن الوضع شديد التعقيد ، و لكن معهد بروكينغز ، مركز الأبحاث الذي كان يقدم الاستشارة الى الرئيس اوباما منذ ما قبل انتخابه رئيساً ، قد أعد بالفعل بعض التوصيات التي يُفترض أن الرئيس الأمريكي سيأخذها في اعتباره . تنقسم هذه التوصيات إلى نوعين . من جانب أول ، ثمة نصائح باتخاذ إجراءات سياسية بهدف الحث على تغيير سريع للنظام ، بالاعتماد على نظيـر سـوري افتراضي للمجلس الانتقالي الليبي ، بمشـاركة القُـوى المجاورة ، و من بينها تركيا و العربية السعودية . لكن ، في هذا السياق ، يجب الأخذ بالاعتبار التوتر المتصاعد في العلاقات بين تركيـا و إسـرائيل ، الأمر الذي من الممكن جداً أن يجعل الولايات المتحدة تبتعد عن الأولى لصالح الثانية ، و خاصة في الوقت الراهن مع اقتراب التصويت على الدولة الفلسـطينية في الجمعيـة العامة للأمـم المتحـدة . أما السلسلة الثانية من التوصيات فهي ذات طبيعة عسكرية : يطرح معهد بروكينغز أربعة سيناريوهات عسكرية محتملة في سـوريا ، معرباً عن تفضيله لعملية بحرية تهدف إلى تنفيذ عقوبـات ، و خاصة على الصادرات النفطية و المنتجات ذات التقنية العالية ، مصحوبة بحملة جوية ، يتـم من خلالهـا قصف بُنـى النظـام السـوري ، كالبـنوك ، و محطات الطاقـة الكهربائيـة ، و البنية التحتية لحـزب البعث .
و دائماً حسب معهد بروكينغز ، فإن البديل عن تدخل عسكري سيكون ترك الوضع ليستمر في الاستعصاء كما هو واقع بالفعل ، الأمر الذي قد يعني لجوء المعارضة السورية إلى حمل السلاح ، خاصة في ضوء ما يبدو من تزايد الانشقاقات في الجيش السوري للانحياز إلى جانب الشعب . في هذه الحالة ، ستسقط سوريا في الحرب الأهلية . لكنّ سوريا غارقة في حرب أهلية هو أمر أقل جاذبية بكثير من تغيير النظام في هذا البلد ، و لاسيما بالنسبة إلى جيرانه الأكثر قرباً ، و من بينهم  إسرائيل ، المشغولة و المهمومة فعلاً  بتغيير النظام في مصر و بحدودها مع سيناء .
من جانب آخر ، و في هذه الأيام بالذات ، يقدم الرئيس اوباما خطته لخلق الوظائف و الاستثمارات في قطاع الأعمال بقيمة كلية تصل إلى 447 بليون دولار . و قد يكون إنتاج الأسلحة و المنتجات و الخدمات الأخرى المتعلقة بتدخل عسكري مباشر و أو غير مباشر ضد نظام بشار الأسد ، وفق الإدارة الامريكية ، مُتنفَّسَاً للعديد مـن للشركات ، و من ثم  ، للاقتصاد الأميركي . في هذه الأيام أيضاً تحل الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، التي كان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أعلـن على إثـرها صيـغـة " الدول المارقـة " المسؤولة عن دعم المنظمات الإرهابية . و كانت سوريا دائماً واحدة من تلك الدول " المنبوذة ". و قد يرى اوباما ، بعد أن استطاع القضاء على أسامة بن لادن ،  في  الإطاحة بواحد من آخر الأنظمة الشمولية غير الحليفة للولايات المتحدة ، المتبقية في منطقة الشرق الأوسط ، إنجازاً إيجابياً آخر . إذا أخذنا في الحسبان ، إضافة إلى ذلك ، أن القسم الأعظم من الكعكة الليبية ، قد ذهـب إلى بلدان أوروبية مثل فرنسـا و المملكة المتـحدة ، جائزةً على قيامهما بغالبية عمليات الناتو في ليبيا ، و أنها فرصة لا يمكن تفويتها لعزل إيران في وقت لاحق ، فسيبدو لنا ، للأسف الشديد ، أن نوعاً ما من تدخل عسكري في سـوريا أصبح أكثر معقولية و قبولاً . إنه تدخل خطير للغاية ، ذلك أن سوريا لا تتشابه في شيء مع ليبيا و تختلف كثيراً عن العراق . ذلك العراق نفسه الذي تحاول الولايات المتحدة مغادرته بشكل نهائي في وقت قريب جداً ، و الذي كان غزوه ( المفترض أن يكون عملية خاطفة ) ، و لا يزال ، يُعَد إخفاقاً كبيراً للمجتمع الدولي . و هو الإخفاق الذي يستمر العراق في دفع ثمنه الباهظ جداً منذ ثماني سنوات .



www.rebelion.org/noticia.php?id=135347