Thursday 24 November 2011

صفحات في ملحمة حِمص

.
صفحات في ملحمة حِمص
مونيكا بريتو – موقع : كوارتو بودير


" مضت علينا ستة أيام و نحن مطوقون بالدبابات و القناصة ، بدون أن نستطيع الخروج من البيوت . الدبابات تتحرك بين منازلنا . " المسلحون " ينهبون البيوت التي بقيت خالية مقابل حي بابا عمرو . اليوم دخلوا إلى هناك رسمياً ، و يقومون باعتقال كل الرجال الذين يصادفونهم " .
كان هذا فحوى محادثة استمرت على مدى أسبوع عن طريق إحدى الشبكات الاجتماعية مع مواطن غُفل من حمص ، شاهد مُكرَه على الحملة العسكرية التي يسعى نظام الأسـد بواسطتها للقضاء على المعارضة الداخلية بطلقات المدافع . هذا الشاب المهني ذو التكوين الأكاديمي ، الذي سنشير إليه على أنه خالد ،  يقيم في حي مجاور لحي بابا عمرو المشار إليه ، الذي تحول إلى رمز للمقاومة ضد النظام و هو الأكثر معاناة في حمص ، المركز الحضري الذي يحوي أكثر من مليون ساكن ، و المدينة الثالثة في الأهمية في هذا البلد العربي .
قبل قليل من اكتمال أسبوع على أكبر حملة عسكرية على هذه المدينة السورية الهامة ، مركز الثورة الشعبية ضد الديكتاتورية  في هذه الشهور السبعة من الاحتجاجات ، سقط حي بابا عمرو أمس حسب ما رواه شهود عيان لـ " كوارتو بودير " في أيدي الجيش السوري و الشبيحة ، الميليشيا الموالية للأســد . إنه تطور مفاجىء أضعف من معنويات سكان حمص و بقية السوريين ، و لكنه لا يجعلهم يتخلون عن ثورة تهدف إلى التخلص من الديكتاتورية و تتعرض لخطر أن تتحول ، بفضل النظام ، إلى نزاع أهلي . و خاصة بعد الظهور المفاجىء للجيش السوري الحر ، هذا التشكيل من العسكريين المنشقين الذي أخذ يزداد قوة في بعض المدن ، و الذي يفسر حضوره في حمص ، كما يمكن أن يظهر في أشرطة الفيديو ، لماذا احتاج حي بابا عمرو إلى سـتة أيام للسقوط في أيدي القوات العسكرية لنظام دمشق .
" نحن ننتمي لكتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر " يوضح الضباط الذين يظهرون  بطاقاتهم العسكرية للكاميرا و هم  يرتدون بزاتهم الرسمية ." نحن من الجيش السوري الحر و قد جئنا إلى هذا الحي من أجل الدفاع عنه ". يؤكد الملازم قبل أن يفسح المجال لضابط برتبة نقيب . تدريجياً يحيط السكان بهؤلاء العسكريين و يرحبون بهم و يشكرون حضورهم ؛ و في عمق المشهد ، تُسمع طلقات الجيش السوري ".
يشرح خالد أنه في يوم الاثنين غادر الجيش السوري الحر بابا عمرو لأنه " كان سيتم  محوه من الخريطة " بعد أسبوع من العمليات المتصاعدة ، من الكمائن و أسر العسكريين ، إلى القصف بالسلاح المحدود الذي يملكونه ضد مواقع عسكرية رسمية.
" يطلبون منا معلومات حول أماكن تموضع القناصة من أجل قتلهم ، يعلنون حظر تجول غير رسمي .... من جانب آخر ، كثيرون من جنود الأسـد يظهرون تعاطفاً مع الثورة . بالأمس فقط أوقفني أحد الجنود و طلب مني أوراقي : بعد محادثة قصيرة قال لي إنه يأسف كثيراً لما يحدث ، خاصة و أنه في العيد ( عيد الأضحى ) ، و قال لي إنه لو استطاع ، فسيكون مع الجيش الحر ".
في حي آخر من أحياء حمص يوجد أبو ياسين ، الاسم المستعار لأحد السكان ، و هو الآخر ذو تأهيل مهني عال ، و يتدخل للتعليق على الأحداث في محادثة هاتفية مع " كواترو بودير" بعد أسابيع من المحاولة ." نحن المتظاهرين ليس لدينا أسلحة ، فقط  الجنود المنشقون في الجيش السوري الحر يمتلكونها و هدفهم الوحيد هو حماية المدنيين ". هذا الجيش مصمم كقوة عسكرية على غرار النموذج الذي تم إيجاده في ليبيا  من أجل الوقوف في وجه القمع و يقوده من منفاه التركي العقيد المنشق رياض الأسعد الذي يؤكد وجود ما بين سبعة آلاف و عشرة آلاف رجل تحت قيادته ، -  قسم منهم في لبنان و الأردن و تركيا ، حيث يستطيعون من هناك شن غارات محددة ، لكن أكثرهم موجودون داخل سوريا – الأهداف الرئيسية للجيش السوري الحر هي " الجيش ، المخابرات و الشبيحة " يشـرح خالد ." حدثت الكثير من الانشقاقات مؤخراً في أحياء باب السباع و الوعر ، وانضموا إلى ( العساكر المتمردين ) في بابا عمرو ".
الحرب الأهلية  تتأكد ، و لها تشعبات طائفية مقلقة . على درب الجرائم ضد المهنيين المحترفين - أطباء ، مدرسين ، رجال دين – من مختلف الطوائف التي سممت مشاعر السكان منذ  أكثر من شهر ، يضاف الآن " القصف " أو  الهجمات على الأحياء العلوية في حمص . المدينة ، الواقعة على بعد 140 كيلومتراً إلى الشمال من دمشق ، هي بوتقة عرقية  تعكس بشكل جيد التنوع الثقافي السوري ، و ترمز إلى الكارثية التي يمكن أن تنتج عن نزاع في ما بين الأديان في هذا البلد العربي .
" جهة ما تقصف حي الزهرا في حمص " يتحدث خالـد في إشـارة إلى الحي العلوي الرئيسي ، و هي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسـد و كل زمرته . حي الزهرا ، حسب الشهادات المجمعة ، محمي بنقاط تفتيش يقوم عليها مدنيون علويون و عسكريون أو رجال مسلحون من الطائفة نفسها ، و هم يطلبون التعرف إلى هويات كل من يقترب منهم من أجل منع السنيين من اختراقها ." إنهم محميون من قبل النظام لأنهم ينتفعون منه و هم يدعمونه ، و ليس لأنهم علويون " يضيف أبو ياسين .
" أعتقد أنه يمكن أن يكون الجيش الحر ، لكنني لا أستطيع تأكيد ذلك " ، قال خالد مشيراً إلى المسؤولية عن الهجمات ضد الحي العلوي ، التي ستصعِّد ، من غير شك ،  التوتر ما بين الطوائف . " شهود كثيرون شاهدوا القنابل تسقط هناك . يمكن أن يكون شيئاً فعله الجيش الحر بهدف تخفيف الضغط عن بابا عمرو و من أجل توجيه رسالة بأن قصف حمص سيكون عالي التكلفة على العلويين " يضيف الشاب . الشعب يقع هكذا في فخ التعميم : كل الطائفة العلوية محكوم عليها بسبب أفعال الديكتاتور الذي يوجه سلاح الجيش ضد الشعب الذي كان من الواجب عليه أن يحميه ؛ و العلويون ، تحت النيران السنية ، لا يتأخرون في الشعور بكونهم مهددين في وجودهم بسبب ثورة كانت ، في بداياتها ، تطالب فقط  بإصلاحات ديموقراطية و بنهاية الفساد ".
" نعلم أن النظام هو من يلعب الورقة الطائفية " يواصل خالد ، الذي يتقاسم المخاوف نفسها مع مصادر أخرى تمت استشارتها و التي ترى أن حكومة دمشق هي التي أوعزت  بعمليات القتل الطائفية الأولى من أجل أن تشعل بهذه الطريقة  الخلافات الطائفية و تقسم  المتظاهرين ." لكننا الآن لم نعد نحتمل الاستفزازات التي يقوم بها العلويون ، في كل مرة يحتفلون فيها بقصف بابا عمرو أو يطلبون فيها من الجيش أن يبقى في حمص ".
و حسبما يقول خالد ، فإن الكثير من جيرانه ينتظرون فقط أن يطلب الجيش الحر المتطوعين من أجل أن يلتحقوا بصفوفه و يناضلوا ضد النظام بحمل السلاح ، الأمر الذي سيشكل انعطافة كبيرة في الثورة السورية . يستبعد أبو ياسين أن يصادف سوريا حظ العراق العاثر ، لكن كلماته لا تبدو مقنعة :" لا نكره أي مكوّن من مكونات شعبنا . نحن السوريين لسنا طائفيين . إن النظام هو من يريد أن يخلق الفتنة . الكثيرون من المتظاهرين هم علويون ، الغالبية من المثقفين الذين يساندوننا هم من العلويين و المسيحيين ، و لذلك فهم لا يستطيعون التفريق بيننا ".
من الصعب أن نعرف إن كانوا من المنشقين فقط أو أن بينهم متطرفين إسلاميين أيضاً – و هم من يتهمهم النظام بتأجيج الثورة -  أولئك الذين يقومون بالجرائم المدبرة التي تقسم قلب المدينة و تزيد في الكراهية . أحد الأطباء في المشفى الرئيسي بحمص شرح للـ واشنطن بوست كيف أن " بعض الجثامين ( التي وصلت للمستشفى ) كانت ممزقة بالطعنات من الرؤوس حتى الأقدام ، و البعض اقتلعت عيونهم و آخرون حرقوا  بحيث لا يمكن التعرف إليهم " . " رجال مسـلحون متطرفون يجولون في المدينة على متن السيارات ، يخطفون و يقتلون الناس " . يضيف الطبيب مجهول الهوية . يقدم أبو ياسين رواية أخرى عن هذه الأفعال :" النظام هو من يريد تأجيج الحرب الأهلية ، و لذلك تقوم عصابات الأسـد بقتل المواطنين من طائفة معينة في أحيائهم و ترمي الجثث في حي من أحياء الطائفة المقابلة ".
" الجهة المسلحة الوحيدة ، إضافة إلى النظام ، هي الجيش السوري الحر " يضيف هذا المواطن الحمصي قبل أن يعلل طرحه هذا مستبعداً وجود جماعات إسلامية مسلحة . " لا يمكن الحصول على السلاح في نظام بوليسي مضى عليه أربعون عاماً و هو يسيطر على سوريا . حمص معزولة منذ سبعة شهور و محاطة بأكثر من خمسة و خمسين نقطة تفتيش و أي شخص يدخلها أو يخرج منها يتم تسجيله . أي شخص معه  كمبيوتر محمول يتم احتجازه و مساءلته ، و إذا وجدوا تسجيلاً لمظاهرات في هاتف متحرك يتم تعذيب حامله . أضف إلى ذلك ، أنه لو كان  لدينا أسلحة ، فمن أين كنا سنأتي بالذخائر لاستعمالها خلال سبعة شهور ؟ الجماعات الوحيدة التي ليـس لديها مشكلة مع الذخائر هم الشـبيحة ".
كما يظهر في الفيديوات المسجلة من قبل الناشطين لعب الشبيحة دوراً رئيسياً في الهجمة التي عاشتها حمص خلال أسبوع  طويل  و التي تميزت بحصار كافة السكان ، كما يشرح أبو ياسين .
" الحالة مرعبة ، القصف متواصل . منذ أسبوعين تمت محاصرة بابا عمرو ، بالإضافة إلى مهاجمته بالمدفعية الثقيلة و الدبابات . يطلقون النار على المدنيين في بيوتهم ، في محالهم التجارية ، و في الصيدليات .. كان هناك مائة شهيد في هذه الأيام السبعة  " يتأسف هذا السوري مؤكداً أرقام المنظمات غير الحكومية التي تبلغ عن سقوط 110 قتلى في هذا الهجوم على الحي .
" أكياس القمامة مضى عليها شـهران بدون أن يتم جمعـها ، المستشفيات تعمل بالحـد الأدنى ، لا يمكن إخلاء الجرحى خوفـاً من القناصين ، و في الأيام الخمسة الأخيرة لا يوجد كهرباء في بابا عمرو و لا ماء ولا طعام و لا دواء ". شهادة ثالثة يدعمها فيديو محمَّل على يوتيوب ، يظهر كيف أن والدة أحد المتظاهرين الجرحى تم قتلها في بابا عمرو من قبل قناص : توّجب دفنها في الحال ، بدلاً من أن تعاد إلى عائلتها – التي تقيم في حي آخر – لأن المشرحة لم يعد فيها مكان لحفظ المزيد من الجثث . كما أنه لا يوجد فيها كهرباء أيضا .
" ليلة أمس لم نستطع النوم بسبب القصف " يشرح لنا خالد و هو بادي التأثر في اتصال هاتفي كان يتقطع بشكل مستمر " كانت البنايات تهتز تحت وطأة عنف الانفجارات ، يقذفون القنابل  بشكل اعتباطي  على حي بابا عمرو . فجأة ،  أوقفوا القصف هذا الصباح . فُتحت الشوراع ، تم احتلال الحي . المركز التجاري هناك تم نهبه بشكل كامل من قبل الشبيحة . هناك سوق معروف للفواكه تم حرقه . يبدو أن الجيش الحر قد تمكن من  الابتعاد ، لكن كل الرجال في الحي تم إلقاء القبض عليهم أو قتلهم . لقد سـقط حي بابا عمرو ، لكن ليس حمص : اليوم يقصفون تلبيسـة ، في شمال المدينة . إنها ضربة قاسـية لنا ، لكننا ما زلنا نفكر أن لا شيء سـيثني إرادتنا : لقد اسـتولوا على بابا عمرو لكنهم لا يستطيعون الاستيلاء على حمص بكاملها " . حسـب الأمم المتحدة فقد وصل عدد القتلى في سوريا منذ أن بدأت حملة القمـع إلى ثلاثة آلاف و خمسمائة . منهـم ، كما تؤكـد المنظمات السـورية غير الحكومية ، ألف و خمسمائة سقطوا في حمص .




www.cuartopoder.es/elfarodeoriente/la-guerra-civil-siria-comienza-en-homs/2127





Monday 21 November 2011

وعود الأســد


وعـود الأســد
مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الإسبانية


في الثاني من تشرين الثاني | نوفمبر قَبِل النظام الاستبدادي السوري بمبادرة سلام قدمتها الجامعة العربية من أجل وضع حد لثمانية أشهر من القمع الذي يمضي في طريقه ليحصد 4000 ضحية . تتوقع الخطة سحب الفرق العسكرية من الشوارع ، و الإفراج عن المعتقلين السياسيين ، و السماح بدخول الصحافيين الأجانب ، و البدء بحوار مع معارضة مبتدئة و غير مُنَظَّمة . بعد انقضاء أسبوع على ذلك ، تستطيع دمشق أن تضيف إلى سجلها ما لا يقل عن ستين مدنياً على الأقل قُتِلوا بدباباتها و أسلحتها الثقيلة و قناصيها ، و لا سيما في مدينة حمص معقل الثورة ضد النظام الديكتاتوري الدموي الوراثي .
منذ آذار | مارس عندما انطلقت الثورة الشعبية ، قدّم الرئيس بشار الأسـد ، هذا الرجل المخادع ، في مرات متعددة وعوداً متشابهة  سرعان ما كذّبتها الأفعال . فنظامه يستخدم  عنفاً غير محدود من أجل سحق أولئك الذين يحاولون ، على حساب حياتهم في كثير من الأحيان ، نيل نصيبهم من الحرية و الكرامة . هذا الديكتاتور ، المدعوم من قِبَل نواة صلبة عسكرية و عائلية من الطائفة العلوية الحاكمة ، لديه القليل من الخوف من الخارج ، مع استبعاد تدخل عسكري غربي في إقليم يشهد حالة من الغليان . يشعر الأسد أيضاً بأنه في مأمن في مجلس الأمن ، حيث  تقوم  روسيا - الحليف التاريخي للسلالة الحاكمة - و الصين بحماية ظهره بقدرتهما على استخدام حق النقض – الفيتو . أما الجامعة العربية التي تجتمع هذا الأسبوع من أجل معالجة تهور و انفلات نظام  دمشق ، فهي لا تعدو أن تكون أكثر من منظمة احتفالية .
إن دماء الأبرياء المراقة و الكراهية المتراكِمَين منذ آذار | مارس يجعلان من إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية أمراً أكثر صعوبة بشكل متزايد . من الضروري أن تشدد الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي العقوبات ضـد دمشـق ، بما هو أكثر من وقف اسـتيراد البترول . كما أن على تركيا ، الجارة القوية ذات الدور الحاسم ، أن تقوم بتجسيد عقوباتها بشكل فعلي . إن ضغطاً دولياً مستمراً و مضاعفاً يبدو أمراً لا غنى عنه من أجل كبح الانسياق باتجاه حرب أهلية تقود إليها  وحشية عمياء يمارسها نظام محاصَر .



www.elpais.com/articulo/opinion/promesas/Asad/elpepiopi/20111110elpepiopi_2/Tes

لو كنتُ مكان بشــار


لو كنتُ مكان بشـار
لويس باسيتس – صحيفة ال باييس الاسبانية


للثورات أيضاً دروسها  و هي تقدم العلم و المعرفة الخاصين بها . الجميع يتعلمون منها . الذين يريدون السـير في طريقها و الذين يريدون عرقلتهـا ، الذين يرجونها و الذين يخشونها . أما أولئك الذين ينكرون وجودها فلا يتعلمون منها إلا القليل . كذلك هو حال الذين ينكرون سمتها التعليمية و يقتصرون على محاربتها بدون الاستفادة من دروسها .
لقد كانت دروس ثورة تونس نافعة لمصر : فالعسكريون عرفوا كيف يأخذونها في اعتبارهم ، بالعكس من مبارك ، الذي لم يستفد منها شيئاً . ثورتا تونس و مصر نفعتا ليبيا أيضاً : لم  يستفد منها القذافي المكابر في أي حال من الأحوال ، لكنها نفعت المعارضة فعلاً ، التي جربت الثورة السلمية و انتهت بحمل السلاح . أما الآن ، فإن كل الدروس الثورية تعود بتأثيرها على سوريا ، البلد الأساسي في التوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط : يستمر الأسـد مع  دليل القمع العتيق و الزنخ الموروث من والده ، و يختبر الثوّار الطريق الليبي بعد أن سُدَّ في وجوههم الطريق التونسي و المصري .
تتم الاستفادة من الدروس على الصعيد الدولي أيضا . كانت فرنسا فعالة جداً في ليبيا من أجل أن تمحي خطاياها في تونس . الولايات المتحدة تعلمت أن تقود من الخلف في الحرب ضد القذافي بعد الكثير من التذبذبات و الترددات مع مصر . المَلَكيات العربية ، و السعوديون على رأسها ، استخلصت دروساً محلية : الإصلاح بأقصى سرعة ، قبل أن تصل الثورة إليهم ، و القمع ضروري أيضا مع الحسم العاجل أمام خطر داهم ، كما كانت الحال في البحرين . و في كل الأحوال ، الاستفادة من أجل تحسين المواقع في الساحة الدولية .
في حالة البلدان المجاورة ، يُضاف إلى كل هذه الاعتبارات الحاجةُ إلى خلق  جدران حماية  أمام الخوف من تزعزع الاستقرار الذي يدهم الحدود . إسرائيل التي تراقب جارها المُقلِق باهتمام خاص ، جربت هذا الأمر فعلياً في الجـولان . العراق الذي يسيطر عليه الشـيعة و يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي يخشى انتصار ثورة سنية تشعل النار بين السكان العراقيين ذوي الانتماء نفسه . يخشى هذه الثورة أيضاً عبد الله ملك الأردن ، الذي غيَّر رئيس وزرائه مرتين منذ أن بدأت الثورات من أجل كبح الاستياء الشعبي .
الفسيفساء الطائفية في لبنان تتوجس خيفة من عدم الاستقرار السوري ، فيما لو أشعل      مرة أخرى توتراته الأهلية الخاصة المترسخة ، رغم أن نصف اللبنانيين يودون سقوط النظام السوري و نصفهم الآخر يقدم دعماً غير مشروط  للأسـد . و الأخيرة هي حالة حزب الله ، الحزب الشيعي القوي ، الواقع في التناقض جرّاء مساندته لكل الثورات العربية إلا عندما تؤثر على حليفه الاستراتيجي السـوري . هذا ما يحدث للنظام الإيراني أيضاً ، الذي عانى مبكراً و سحق ثورته الخضراء في 2009 : إنه لا يريد الآن أن يخـسر شـريكاً شديد الأهمية مثل سـوريا ، لكنه يساند ،  ظاهرياً على الأقل ،  الثورات العربية .
كل القوى الإقليمية تعمل على استعمال أوراقها إلى الحد الأقصى من أجل الحد من الأضرار و تحسين شروط هيمنتها في الآن ذاته . تركيا ترى في سوريا واحدة من مناطق نفوذها ، بالتنافس مع إيران و العربية السعودية ، لكنها ترى فيها أيضاً سوقاً للتوسع و عاملاً حاسماً و خطراً في المشكلة الكردية . أما بالنسبة للعربية السعودية فسوريا هي واحد من الميادين التي تخوض فيها نزالاً حتى الموت ضد إيران  بالتزامن مع سعيها لاحتواء الموجة الثـورية . إن أنقرة و الرياض تقدمان نموذجيهما الإسلاميين كبدائل للديكتاتوريات المدنية : النموذج التركي هو الجمهورية الديموقراطية ، أما السعودي فهو نموذج الخيرية المفترضة للملكية المضطرة لإصلاح نفسها .
الجامعة العربية ، المعروفة بعدم فعاليتها المثالي و الفوضوي ، وجدت في الأزمة السورية دوراً أساسياً جديداً لتلعبه . كانت لديها هذه الفرصة بالفعل مع القذافي ، عندما دعمت قرار الأمم المتحدة الذي أدى إلى تدخل حلف الأطلسي . و قد قامت للتو بطرد سوريا ، البلد المؤسس و صاحب الدور المحوري في تاريخها  ، في رد على خدع الأسـد التقليدية ، الذي التزم في الثاني من تشرين الثاني | نوفمبر بسحب الفرق العسكرية من المدن و لكنه حصد منذ ذلك الحين أرواح ثلاثمائة ضحية . تريد هذه المنظمة الدولية إرسال قوة مدنية من أربعمائة أو خمسمائة مراقب من جمعيات حقوق الإنسان بهدف حماية السكان المدنيين في مواجهة  قمع النظام .
إنها خطوة إضافيه في الحصار الذي يضيِّق الخناق على الأسـد ، بينما تتحول المعارضة المدنية السورية الداخلية إلى مقاومة مسلحة تحظى بجيش سوري حر و مئات الجنود المنشقين . العاهل الأردني عبد الله ، مع كل السلطات المطلقة التي تخولها له الملَكِيّة ، كان أول قائد عربي يطلب بشكل صريح من الأسـد أن يتنحى عن السلطة في مقابلة مع بي بي سي ." لو كنتُ في مكانه لتنحيت " قال الملك . من المؤكد أنه لو كان بشار في مكان عبد الله فإنه سيفعل الشيء نفسه الذي يفعله جاره ؛  تغيير الوزراء ، الإعلان عن إصلاحات و عدم التخلي عن أي واحدة من سياساته الامتيازية المميَّزة : تغيير كل شيء في سبيل أن لا يتغير أي شيء .
بالإضافة إلى انتقاد جاره المأزوم ، يريد عبد الله أن ينقذ رأسـه و لو على حساب رأس بشـار . إذ إنه في حال فقدها سيكون العاهل الأول الذي يسقط  في هذه الموجة الثورية . كل الملوك الآخرين يقفون خلفه للحيلولة دون سقوطه . و من هنا هذه الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية من أجل التحكم بهذه التصدعات الثورية بغية تحويلها إلى إصلاحات هـادئة .



www.elpais.com/articulo/internacional/zapatos/Bachar/elpepiint/20111117elpepiint_9/Tes

Sunday 20 November 2011

محاصَرة الأســد


 محاصرة الأســد
تنامي الثورة الداخلية ضد النظام السوري بالتزامن مع عزلته الدبلوماسية

مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الإسبانية
 

شهد الوضع السوري تحولاً نوعياً مع الهجوم الذي استهدف مركزاً مهماً للاستخبارات العسكرية بالقرب من دمشق ، و تسبب في عشرين إصابة في صفوف القوات الحكومية . إن الثورة الشعبية ضد النظام الديكتاتوري عديم الرحمة لبشار الأســد ، التي تقترب من شهرها التاسع ، تجلَّت كحركة سلمية ، دفعت ثمن تحديها حوالى 4000 آلاف ضحية . لكنّ الهجوم  الذي قام به من يسمون أنفسهم بالجيش السوري الحر ، يوم الأربعاء الماضي ، على مقر جهاز استخباراتي يقوم بدور رئيسي في القمع ، يضيف إلى أهميته الذاتية  أن من يلعب الدور الرئيسي فيه هم جنود متمردون ، بدأوا يعملون كذراع عسكري لمعارضة متسعة  و أخذوا ينضمون بأعداد متزايدة باطراد إلى السكان المدنيين .
حتى بضعة أسابيع خلت كان يبدو متعذراً طرح إمكانية  وجود بديل  للنظام  في سوريا ، رغم فقدان هذا النظام الدموي لكل شرعية و رغم نكثه بكل و بأي وعد من وعوده الإصلاحية المتكررة . أما الآن فقد بدأ حتى النظراء الإقليميون للأسـد يقلبون ظهر المِجنِّ له . إن الديكتاتورية السورية لا يهمهما إلا قليلاً العقوبات و الإدانات الصادرة من الولايات المتحدة  أو الاتحاد الأوروبي باسم حقوق الإنسان ، طالما أنها لا تؤثر بشكل حاسم على اقتصادها الهزيل فعلاً  أو تفتح الطريق أمام صدور قرار فعّال من مجلس الأمن ، الأمر الذي تحول دونه روسيا و الصين حتى اللحظة . و لكنها مسألة مختلفة بالنسبة إلى دمشق أن تقوم الجامعة العربية الآن ، و هي التي كانت نادياً للحكام المستبدين خلال ستين عاماً الماضية ، بالتهديد بالعقوبات و بالطرد النهائي لواحد من أعضائها المؤسسين البارزين جراء عدم وفائه بتعهداته الإصلاحية . أو أن تستقبل تركيا ، الحليف القديم ، على أرضها المعارضةَ السورية المبتدئة . أو أن يطلب ملك الأدرن بشكل علني من الأسـد أن يتنحى . إن غضب دمشق قد تبدى هذا الأسبوع من خلال الاعتداءات المدبرة ضد عدة سفارات عربية .
إن بشـار الأســد ، الذي كان يعتقد أنه بمأمَن من عاصفة الكرامة التي تهز العالم العربي ، أصبح محاصَراً بشكل لا فكاك منه . و التصعيد في سوريا ، حيث مازال عشرات الأشخاص يلقون حتفهم كل أسبوع بسبب توقهم للتحرر من الطاغية ، يتطلب من القوى الديموقراطية مضاعفة جهودها الاقتصادية و الدبلوماسية ، و خاصة في الأمم المتحدة ، من أجل التعجيل بعزل نظام سـفَّاح و سـقوط  رأسـه  الظاهر  .




www.elpais.com/articulo/opinion/cerco/Asad/elpepiopi/20111118elpepiopi_2/Tes

Tuesday 15 November 2011

محللة نفسية في براثن الأســد


محللة نفسية في براثن الأســد
مونيكا بريتو – موقع : كوارتو  بودير


يبدو أمراً مثيراً للدهشة أن يعتقد الطغاة بأنهم يملكون البلاد التي يعيشون فيها . و ليت الأمر يقف عند هذا الحد فقط – في نهاية الأمر ، ينظر كل مواطن إلى بلده الأصلي بالطريقة نفسها أي باعتباره بلده هو – فهم يعتقدون أيضاً أنهم مالكون لمواطنيهم  و لديهم ، من ثُمَّ ، الحق في الانتفاع  بكل ما ينتجه هؤلاء  ، من الثروة حتى الموهبة . و عندما لا تكون هذه الموهبة في خدمتهم ، عندما تفلت من سيطرتهم أو تعارضهم ، فإنها تتحول من كونها هبة محمودة إلى باعث على الاضطهاد ، هذا إذا لم تكن سبباً في الموت .
لا بـد أن يكـون بشـار الأسـد و الدائرة المحيطـة بـه خائفيـن جــداً لكـي يحتفظـوا بالنســاء و الأطـفال في سـجونهم . و ينبغي أن يكون الأمر متعلقاً بجنون الشك و الارتياب حتى تُسجن شخصيات من أمثال الدكتورة رفاه ناشد ، البالغة من العمر ستة و ستين عاماً ، و التي كانت أول امرأة سورية تمتهن التحليل النفسي ، و هي التي أسست مدرسة دمشق للتحليل النفسي . لم يسبق للدكتورة ناشد أن تبنت مواقف سياسية علنية قط : اقتصر دورها على تفسير السلوكيات و مساعدة المواطنين على التعامل مع  ظروفهم الخاصة . و قد حملتها احترافيتها إلى خارج حدود الشرق الأوسط و كانت خلال مسيرتها المهنية الطويلة تتعامل بندية مع نظرائها الغربيين الذين يكتبون البيانات في هذه الأيام و يتصلون عبثاً مع حكوماتهم لمناشدتها التوسط في سبيل أن تعود للمحللة النفسانية السورية البارزة حريتها .
إنهم يفعلون ذلك منذ أكثر من شهر . ففي العاشر من أيلول | سبتمبر كانت رفاه ناشد على وشك المغادرة الى باريس من أجل متابعة علاجها الطبي  ، جرّاء إصابتها بالسرطان ،  و حضور ولادة ابنتها ، عندما حال ضباط أمـن المطار بينها و بين هذه الإمكانية . " زوجتي ، الدكتورة رفاه ناشد ، تم اعتقالها من قبل عناصر جهاز مخابرات القوى الجوية ، عند الحاجز الأول لتفتيش الأمتعة في منطقة المغادرة بمطار دمشق " أعلن زوجها ، أستاذ التاريخ في جامعة دمشق فيصل محمد عبد الله ، في رسالة رسمية مؤثرة تم توزيعها على الشبكات الاجتماعية يروي فيها قصة كدحه اليائس الذي انتهى إلى معرفة مكان وجودها .
اتصلت رفاه بزوجها من المطار معبرةً عن حيرتها . " بدأوا التفتيش بعصبية . لديهم قوائم بالأسماء . أخذوا جواز سفري و ذهبوا به " هذا ما استطاعت أن تخبره به في الاتصال الهاتفي الأخير . اللقاء التالي ، بعد أيام ، سيكون في الزنزانة التي تتقاسمها مع خمس عشرة سجينة من سجينات الحق العام في سجن النساء بدمشـق . يسـتطيع زوجها الآن أن يراها لمدة نصف ساعة ، مرتين كل أســبوع ، لكنه مازال غير قادر على فهم سبب اعتقالها ، رغم أنها اتُهمت رسمياً بالقيام " بنشاطات من المحتمل أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة ".
لا ريب أن النظام السوري يُلَمِّح إلى الجلسات المجانية التي كانت تنظمها في نهاية الأسبوع مع محلل نفساني آخر ، اليسوعي رامي إلياس ، في مركز ديني بدمشق ، إثر اندلاع  الثورة الاجتماعية . كان الهدف من هذه الجلسات مساعدة السوريين على التعايش مع الخوف بجميع مستوياته : الخوف من الديكتاتوية ، الخوف من الحرب الأهلية ، الخوف من الشك و عدم اليقين ... كما أوضحت الدكتورة ناشد ذلك لصحافي من وكالة فرانس برس سُمح له بزيارة دمشق . " المفارقة في هذه الحالة هو أن الجميع في سوريا خائفون . لماذا يستخدم النظام العنف و القمع ؟ لأنه خائـف من فقدان السـلطة . و المتظاهرون ؟ هل تعتـقد أنهم لا يخافون ؟ إنهم خائفون بشكل كبير ، لكنهم بالرغم من ذللك يخرجون إلى الشارع ".
هي ، في مقابل ذلك ، لا يبدو أنها تعاني من تلك المشكلة ، حسب ما يرويه زوجها في كل مرة يزورها في السـجن . فبالرغم من الشروط الصحية الشنيعة في محبسها تبدو متشجعة و لا تطلب إلا أدويتها و أقلاماً من أجل الأطفال الذين يتقاسمون الزنزانة مع أمهاتهم اللاتي ليس لديهن مكان آخر يتركن فيه أطفالهن .هناك العديد من الحملات الدولية من أجل رفاه ناشد  – على تويتر وعلى فيس بوك حيث توجد عدة مجموعات مساندة - و لكن التأثر في مجتمع خبراء الصحة النفسية العالمي كان من القوة بحيث دفع بشخصيات مثل نعوم تشومسكي و السيدة الفرنسية الأولى كارلا برونـي للانضمام إلى المطالبات التي تناشد الأسـد الإفراج عن رفـاه ، و التي اجتذبت الآلاف من التوقيعات الشهيرة من جميع أنحاء العالم .
إن هذه الحادثة ما هي إلا تحذير من النظام الذي يصر على تبني صمت مريب تجاه الأحداث التي تدفع سوريا باتجاه الحرب الأهلية . فحالة رفاه ليست الأولى و لن تكون الوحيدة ، و لا هي بالحالة الأكثر غلظة أيضاً . ففي تموز | يوليو الماضي كان علي فرزات ، و هو واحد من أكثر رسامي الكاريكاتور شهرة و نقدية في العالم العربي -  و كان قد تلقى العديد من التحذيرات من النظام على شكل إغلاق مطبوعات و منع رسومات – قد تعرض لاعتداء على أيدي قوات الأمن . لقد أخذت ريشته منحى نقدياً أشد قسوة منذ أن بدأ القمع الوحشي للاحتجاجات . و في فجر أحد الأيام أُجبِرَت سيارتُه على الوقوف من قبل سيارة أخرى ترجل منها عدة أشخاص و قاموا بضربه . و قد ظهر بعد ساعات على طريق مطار دمشق و كيس من البلاستيك يلتف حول رأسه :  لقد قاموا بسحق يديه ، في إشارة لا  لبس فيها إلى ما يُنتَظَر منه .
قد يمكن القول إن علي فرزات كان محظوظاً : إذ إن إبراهيم قاشوش لم يعش لكي يكون في مقدوره أن يروي ما حدث له . فهذا الشاعر و المغني ذو الاثنين و أربعين عاماً ، الذي يعمل إطفائياً و يعيل ثلاثة أطفال ، أخرج إلى النور ما بات بعرف بنشيد الثورة في حماة . إن أغنيته ، التي حملت اسم مدينته ، كانت ترددها آلاف الحناجر في كل مظاهرة من المظاهرات الحاشدة التي شهدتها هذه المدينة -  الشهيدة منذ أعوام الثمانينات عندما استخدم حافظ الأسد الجيش لسحق سكانها المدنيين ، و الشهيدة المزدوجة بفضل أفعال وريث الديكتاتور – و كانت كلماتها معبرة جداً . " يللا ارحـل يا بشـار . الحريـة صارت على الباب . يللا ارحـل يا بشـار ". و في يوم من أواخر أيام شهر تموز | يوليو أُدخل إبراهيم عنوة في إحدى السيارات . و وجدت جثته مرمية في نهر العاصي : كانوا قد قطعوا حباله الصوتية . كما يمكن أن يشاهد في الفيديو الذي تم تسجيله في المشرحة .
كانت هذه بالفعل رسالة مصورة عن احترام بشـار الأسـد لمواطنيه و التزامه بالحريات و الإصلاحات الديموقراطية . هل ترغبون بالمزيد من الأمثلة ؟ إنه الموسيقي مالك الجندلي الذي يعد واحداً من عازفي البيانو و الملحنين الأكثر إبداعا في الشرق الأدنى ، و الذي شارك في تموز | يوليو بمسيرة جرت في واشنطن دعماً لحرية الشعب السوري . لقد تعرض والده مأمون الجندلي ، ثلاثة و سبعون عاماً ، و والدته لينة الدروبي ، ستة و ستون عاماً ، للاعتداء في منزلهم الكائن بحمص من قِبَل أشخاص ذوي صلة بالنظام ، و قاموا بضربهما قبل أن يحتجزوهما في حمام المنزل و يتركوهما هناك .
هذه الحالة تم وصفها ، كتسع و عشرين حالة أخرى ، من قِبَل منظمة العفو الدولية في تقريرها المعنون بـ : اليد الطويلة للمخابرات ، الذي يعرض للاعتداءات و التهديدات و الانتقام التي يعاني منها السوريون المعارضون في المنفى ، سواء تعرضوا لها بأنفسهم  أو تعرض لها أفراد من عائلاتهم ، على أيدي أعضاء السفارات السورية في ثمانية بلدان على الأقل جرى البحث فيها ، من بينها إسبانيا . " حاول المغتربون السوريون من خلال احتجاجاتهم السلمية تسليط الأضواء على الانتهاكات التي نرى أنها ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانية و التي تشكل تهديداً للنظام السوري " كما يشرح الباحث في منظمة العفو الدولية نيل ساموندس خلال تقديم التقرير " و في رده على ذلـك يبدو النظام و قد بدأ بحملة ممنهجة ، و عنيفة في بعض الأحيان ، لتهديد السوريين في الخارج لإجبارهم على الصمت (...) إن هـذا لدليل آخـر على أن الحكومة السـورية لن تتسامح مـع أيـة معارضة شـرعية و أنها مستعدة لفعل أي شي من أجل تكميم أفواه  أولئك الذين يتحدونها بشكل علني ".



www.cuartopoder.es/elfarodeoriente/una-psicoanalista-en-las-garras-de-assad/2029