Wednesday 25 December 2013

انغلاق الدائرة على الثورة السورية

وجهة نظر يسارية عن الاتفاق الأمريكي الإيراني وأثره على الثورة السورية


انغلاق الدائرة على الثورة السورية

جوسيب لويس ديل ألكاثار و ليلى نصار- موقع: ريبليون


في الرابع والعشرين من تشرين الثاني| نوفمبر وقَّعت الولايات المتحدة وإيران في جنيف اتفاقاً مؤقتاً سوف تجمد طهران بموجبه برنامجها النووي لمدة ستة أشهر مقابل تخفيف العقوبات. في هذه الفترة سيكون ممكناً التفاوض على اتفاق نهائي. يحظى الاتفاق بضمانة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، كاثرين أشتون، ووزراء خارجية روسيا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، والصين.

إسرائيل تندد بغضب. وكما هي العادة، تعزِّز خطاب الخوف، خاصةً بعد أن زعزع نضال شعوب المنطقة إطار استقرارها. لكن خلف كل هذه الثرثرة، يقوم أوباما بعمله: بدون أسلحة نووية في إيران (وبدون أسلحة كيميائية في سـوريا) لا شيء يمكن أن  يبز سادس أكبر جيش في العالم. وفي الخلفية يبقى سؤال ليس له أي جواب مبرر: لماذا يمكن لإسرائيل أن تمتلك سلاحاً نووياً خارج أية رقابة دولية (...) ويجب على إيران أن تتنازل إذا لم ترد أن تخنقها العقوبات؟ كل الجهاز الإمبريالي يعمل على أن تبقى إسرائيل -واحد من أربعة بلدان في العالم لم تقر معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية- القوة النووية الوحيدة في الشرق الأدنى، المنطقة الاستراتيجية على هذا الكوكب.

لماذا تقبل إيران بشروط الإمبريالية؟ الجواب في العامل الداخلي. التعبئة والاستياء في صفوف السكان، الناجمان عن الآثار الاقتصادية للأزمة الراسمالية، المتفاقمة جراء العقوبات وغياب الحريات (بعد سحق انتفاضة 2009) كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى وصول الموجة الثورية التي ما زالت تهز شمال أفريقيا والشرق الأدنى إلى إيران. البطالة، التي تصل حالياً إلى 11,2 بالمائة (3,5 مليون) تنذر بالتصاعد. المعدل السنوي للتضخم هو 39 بالمائة. الريال، العملة المحلية، فقد 75 بالمائة من قيمته في ثمانية عشر شهراً . صادرات البترول انخفضت من 2,5 مليون برميل يومياً في 2011 (بقيمة 95 مليار دولار) إلى أقل من مليون برميل (69 مليار دولار) في 2012. البيانات  الخاصة بعام 2013 ستكون أكثر انخفاضاً بعد. مع الاتفاق ستُخفف العقوبات على طهران وتزداد إمكانية البدء بتصدير النفط الخام.

لكن التعاون بين نظام آيات الله والإمبريالية في المنطقة مضى عليه سنوات. في الواقع، كانت إيران عاملاً حاسماً في الإبقاء على حكومة الاحتلال الأمريكي في العراق برئاسة نوري المالكي، الذي كان قد عاش في المنفى ما بين دمشق وطهران. في الأول من تشرين الثاني| نوفمبر الماضي كان رئيس الوزراء العراقي يزور واشنطن، مع موضوع العلاقات مع إيران على الأجندة، ويعرض تسهيل المرحلة الأخيرة من المفاوضات.

الاتفاق يعزز الاتحاد ضد الثورة السورية

الأوائل في تهنئة أنفسهم بالاتفاق كانوا الديكتاتور السوري بشار الأسـد وإسلاميي حزب الله، الميليشيا اللبنانية الحليفة لطهران التي تقاتل في سـوريا إلى جانب النظام. أيضاً من العراق، رحب المالكي بالاتفاق كـ "خطوة كبيرة من أجل الأمن والاستقرار" في المنطقة. المفاوضات من أجل الاتفاق تقاطعت مع التهديد بالهجوم الإمبريالي في سـوريا. مسرح المواجهات بين مصالح إيران ومصالح الإمبريالية فيما يتعلق بالنظام السوري يتلاشى ويظهر الاتفاق الأساسي بين الإمبريالية وآيات الله: إخماد نضالات الشباب والعمال.

تُغلق الدائرة وتتفق الإمبريالية مع الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري: بدايةً مع روسيا على تسليم الترسانة الكيميائية السورية لتفادي هجوم مباشر؛ والآن مع إيران التي تتخلى عن منازعة إسرائيل على الهيمنة العسكرية في المنطقة. يبدو أن التباينات قد انتهت وتتأكد جبهة "الجميع" ضد الشعب السوري. بوسع الأسـد أن يكون مطمئناً: لا أحد من الخارج سيعترض طريقه. أيضاً ليس من المصادفة أن الهجوم المعاكس للثورة المضادة: الانقلاب في مصر الذي يحظى بدعم الأمريكيين وإسرائيل، حظي كذلك بدعم نظام بشار الأسـد.

مع الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، أصبح لدى النظام السوري تفويض كامل لضرب الثورة، الأكثر عزلة اليوم. في الأيام التي شهدت توقيع الاتفاقيات، شن النظام هجوماً جديداً في منطقة القلمون على مواقع الثوار بدعم من حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية.

الحاجة إلى التضامن الدولي مع نضال الشعب السوري

الثورة السورية تواجه حكومة لم ينقصها السلاح الذي يصل من القاعدة الروسية ومن إيران، فيما يُطبَّق الحصار من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على القوى الثورية. دخول السلاح القادم من قطر والعربية السعودية، بموافقة تركيا وبالقطارة، كان موجهاً إلى قطاعات إسلاموية، تقاتل في سبيل أهداف بعيدة تماماً عن الثورة، وقد فرضت صداماً طائفياً، أدى إلى مواجهات مع لجان التنسيق المحلية، والجيش السوري الحر، والأكراد.

لكن بالرغم من هذه العزلة القاسية، فإن مقاومة الشعب  السوري ضد النظام لا تتوقف. ربما لأن 150000 قتيل وعشرات الآلاف من المعتقلين والمختفين والمعذَّبين هي أسباب كثيرة للاستمرار في النضال. لكن اليسار الدولي، الذي كان يجب أن يقف إلى جانب هذا الشعب ضد الطاغية، والإمبريالية، وكتلة القوى الكبرى التي تريد الاستقرار بأي ثمن، تخلوا عن هذا الشعب. أولئك الذين يتطابقون مع التشافيزية يفعلون ذلك علنا،ً داعمين النظام القاتل. الأحزاب الشيوعية، المؤيدة للنظريات التآمرية، تنكر وجود الثورة نفسها. وقطاع آخر يقول "يجب أن لا نتورط" لأن الأمر "شديد التعقيد"، ويطلب ثورة "نقية" للانخراط فارضاً على الشعب السوري شروطاً لا يطبقها هذا اليسار نفسه في ممارساته اليومية. مع هذه السياسات من هؤلاء وأولئك، تتزايد عزلة اليسار السوري، بدون سلاح وبدون دعم سياسي أو مادي، بينما "الإسلام السياسي" يفرض نفسه على الأرض، مع القوة التي تأتيه من الخارج. كفى صمتاً متواطئاً، هنالك حاجة ماسّة إلى انطلاق التضامن الدولي مع الشعب السوري.















http://www.rebelion.org/noticia.php?id=178335&titular=se-cierra-el-c%EDrculo-contra-la-revoluci%F3n-siria-

Sunday 22 December 2013

الحكومات الأوروبية تتخلى عن اللاجئين السوريين




الحكومات الأوروبية تتخلى عن اللاجئين السوريين

اينييغو ساينث دي أوغارتي – موقع: الدياريو الإسباني


مهما كانت الاختلافات عند تحليل ما يجري في سـوريا، فإن ثمة فكرة لا يمكن نكرانها. البلدان الأوروبية لم تبالِ على الإطلاق بمصير اللاجئين السوريين. كل تصريحات حكام الاتحاد الأوروبي عن مأساة الحرب والحاجة إلى وضع حد للنزاع تتحول إلى ثرثرة منافِقَة عندما نتمعن في مصير الأشخاص المشردين جراء الحرب.
ليس هذا شيئاً جديداً. فبلدان مثل إيران وباكستان كان لها سلوك مشكوك فيه أو مرفوض فيما يتعلق بحروب أفغانستان، لكن من غير المشكوك فيه أنها منذ أعوام الثمانينات آوت ملايين من اللاجئين الذين هربوا من البلد الجار. البلدان الغربية لا تفوت الفرصة لإيضاح ما هو الواجب عمله من أجل إنهاء تلك الحروب، لكنها قلما تتحمل المسؤولية عن عواقب تلك القرارات.
وضع اللاجئين السوريين الآن هو أكثر دراماتيكية جراء البرد والعاصفة الثلجية التي تؤثر على عدة بلدان في الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة. الصورة في الأعلى هي للاجئين يصطفون بغية تسجيل أنفسهم في بلدة عرسال اللبنانية، في شمال البلاد. الصورة الأخرى هي من بلدة أخرى في لبنان (جنوب بيروت) تشير إلى مدى الانخفاض الذي بلغته درجات الحرارة.

إلى عرسال (لبنان)، وصل مائتا رجل وامرأة وطفل يوم الأربعاء بعد عبور الجبال التي تفصل بين البلدين في ظروف مرعبة. في الوقت الراهن، ترفض الحكومة اللبنانية السماح بإقامة مخيمات دائمة للاجئين، كتلك الموجودة في الأردن وتركيا.
منظمة العفو الدولية تشتكي من سلوك الحكومات الأوربية لكونها استقبلت 12000 سوري فقط، 0,5 بالمائة من 2,3 مليون شخص فروا من البلد.
عشر دول فقط من الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عرضت أمكنة للتوطين أو للقبول لأسباب إنسانية بأفراد لاجئين قادمين من سـوريا. فيما يلي المعلومات التي تقدمها منظمة العفو الدولية:
ألمانيا كانت، بفارق كبير، الدولة الأكثر كرماً بالتزامها باستقبال عشرة آلاف لاجى، أي 80 بالمائة من العدد الكلي للاجئين الذي التزم الاتحاد الأوروبي باستقباله.
باستثناء ألمانيا، عرضت الدول الـ 27 الأعضاء المتبقية في الاتحاد الاوروبي استضافة 2340 لاجئاً فقط من سـوريا.
فرنسا عرضت 500 مكان فقط، أي، 0,02 بالمائة من العدد الكلي للأشخاص الذين فروا من سـوريا.
إسبانيا وافقت على استقبال 30 فقط، أي 0,001  بالمائة من اللاجئين من سـوريا.
ثماني عشرة دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي -من بينها المملكة المتحدة وإيطاليا- لم تعرض حتى مكاناً واحداً فقط.
تجدر الإشارة هنا إلى السويد، حيث تبنت الحكومة موقفاً مختلفاً، وإن كان ما يزال يتوجب رؤية كم من السوريين سيجدون ملاذاً هناك. من الصعب أن يصل اللاجئون بشكل مباشر إلى السويد، وإذا مروا ببلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي، فإن معايير الاتحاد الأوروبي ستكون كافية للحيلولة بينهم وبين الإقامة في البلد (السويد).
فيما يخص الأموال، تفضِّل البلدان الأوروبية إنفاقها في تعزيز حدودها. مسألة أولويات.





http://www.guerraeterna.com/los-gobiernos-europeos-abandonan-a-su-suerte-a-los-refugiados-sirios/

Wednesday 18 December 2013

المنسـيون




المنسـيون

بيكتور غونثالث


بعض اللاجئين استأجروا شققاً، آخرون يعيشون في فنادق أو نُزُل، بعضهم انتهى بعد  عبور الحدود إلى المخيمات التي تُشرف عليها المنظمات غير الحكومية والحكومة التركية، وأخيراً، أولئك الذين هربوا من سـوريا أيضاً بلا أي شيء، إلا ما حصَّلوه في الأشهر الأخيرة، يعيشون في حالة من النسيان.
خارج كلِّس (تركيا) أقام عدد غير محدد من السوريين مخيماُ قبل شهرين. بعضم مضى عليه أكثر من عام في المكان، آخرون وصلوا قبل يومين، والآن كلهم يعيشون في حديقة أحمد ايدغلو. أسسوا قرية من الخيام بسقوف من البلاستيك المستعمل وعوازل من الكرتون. عندما تمطر، كما في الليلة الماضية، تتداعى بيوتهم الجديدة من كل الجوانب ويكون عليهم أن يبنوها مرة أخرى. حياتهم تدور من حولها، يجلسون، يتحدثون، يدخِّنون، وينتظرون. استوعبت مدينة كلِّس قدر استطاعتها آلافاً من اللاجئين الذين هربوا من الحرب بأعداد كبيرة، ولم يكن للجميع الحظ نفسه. حركة النزوح في الصيف الماضي أرهقت السلطات التركية، التي لم تجد، وربما لم تبحث، عن حل بهذا الخصوص. في مخيم المقصورات الذي أقيم على الحدود مع ســوريا، على بعد كيلومترات قليلة من هذه الحديقة، يتلقى اللاجئون الطعام والعناية الصحية. هنا، وسط الطريق والأبنية نصف المشيدة، لا يتمتعون بهذه الامتيازات الصغيرة. غادروا وطنهم بلا أي شيء ويعيشون الآن بلا أي شيء. يشترون الطعام من المدخرات القليلة التي يملكونها، لم يزرهم أي طبيب منذ أن جاؤوا إلى هنا وللوصول إلى المستشفى الأقرب يسيرون كيلومترين على الأقل.
من الواضح أنه ليس لديهم أماكن مخصصة للنظافة الشخصية ولا الحاجات الأساسية ومطابخهم ارتُجِلَتْ بأربع قطع من الخشب والحجارة.

مهجورين وغير مطلعين. لا يعلمون ماذا سيفعلون بهم و لا إذا ما كانوا سيحصلون على أي نوع من المساعدة، لا أحد يقول لهم شيئاً. رغم ذلك، ما زالوا مضيافين، لطفاء وكرماء، كرماء جداً. قد يبدو جواً عدائياً بسبب خشونتهم للوهلة الأولى، لكنهم يفتحون لك أبواب بيوتهم بدون أن يطلبوا شيئاً في المقابل. عند الدخول إلى المخيم يتدافعون نحو الكاميرا، يقدمون الشراب وقطعاً من الطعام، يهتمون بك، من أين جئت وماذا تعمل. في الحال يقدم لك أحدهم نفسه للقيام بدور الدليل، يرطن بأربع كلمات بالانكليزية ويساعدك في البحث عن آخر يتحدث أفضل منك. يعيشون في فقر أقصى، في شك فيما سيحدث لهم،  لكن مع روح دعابة تساعدهم على الصمود. يشيرون إلى بيوتهم، إلى جبال القمامة المتراكمة والأطفال. يرونك حياتهم الجديدة، يريدون أن يشاهد الناس ذلك وأن يعلموا بما يحدث، ومن ثم، يتحركون لمساعدتهم.

يبدو أن الطبقات الاجتماعية حاضرة أيضاُ داخل مجموعة اللاجئين، حيث، ليس بسبب التمييز، وإنما بسبب التراكم، يناضل البعض أكثر حتى من البعض الآخر ليجدوا ما يعينهم على الخروج من التدهور الاجتماعي والمادي والشخصي الذي يغرقون فيه.







http://sinretorno2013.wordpress.com/2013/10/04/los-olvidados/

Tuesday 17 December 2013

الرامي، مدينة الأشباح




الرامي، مدينة الأشباح

بيكتور غونثالث


عدنا اليوم إلى مستوطنة اللاجئين في حديقة أحمد ايدغلو. هنالك استقبلَنا أحمد، ثمانية عشر عاماً، وأسرته، جميعهم من إدلب، غرب حلب. في خيمته ينام ستة، هو، أشقاؤه الثلاثة، والوالدان. باستقبال مهذب بقدر ما هو صادق قاموا بدعوتنا للدخول وقدموا لنا القليل الذي لديهم. في الداخل، مع جمال ومأمون، اثنان وعشرون عاماً وعشرون عاماً على التوالي، تحادثنا، سواء معهم أو مع أقربائهم، حول أوضاعهم الشخصية وتجربة مغادرتهم لمدينتهم.
مع أحمد وجمال كمترجمين من العربية إلى الانكليزية قدموا لنا محمد الحمود، ثلاثون عاماً، الآتي من مدينة الرامي، جنوب غرب إدلب. من خلال المعابر الحدودية الخطرة التي لا يسيطر عليها الجيش التركي، وصل قبل عام إلى كلِّس (تركيا). قصة بلدته الصغيرة مرعبة حقاً. بدون تردد، يروي لنا عن الأيام التي أصبحت فيها الثورة قوية، وعن اللحظة التي ضربت جذورها بعمق، والأمل الذي أثارته. الآن، في العام الثالث من الحرب، لم يبق أحد في الرامي.
يعيش محمد الآن مع أسرته وعشرات من الجيران الذين هربوا من شوارع تحولت إلى ميادين إعدامات بالرصاص روتينية. في الرامي مفرزة لجيش الأسـد تستند إلى قاعدة مناطقية، وعند بداية الحرب، صارت مصدر عذاب من قمع بلا نهاية. قُتل السكان بشكل عشوائي، "بدون أي سبب على الإطلاق"، يعلق بلا تردد. كانت الدبابات تدخل في كل وقت إلى المدينة والقنابل تتساقط بشكل متواصل. لم يكن بوسع السكان أمام هذه الوحشية إلا الهروب. عمل هو مع الجيش السوري الحر ناقلاً الأسلحة والوقود، مراعاةً للظواهر تقريباً أكثر مما هو إيمان أعمى بهم، حسبما تدل عليه كلماته. في رحلة إلى دمشق لزيارة شقيقه السجين تم اعتقاله بدون سبب ظاهر، إلا أنه استطاع الخروج حياً من السجن بعد فترة قليلة. الآن هو، كما بقية السكان الباقين على قيد الحياة، يعيش في واحدة من خيام البلاستيك والكرتون، من دون شيء يفعله ومن غير مكان، أفضل أو أسوأ، يذهب إليه.

فيما يدخل أحمد مرة أخرى إلى الخيمة مظهراً الأرغفة الأربعة من الخبز التي "أعطونا إياها للمرة الأولى"، مؤكداً بتهكم، نسأل محمد عن رأيه حول ما حصل و، بالرغم من عدم جدوى ذلك في الوقت الحاضر، أن يقول لنا فيما إذا كان سيغير بعضاً من الأمور التي قام بها. جوابه لا ينم عن  شيء، ما يهمه حقيقة، فيما وراء الماضي أو المستقبل، هو "العودة إلى الحالة الطبيعية، إلى العمل، إلى الحياة في قريتي". لا يريد المزيد من القصص عن القناصة المخبولين أو عمليات القصف على الأسواق، يريد أن يكون مطمئناً. تأكيد يوافق عليه بهز رؤوسهم كلُ الحاضرين. وبينما يروي الجميع حكايات مأساوية، مذابح، ونكات مروعة، مع كأس من البيبسي وكيس من البطاطا، فإنهم يكررون أن "الشيء الوحيد الذي نريده هو الحياة الطبيعية". إن شاء الله.









http://sinretorno2013.wordpress.com/2013/10/04/al-rami-ciudad-fantasma/