Thursday 29 May 2014

درع مزدوجة للمجرمين




درع مزدوجة للمجرمين
روسيا والصين منعتا عبر حق النقض الملاحقة القضائية للجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سـوريا


لويس باسيتس- صحيفة الباييس الإسبانية


يكسب بشار الأسـد الحرب داخل بلاده، لكنه ينتصر أيضاً في الساحة الدولية. هذا الأخير بفضل الدرع الحامي من روسيا والصين، القوتين المتناحرتين بشكل متزايد مع الولايات المتحدة، اللتين منعتا عبر حق النقض في مجلس الأمن الملاحقة القضائية للجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سـوريا منذ آذار| مارس 2011، عندما بدأت الثورة ضد النظام التي تحولت لاحقاً إلى حرب أهلية وطائفية.
إنها المرة الخامسة التي يمارسان فيها حق النقض المزدوج والثالثة المتتالية المتعلقة بسوريا، وفي الحالات كلها للحيلولة دون إدانة، معاقبة، أو حتى، كما في الوقت الراهن، منع عمل العدالة الدولية ضد الأنظمة الإجرامية. الفيتوان الأولان حدثا في 2007 و2008 لحماية مجلس الحكم العسكري في ميانمار وديكتاتور زيمبابوي، روبرت موغابي.
ديبلوماسية الأمم المتحدة كانت تعلم أن روسيا ستنقض القرار ضد سـوريا لكن لم يكن واضحاً موقف بكين بعد امتناعها عن التصويت في الاقتراح الأخير حول أوكرانيا الذي وصل إلى المجلس. بالإضافةً إلى خمسة فيتوات مزدوجة شاركت فيها، مارست الصين مرتين حقها في النقض بشكل منفرد، في تناقض مع مائة موسكو (تسعون كاتحاد سوفياتي وعشرة كاتحاد روسي) وسبعة وتسعين فيتو لواشنطن منذ عام 1946.
الجزء الأكبر من الفيتوات السوفييتية حدث في السنوات الخمس والعشرين الأولى للأمم المتحدة، التي تتصادف مع ذروة الحرب الباردة والسباق النووي. في الأعوام العشرين الأخيرة للعالم ثنائي القطب والعشرين التالية للعالم المهيمن عليه من قبل واشنطن، سيطر  الفيتو الأمريكي، بشكل رئيسي لحماية إسرائيل من قرارات لصالح فلسطين. الحقبة متعددة الأقطاب التي ندخل فيها تنعكس بشكل واضح في زيادة الفيتو الروسي وجعلها من الفيتو المزدوج الصيني- الروسي قاعدة.
إن حق النقض الخاص بالأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن هو غنيمة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، والصين. لقد اجتاز عصرين بأكملهما باقياً على حاله ويدخل في آخر جديد بدون أن تحدث الإصلاحات ولا الإضافات التي تتطلبها إعادة توزيع القوة في العالم. إن استمراره في العالم متعدد الأقطاب بيد التحالف الصيني- الروسي يشكل محفزاً قوياً لأنظمة كنظام الأسـد، الذي يطلق يديه ليعمل ضد شعبه. سيأخذ علماً بذلك المجلس العسكري الذي استلم السلطة في تايلاند هذا الأسبوع.
إن مسؤولية الحماية، المكرسة من قِبَل الأمم المتحدة في قمتها عام 2005 والمطبقة بموافقة روسيا والصين في الحرب ضد ليبيا، عانت للتو من نكسة جديدة على أيدي هذه الدرع المزدوجة التي سيبحث عن الحماية فيها كثير من غير المرغوب فيهم في المستقبل.








http://elpais.com/elpais/2014/05/23/opinion/1400854286_004946.html

Monday 19 May 2014

التلفزة الرسمية في الأرجنتين تدافع عن إرهاب الدولة في سـوريا




التلفزة الرسمية في الأرجنتين تدافع عن إرهاب الدولة في سـوريا

ريكاردو جورج إبراهيم- موقع: Entretierras



التلفزيون العمومي الأرجنتيني يدافع عن نظام الإبادة الجماعية السوري، بينما يحكم، من جانب آخر، في (قضايا) ضحايا الفرانكوية، ويدين الديكتاتوريات العسكرية خلال أعوام السبعينيات والثمانينيات. تنافر؟ خطاب مزدوج؟ كلا، إنها ببساطة النسخة "البراغماتية" المفترضة من الأخلاقيات الوطنية- الشعبوية، بوجوهها المتعددة، حسبما تمليه الظروف.

إنه زمننا الحاضر، حيث تتبنى الدول أخلاقيات، خاضعة للتكتيكات والتحالفات الجيوبوليتيكية، أي بكلمة أخرى، لا أخلاقية الدولة، حيث تكون إدانة انتهاك حقوق الإنسان انتقائية. والانتهازية التكتيكية غير الأخلاقية ليست خاصة فقط بالتطبيق العملي الستاليني والشعبوي في أمريكا اللاتينية، وإنما هي أيضاً، في غياب المثل العليا أو القيادات الأخلاقية، إرث من اليمين الغربي. هل من تفسير؟ يحضرني البعض:1 - التحالف مع التشافيزية والكاستروية، في جو رضى ذاتي حيث ستمثل هذه التيارات ما هو "تقدمي" أو "يساري" في أمريكا اللاتينية، وستكون الحكومة (الأرجنتينية) متموضعة أيضاً في الإطار نفسه، مع كل العيوب والمعوقات الإيديولوجية المتجمعة من كلا التقليدين السياسيين. أضف إلى ذلك، أن الاصطفاف مع السياسة الخارجية لفنزويلا، هو أمر له علاقة بالدعم المُقًدّم من هذا البلد إلى الحكومة الأرجنتينية، بشأن الديون .... أو على الأرجح بتمويل الحملة الانتخابية للحكومة (الأرجنتينية) الحالية. 2 – محاولة الحكومة الأرجنتينية "تنظيف صورة" إيران، المتورطة مع ذراعها اللبناني المسلح، المعتبر جماعة إرهابية في أوروبا، حزب الله، في الاعتداء على AMIA "المركز التعاضدي اليهودي الأرجنتيني" في عقد التسعينات، وكذلك في اعتداءات أخرى على قادة معارضين إيرانيين في ألمانيا والخارج خلال عهد حكومة رفسنجاني. الآن، بفضل فنزويلا، تجري محاولة إغلاق أية محاولة للتحقيق. لكن، وأقولها أيضأ، إن "عملية التجميل" هذه تقوم بها أيضاً الولايات المتحدة وأوروبا، اللذان باعا شعبي سوريا وإيران، بالاتفاق مع نظاميهما (في الحالة السورية، بقاء النظام الديكتاتوري)، في مقابل تعليق البرنامج النووي الإيراني وتسليم الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري. 3 – لوبي المؤسسات السورية واللبنانية في الأرجنتيين، كوادره السياسية القيادية هي كوادر سياسية للنظام السوري، أكانت من حزب البعث، أو الحزب القومي السوري الاجتماعي، أو حزب الله اللبناني.

أفتخر بأن الأرجنتين حوكم فيها بصورة نموذجية مسؤولو الديكتاتورية العسكرية الأخيرة، ومسؤولون عن اختفاء وقتل آلاف الأشخاص، ويدعوني للفخر أيضاً أن تُتلقى في الأرجنتين الشكاوى على جرائم الفرانكوية، لذا أدين، للأسباب المدرجة، أن يتلطخ اللجوء إلى الدفاع عن حقوق الإنسان عالمياً، الشيء الذي توجد الأرجنتين في وضع من يمكنه رعايته على الصعيد الدولي مستندة بصلابة إلى المحكمة الجنائية الدولية، أدين أن يتلطخ بمعاملةِ ديكتاتوريات ترتكب إبادة جماعية، مشابهة لتلك التي تسببت في مذابح البوسنة وسراييفو، معاملةَ "الحكومة الشرعية"، التي تدعو إلى انتخابات، (متحدثاً عن) اللاجئين السوريين في الأرجنتين الذين "يهربون من الإرهاب الإسلاموي" .... ترويجاً لصورة عن وضع طبيعي وعن بلد ديموقراطي يتعرض لمؤامرة دولية، حيث لا وجود لتلك المؤامرة، أو بالأحرى القول، توجد تلك المؤامرة الدولية في بيع حرية الشعب السوري، مقابل مصالح ضيقة. الأرجنتين في هذه الحالة، وإن لم تكن بصورة متفاخرة كثيراً، كما فعلت فنزويلا التشافيزية، تتعاطف مع أو تغطي على ديكتاتوريات وإبادات جماعية "صديقة". إنها حلقة أخرى في سلسلة التغطيات والتعايشات مع مجرمين يرتكبون  بحق شعوبهم فظاعات أكثر بشاعة من تلك التي قام بها عسكر أمريكا اللاتينية تحت الرعاية الأمريكية. وهذه الأشياء هي التي تجعل من الأرجنتين ومن سياساتها بلداً قليل الجدية والمصداقية. في حالة شريط الفيديو هذا** لم يبالوا حتى بالحديث مع سوريين فقدوا أقرباءهم بسبب النظام الديكتاتوري أو فروا من التعذيب الممنهج، أو لديهم أقرباء من السجناء أو المعذَّبين أو القتلى، جراء قيامهم بالتفكير بطريقة مختلفة عن النظام، من الموجودين الآن في الأرجنتين. لقد اهتموا فقط بتقديم رؤية منحازة، هي تلك الخاصة بموالي النظام. إنها شعبوية ديماغوجية محضة ورخيصة، بحيلها الدائمة، تنضاف إلى المساهمة الانتهازية التكتيكية لما يسمى بشكل سيء "اليسار" في القالب الكوبي والستاليني في أمريكا اللاتينية.















http://entretierras.net/2014/05/15/tv-oficial-de-argentina-hace-apologia-del-terrorismo-de-estado-en-siria/

Tuesday 13 May 2014

حِمص بوصفها دلالةً




مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية بتاريخ 12-05-2014

حِمص بوصفها دلالةً
سقوط المدينة الثائرة يعزز الطاغية السوري في مواجهة السلبية الغربية


الاستيلاء ثانيةَ على حِمص، ثالثة مدن البلاد، من قبل قوات بشار الأسـد عزز من ثقة الطاغية السوري. فالقضاء على المقاومة في ما كانت عاصمة الثورة، التي أخلتها مؤخراً قوات المعارضة بعد عامين من الحصار والقصف، ينضاف إلى نجاحات حكومية أخرى -في ضواحي دمشق ووسط وغرب البلاد- خففت من الضغط العسكري على نظام متأكد الآن من بقائه. تعبيره الأكثر سريالية عن هذا هو قرار الأسـد بالترشح لإعادة انتخابه رئيساً في حزيران| يونيو. إنه منصب سيقوم ملك الملوك، كما تقول بعض اللافتات التي تكسو دمشق بالورق، بإعادة ثبيت شرعيته من غير شك على الجزء الذي يسيطر عليه في بلد مدمر.
أن يعتبر الأسـد ومن معه خطر السقوط الوشيك زائلاً فهذا أمر يستند على أساس. وإذا كان الغرب لم يبال بواحد من أكثر الصراعات مأساوية في أيامنا، فإن حلفاء الرئيس السوري (روسيا، إيران، ميليشيا حزب الله اللبنانية) يواصلون ممارسة دورهم. إن حدوث انقلاب (في الوضع) ليس متوقعاً إلا إذا حدث تغير جذري لواحد من العناصر الرئيسية في المعادلة السورية. وعلى المدى القصير، فإن الانتصار العسكري للثائرين المنقسمين والمتواجهين ليس أمراً وارداً كما هو كذلك اتفاق مُتفاوَض عليه عبر الطريق الديبلوماسية.
إن الرجل الذي جعل من احتجاج سلمي ضد ديكتاتوريته حرباً أهلية وحشية أعيد تأهيله من قبل القوى الديموقراطية إلى وضع شريك، بعد أن قبل بالتخلي عن الترسانة الكيميائية التي كان يستخدمها ضد شعبه مقابل تجنب هجوم بالصواريخ أعلن عنه أوباما، وهو إخفاق في سياسته الخارجية. الرفض الغربي لتسليح المعارضة تكفل بالباقي. في سوريا، المتحولة إلى لغز من المناطق المسيطر عليها من قبل النظام أو معارضيه، تشكل نوع من نقطة عطالة غير مستقرة قد تستغرق سنوات قبل أن تثبت.
يستطيع الأسد أن يعتبر نفسه اليوم أكثر أماناً، لكن كل الحجج التي تجعل منه شخصية غير مقبولة مستمرة. فالطاغية السوري، المسؤول المباشر عن الكارثة، وارث ديكتاتورية عائلية ومحرِّض على جرائم حرب وضد الإنسانية لا تعد ولا تحصى، ليس في وضع تهدئة بلد دمره. لكن قبل كل شيء، إن تلك الجرائم تجعل من المستحيل على القوى الديموقراطية التعامل معه كمحاور سياسي بدون أن تتنكر مسبقاً لكل تلك القيم التي تعلن على رؤوس الأشهاد أنها لا يمكن التنازل عنها.






http://elpais.com/elpais/2014/05/11/opinion/1399834064_759413.html