Saturday 30 April 2016

سنعيد بناء المستشفى أو نفتتح واحداً جديداً




سنعيد بناء المستشفى أو نفتتح واحداً جديداً

مدير المركز الطبي المقصوف من قبل النظام السوري يؤكد أنه سيواصل عمله مهما كان الثمن

خابيير تريانا- صحيفة البريوديكو الإسبانية


حمزة خطيب، طبيب سوري وُلِدَ قبل تسعة وعشرين عاماً في العربية السعودية، يتحدث بهدوء شديد بحيث أن أحداً لن يخامره الشك بأنه مدير مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات أخرى والذي تعرض للقصف يوم الخميس الماضي في حي السكري بحلب. المستشفى، وهو مركز رئيسي لطب الأطفال في المدينة، كان يحتوي على 34 سريراً ويعمل فيه ثمانية أطباء وأربعة وعشرون ممرضاً. تعرض للهجوم في مناسبتين سابقتين وعانى مرات عديدة من القصف في مدى مائة متر حوله. لكن هذا الهجوم الأخير هو من أتى عليه. لأسباب أمنية، يفضل خطيب عدم إعطاء اسمه الحقيقي أو إظهار صورته الشخصية إلى جانب هذا النص.
كيف عشتَ قصف مشفاك؟
كانت الساعة التاسعة والنصف ليلاً ولم أكن موجوداً هناك. لدينا مجموعة للمستشفى على الواتس اب وقد بعثت إليَّ إحدى الممرضات برسالة صوتية تقول فيها إننا تحت الهجوم، وإن البعض منا قد مات وهناك أناس مصابون. حتى اللحظة لا نعلم العدد الإجمالي للقتلى. ستة من العاملين في المستشفى ماتوا: طبيبان، ممرضتان، حارس أمني، وعامل صيانة، إضافة إلى ثمانية مصابين. لكن ثمة بناءان ملاصقان للمستشفى تدمرا بالكامل جراء القنابل. وفي كل واحد منهما كان يعيش خمس أو ست عائلات، أي خمسة وعشرون أو ثلاثون شخصاً في كل منهما. الآن تجري المحاولات لسحب الأجساد من بين الأنقاض. على أية حال، سيكون عدد القتلى أكثر من خمسين، هذا أكيد.
كيف شعرتَ عند معرفتك بالخبر؟
صُدِمتُ صدمةً شديدة. عندما تفقد أحداً ما... الزملاء الستة الذين فقدناهم... زملائي في المستشفى هم كأسرتي. أراهم أكثر مما أرى أسرتي. نرى بعضنا البعض اليوم كله، في كل الأيام تقريباً. إنه كما لو أنك تفقد أحد أفراد أسرتك القريبين. لكن فقدانه في لحظة كفاح، تحتاج فيها إلى أن يكون الجميع قريبين منك.
من الذي قصف المستشفى ولماذا؟
إما أن يكون رئيس سـوريا بشار الأسـد أو الطيران الروسي. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مشفانا للهجوم وليس من غير المألوف أن يهاجموا المستشفيات. يريد الأسـد إلقاءنا خارج سـوريا. ولهذا يهاجم المدارس والمخابز والمستشفيات... ليست مصادفة. لقد هاجموا الكثير منها في سـوريا كلها. في يوم الجمعة هذا قصفوا عيادة في حي المرجة بحلب. إنها استراتيجية للنظام من أجل أن يرحل الجميع. أنا متأكد أن النظام لن يهمه أن يحكم بلداً ليس فيه ناس.
ما هو التأثير الذي سيكون لتدمير مشفاكم على السكان المدنيين؟
قبل الحرب كان هناك ثلاثة عشر مستشفى، والآن يوجد أربعة مدمرة، وبذلك يبقى تسعة. لكنها ليست كافية لمعالجة عدد المصابين والمرضى الذي يوجد كل يوم بين ما يقرب من 350000 شخص يعيشون في حلب {المحررة} حالياً. يوم الخميس الماضي فقط كان هناك 40 عملية قصف في المدينة. هذا من غير أن نعد ما في بقية المنطقة، أو بقية البلد. قيل لي إنه في اليوم نفسه، وصل إلى تركيا 1500 مصاب سوري بحثاً عن العلاج. نحن كنا نعالج حوالي 150 شخصاً يومياً.
في أي وضع توجد حلب الآن؟
الناس واعون جداً بأن النظام يمكنه أن يهاجم أينما وحيثما يريد. أمر مرعب أن يكون لديك الإحساس بأنك معرض للهجوم في كل ثانية من حياتك. لكن، بما أننا أناس نؤمن بالثورة، سنحاول الاستمرار في حلب. وعليه، سنعيد بناء المستشفى أو نفتتح آخر جديداً. وعندما يرى الناس أننا سنستمر هنا، سيستمرون معنا.







http://www.elperiodico.com/es/noticias/internacional/reconstruiremos-hospital-abriremos-uno-nuevo-5097331