الفيتـو المشيـن
روسيا و الصين تلقيان
بطوق النجاة للدكتاتورية السورية في مجلس الأمن
مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الاسبانية – 6 – 10 – 2011
أن تجمع روسيا و
الصين قواهما في مجلس الأمن من أجل نقض مشروع قرار أوروبي يدين النظام السوري
المتعطش للدماء فهذا خبر سيء جيداً للسوريين الذين يناضلون من أجل كرامتهم ، و
لمجموع الحركات المؤيدة للديموقراطية في شمال أفريقيا و الشرق الأدنى .
طوق النجاة الصيني
و الروسي لدمشق ( بعد مقتل حوالى ثلاثة آلاف مدني على أيدي قوى أمن النظام
الاستبدادي ) لا يعكس تبايناً في اللغة مع مسودة القرار الذي تم نقضه ، إذ هو أمر
غير مرجح في مشروع قرار مضطرب لم تظهر فيه حتى كلمـة " عقوبـات " ، بل هـو
، على العكس من ذلك ، يكشف عن خيار سياسي محدد من جانب كلتا القوتين ، مصحوباً
بحجج غير لائقة مثل أن المشروع الأوربي يسير في " طريق معاكس لتسوية سياسية للأزمة
" كما ترى موسكو ، أو أنه يمثِّل " تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية
" كما ترى الصين . أمّا أن تتكفل بلدان
بأهمية الهند أو البرازيل ، بامتناعها عن التصويت ، بتعطيل الموقف الدولي فهو أمر يجعل
ما حدث أكثر خطورة .
في هذا الفيتو المُضاعَف
اختلط الضرر و الظلم بالجغرافيا السياسية " الجيوبوليتيك " . فمن جهة ، جعلت موسكو و بكين مجلس الأمن يدفع ثمن إقراره
في آذار | مارس للتدخل العسكرى في ليبيا . إذ كانت كلتا
الحكومتين قد امتنعتا عن التصويت إذ ذاك ، و لكنهما عادتـا فيما بعد لتدينا تدخل
الناتـو و تعتبراه متجاوزاُ للحد و في مصلحة أحـد طرفي النـزاع ، و حاسماً في سقوط
نظام القذافي .
و من جهة أخرى ،
لعبت المصالح الوطنية دوراً حاسماً أيضاً . فإذا كانت ليبيا لاعباً هامشياً – رغم
ثروتها النفطية – و لا تقوم بدور قيادي في العالم العربي أو الاسلامي ، فهذه ليست
حالـة دمشـق . فسـوريا هي لاعب إقليمي حاسـم في لبنان ، و حليـفة لإيـران ، و ذات
نفوذ في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، و هذه كلها عوامل مهمة في السياسة الدولية
التي تسعى بكين إلى لعب دور فيها ، و لكنها تعني أكثر من ذلك بكثير لموسكو . فبالنسبة
إلى الكرملين ، خاصةً ، تشكل السلالة الأسدية الحاكمة حليفاً تاريخياً ، ذا أهمية
فريدة لها في هذه المنطقة من العالم ، و ورقتَها الرابحة الأخيرة من أجل الحفاظ
على موطىء قدم فيها . و لهذا فهي تستمر في إغراق النظام الديكتاتوري في دمشق بالأسـلحة
.
مهما كانت مُتوقعة
، فإن هذه الـ ( لا ) الفجة لروسيا و الصين ضد مشروع قرار مُلَطَّف ، تُمثِّل خيبة حقيقية لمساعي
وقف الفظائع التي يرتكبها بشـار الأسـد ، إضافة إلى كونهـا صفعة للغـرب . كمـا أن هـذا
التصويت في مجلـس الأمـن ينـذر أيضاً بجمـود
مثير للقلـق في مسـرح سياسي فائق الأهمية كالشـرق الأدنى و شـمال أفريقيـا .
www.elpais.com/articulo/opinion/veto/indecente/elpepiopi/20111006elpepiopi_2/Tes
No comments:
Post a Comment