مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية
-28-05-2012
مذابح في سـوريا
الأمم المتحدة تدين مذبحة الحولة بدن الإشارة
إلى المسؤول عنها
إن وقف مذابح
المدنيين في سـوريا ضرورة ملحة. لكن ذلك لن يكون ممكناً بدون سقوط نظام الأسـد
الدموي. وحتى بهذا، لا توجد ضمانة للسلام. فمذبحة الحولة -كانت هناك مجزرة أخرى
البارحة في مدينة حماة القريبة- حيث مات أكثر من مائة مدني، بينهم 49 طفلاً و39
امرأة، حققت، أخيراً، التوافق بالإجماع في مجلس الأمن، متضمناً روسيا والصين، على
إدانتها "بأشد العبارات الممكنه". لكن لم يتم الإشارة إلى المسؤولية. تقر
الأمم المتحدة بتدخل الدبابات والمدفعية، ما يعني أن النظام ترك بصماته، ولذلك عادت
لتطلب منه عدم استخدام الأسلحة الثقيلة في قمعه (رغم أن بعض الضحايا تم قتلهم
بالمسدسات) وسحب قواته العسكرية من المدن.
يواصل نظام الأسـد
خسارة الدعم الدولي. وقد حاول مبعوث الأمم المتحدة، الأمين العام السابق كوفي
أنان، مرة جديدة بالأمس في دمشق إعادة إحياء خطته لوقف إطلاق النار، التي ستتبعها
مفاوضات سياسية، لكن دينامية الأحداث تذهب في اتجاه آخر. فمن وراء الدعوات إلى وقف
العنف، تصل الأموال والسلاح إلى الثائرين من الخليج. وحتى الاتحاد الأوروبي
والولايات المتحدة، اللذان لا يرغبان بالتدخل رسمياُ، قد يكونان مساهمَين في تنظيم
تدفق الأسلحة والمعلومات إلى الثوار.
تحاول حكومة دمشق بكل
الوسائل أن تحول دون أن يصبح الثوار أقوياء في أي جزء من أجزاء البلاد. وبالرغم من
عدم وجود مستقبل له، فإن المقاومة هي انتصار بالنسبة إلى الأسـد. إن عدم عسكرة الأزمة
أصبح مستحيلاً. والحقيقة هي أن الحرب الأهلية تسير قدماُ، حتى لو كانت الاحتمال الأسوأ
لمجتمع معقد اثنياً ولإقليم غير مستقر. خلف ثورة الغالبية ضد نظام عديم الرحمة تتحكم
به أقلية تحظى بالدعم، يوجد أيضاً التوتر العام في المنطقة بين الشيعة والسنة و، بعبارة
جيوبوليتيكية، بين إيران والعربية السعودية.
http://elpais.com/elpais/2012/05/28/opinion/1338229519_652295.html
No comments:
Post a Comment