Tuesday 20 November 2012

المزيد ضد الأســد



مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية - 15 - 11 - 2012

المزيد ضد الأســد

من الأهمية بمكان أن تحصل الجبهة المعارضة السورية الجديدة على المصداقية داخلياً وخارجياً


واحدة من نقاط ضعف الثورة الشعبية السورية، بعد ما يقرب من عشرين شهراً على بدايتها، هي المعارضة المنقسمة والمتواجهة، والأكثر التفاتاً إلى الزعامة والنزاعات  الداخلية منها إلى المواجهة المشتركة ضد بشار الأسـد. هذا النقص في المصداقية لما يُدعى بالمجلس الوطني السوري، الذي مضت عقود على الكثير من أعضائه وهم خارج هذا البلد العربي، مصحوباً بوفرة الميليشيات المسلحة غير المترابطة التي تقاتل ضد النظام، هي واحدة من الحجج التي تشهرها القوى الغربية المترددة، وواشنطن على رأسها، لعدم الانخراط عميقاً في مساعدة الثائرين ضد الطغيان.
من هنا أهمية التشكيل الجديد في قطر لكيان معارض جديد أكبر حجماً و ذا قابلية لقيادة العملية الانتقالية والتحول إلى نواة حكومة عند سقوط الطاغية. القوة السياسية الوليدة، التي اعترفت بها فرنسا للتو كممثل وحيد للشعب السوري، تشمل قادة شباناً على الأرض، وتحل محل المجلس الوطني السوري – الذي يذوب فيها – وهي أساساً ثمرة للضغط الديبلوماسي من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين. رئيس الائتلاف هو رجل دين معتدل، وعقله  المدبر هو النائب السابق رياض سيف، سجين الأسـد لأعوام، والذي يحظى باحترام داخل سـوريا وخارجها.
في المشهد المأساوي الراهن، فإن التحديات أمام التحالف المعارض الجديد هائلة، بدءاً ببقائه هو نفسه على قيد الحياة وبتحقيق التمثيل للفسيفساء الاجتماعية والطائفية السورية الذي يتيح له التحول إلى محاور وحيد، سياسي ومالي، وعسكري أيضأً. هذا الجانب الأخير يُعَدُّ حاسماً، ليس فقط لأن المساعدة التي تصل الآن إلى المجموعات المسلحة المختلفة تأتي من رعاتها المعنيين في العالم العربي، مع مصالح طائفية أساساً، وإنما أيضاً لأن واحدة من حجج القوى الديموقراطية في عدم تزويد الثوار السوريين بالأسلحة هي الخوف من وقوعها في الأيدي الخطأ، في حرب مُختَرقة بشكل متزايد من قِبَل "الجهادية".







http://elpais.com/elpais/2012/11/14/opinion/1352923948_272741.html

No comments:

Post a Comment