Wednesday 20 July 2011

فلنتكلم عن سوريا


فلنتكلم عن سوريا

ليلى نشواتي - صحيفة ال باييس الإسبانية

أنا غاليثية من أصول سورية . عشتُ بين الصمت و المحرّمات و التعبيرات المكظومة في دمشق الثمانينات . كانت بلداً منعزلاً بستارة من الحصار الذاتي، من الصمت ، من الإهمال  و الشكوك . من الخوف من الذين هم في الأعلى ، و الذين هم في الأسفل ، من أبناء العم ، من الجار القريب . لم يكن هناك حاجة للوشاة حتى، لأن الخوف يحمي الشخص حتى من أفكاره الخاصة .
عودتنا إلى اسبانيا كانت إغلاقاً للباب ، إلى درجة كبيرة ، أمام ما يحدث في الوطن لأن سوريا لم يكن لها وجود في وسائل الإعلام الغربية .
أمضيتُ أعواماً و أنا أكتب عن الحرية ، و حقوق الإنسان و الأشكال الجديدة للتواصل ، و لكنني لم أتكلم قط عن سوريا . كنت خائفة . على نفسي و على من بقي من  أسرتي هناك. مازال لدي خوف من تداعيات الكلام عن نظام يعتبر حرية التعبير تهديداً ، لكن هذا ليس عذراً للصمت عندما يكون لدى المرء فضاءات للتعبير و مستَقَر آمن و جواز سفر أوروبي.
وهكذا بدأتُ بالكتابة عن سوريا ، بالأدوات التي أمتلكها ، و في المنتديات التي تتيح لي المجال . أكتب مع احترام المواطنين السوريين ، مع حب بلدي الأصلي ،  مع السخط من الألم و الخسارة غير المبررة . و بدون ادعاءات و بدون المجازفة بإبداء الرأي حول ما هو الطريق الأفضل نحو تحول ديموقراطي . و بدون الدخول في تقييم للشكل الأفضل من الحكم و لا الوسائل السياسية لبلوغه ، لأنني لست عالمة في السياسة .
اليوم أود التوجه إلى المجتمع الإسباني – السوري الذي ما زال يخاف الكلام و الذي يعتقد أنه ليس هناك ما يتكلم عنه . المطالبة بالحرية هي طريق لا رجعة فيه ، و إذا كان هناك من لحظة في تاريخنا الحديث للانخراط  فهي هذه . فعدم الانخراط لم يعد خيارا . لأن الربيع العربي أطلق الحاجة الجماعية للتعبير، و التلاقي ، و المطالبة  بالحق بالتفكير بشـكل مختلف ، أو مساير ، كمـا قـد يفضل كـل واحـد . لأن هناك اليوم المـزيد مـن الوسـائل و الأدوات ومن يرغب في التعبير سوف يجد طريقه مهما كانت الحجب الحائلة كثيفة. ولأنه في الوقت الذي سيصبح فيه كل السوريين أحراراً، فسَيَوَدُّ (الاسبان السوريون) لو أنهم كانوا من الأوائل،  وليس من الأواخر، في الدفاع عن أنّ الحرية ممكنة و ضرورية .


www.elpais.com/articulo/opinion/Hablemos/Siria/elpepiopi/20110708elpepiopi_7/Tes

No comments:

Post a Comment