Thursday 14 July 2011

نعم للتشدد!


مقالة افتتاحية في جريدة  ال باييس  14 -7 -2011        

نعم للتشدد ! 

تجاوزات بشار الأسد تتطلب حزما أكبر من القُوى الديموقراطية

احتاج الأمر أن تُحاصَر و تُهاجَم سفارتا الولايات المتحدة و فرنسا في دمشق من قِبَل بلطجية مأجورين للنظام – بعد أن قام السفيران بزيارة مدينة حماة للتضامن مع الشجاعة الديموقراطية لمتظاهريها – حتى تحتد اللغة الأميريكية حول بشار الأسد . كانت هيلاري كلينتون تؤكد باطراد حتى هذه اللحظة ثقة البيت الأبيض بالقدرة الإصلاحية للديكتاتور السوري، على الرغم من أن دباباته وقناصيه قتلوا حوالى 1500 مدني منذ آذار الماضي (المعتقلون و المتعرضون للتعذيب أكثر بكثير ) . لكنها أعلنتْ للتو بأن الأسد قد فقد أي شرعية و أن الولايات المتحدة ليس لديها أدنى اهتمام  ببقائه في السلطة.
سيظهر سريعاً ما إذا كان لهذا التغير الواضح في وجهة نظر القوة العظمى أي تأثير عملي. إن الغموض الغربي الذي لا يمكن تحديده تجاه بشار الأسد ، و المختلف تماما عن الحزم  المستخدم ضد القذافي، يكلف سوريا ثمناً غاليا . فخلال شهور ،كررت القوى الديموقراطية ، كالصلوات ، تحذيراتها للرئيس السوري – المفترض أنه لاعب إقليمي لا غنى عنه – من أجل أن يستعيض بالحوار عن القتل . هذا النقص في الحسم، المعزز بقدرة الصين و روسيا على استعمال حق النقض في مجلس الأمن ، تم تفسيره من قبل النظام البعثي المتوحش على أنه تكتيك ومصادقة ضعيفة على فظاعاته. وهكذا يسمح الأسد بانعقاد مؤتمرات دعائية ( قاطعتها المعارضة ) لمناقشة إصلاحات انفتاحية محتَمَلَة ، بينما يبقي على مدرعاته على أبواب مدن آهلة بالسكان مثل حماة، مركز الثورة الآن ، حيث أباد والد الديكتاتور الحالي في عام 1982 عشرات الآلاف من مواطنيه .
ثمة أمران، الأول هو أن باراك اوباما و حلفاءه الأوروبيين ليس لديهم أدنى اهتمام ، أو قدرة، على توسيع تدخلهم العسكري في العالم العربي ،  والأمر الثاني المختلف تماما، هو التفاوت المريع في الموقف المُتّخَذ تجاه نظامين شديدي البؤس كالنظام الليبي و النظام السوري .
بين التدخل المسلّح من أجل الحؤول دون وقوع مذابح ضد المدنيين من قِبَل طاغية لا وازع عنده، و البلاغة الإنشائية الجوفاء و العقوبات الرمزية المطبَّقَة حتى الآن على القادة في دمشق ، توجد الكثير من الخيارات الوسط التي يمكن أن تمد يد العون للسوريين من أجل استعادة كرامتهم . و لكنَّ أيَّاً من هذه الخيارات لم يتم تبنيه .


www.elpais.com/articulo/opinion/intransigencia/elpepiopi/20110714elpepiopi_2/Tes

No comments:

Post a Comment