Monday 7 November 2011

من هو التالي في السقوط؟


من هو التالي في السقوط  ؟
خوان غويتيسولو – صحيفة ال باييس الإسبانية


إن الوضع الحالي يشبه لعبة البولينغ . و السؤال هو : من هو التالي في السقوط  ؟ فبعد سقوط أنصاب الهارب ابن علي و الذليل مبارك ، و ذلك الذي وصم الثائرين عليه من شعبه بالجرذان و حرّض على قتلهم كالكلاب المسعورة ، فانتهى مختبئاً كالأولى في أنابيب التصريف و لاقى حتفه مثل الثانية في تصفية ميدانية غير قانونية لكنها متوقعة ، بعد هذا كله تتحول أنظام العالم كله باتجاه الطاغية السوري الذي يتزايد ، يوماً بعد آخر ، عدد ضحاياه " المحبوبين "  الذين  يُكَذِّبُون  بدمائهم  وعوده  الخداعة بالانفتاح و الانتقال إلى نظام تعددي . لكن رغم المعدّل المتزايد و المدهش للموتى و القتلى فإن النُّصُب مازال واقفاً بدون أن ينجح أي واحد من الفاعلين في اللعبة المعقدة في توجيه الضربة القاضية إليه.
في تصريحاته الحديثة للصحافة البريطانية صرّح الديكتاتور المحاصَر بنصف الحقيقة : إذا تسببت الحرب الأهلية الحالية ، أو بالأحرى الحرب التي تشن ضد المدنيين ، في زيادة التدخل الخارجي ، المطلوب بشكل واضح ، فإن زلزالاً كبيراً سـيهز المنطقة برمتها . و بالنظر إلى موقـع سـوريا الجغرافي - بوصفها نقطـة محورية في كـل النزاعات – فإن ســقوط دكتاتورية طغمتها العائليـة المستمرة منذ أكـثر من أربعين عاماً سـيكون له آثـار لا يمكن توقعهـا ، و سـيربك ، لأسباب مختلفة ، إسرائيل و إيران ، كما سيؤثر على العربية السعودية و لبنان و الفصائل الفلسطينية المتناحرة .
بينما سيخسر أحمدي نجاد حليفه الوحيد في المنطقة ، فإن الوضع الراهن المستقر مع إسرائيل و حدود الجولان الآمنة ، سيفسحان الطريق أمام توتر متجدد جرّاء المشاعر الموالية للفلسطينيين التي يكنها الثائرون ضد الأسـد ، و التي ستنتقل عدواها إلى المجتمع اللبناني المنقسم  و المَلَكية الأردنية غير المستقرة . لا غرو إذن أن تلتقي هذه المرة مصالح تل أبيب و طهران . أما فيما يخص المملكة السعودية فإن خوفها المتفاقم من الربيع العربي و تكلس طبقتها الحاكمة الطاعنة في السـن ،  تتم ترجمتهما على الأرض بعمليات الشـراء الضخمة للأسـلحة و بسياسة داخلية مرتكزة على العصا و الجرزة ، و فتاوى تلفت النظر إلى قداستهم المزعومة و مساعدتهم للسكان المختنقين بالهياكل الوهابية المتصلبة .
لكن العذاب و الاستشهاد المتواصل لحماة و حمص و درعا و مدن سورية أخرى كثيرة يجب أن لا يبقى دون قصاص . فبخلاف المجزرة التي ارتُكِبت في حماة عام 1982 فإن الفيديوات و  الهواتف المتحركة و الفيس بوك و تويتر و الشبكات الاجتماعية الأخرى تتيح لنا أن نتابع يوماً بيوم : الاستخدام الوحشي للدبابات و المروحيات و المدافع ضد المتظاهرين ، و المقابر الجماعية التي تحوي جثث الذين تم إعدامهم ، و وابل الرصاص الذي ينهمر على أولئك الذي يصطفون مطالبين بسقوط النظام ، والاغتيالات الانتقائية للمعارضين و تعقب المدونين و التضييق على وسائل الإعلام الأجنبية .
إن السلام الذي يدّعي بشار الأسـد وأتباعه حمايته هو سلام المقابر . واللجوء إلى التهديد بـ "البعبع" الإسلامي الذي أشهره الديكتاتور يجب أن لا يكون ذريعة للمنظمات الدولية لكي تبقى مكتوفة اليدين أمام هذا النظام المجرم . النُصُب الرابع يجب أن يتم إسقاطه وكلما كان ذلك أسرع، كلما كان أفضل .



www.elpais.com/articulo/internacional/sera/proximo/elpepiint/20111105elpepiint_2/Tes

No comments:

Post a Comment