Sunday 20 November 2011

محاصَرة الأســد


 محاصرة الأســد
تنامي الثورة الداخلية ضد النظام السوري بالتزامن مع عزلته الدبلوماسية

مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الإسبانية
 

شهد الوضع السوري تحولاً نوعياً مع الهجوم الذي استهدف مركزاً مهماً للاستخبارات العسكرية بالقرب من دمشق ، و تسبب في عشرين إصابة في صفوف القوات الحكومية . إن الثورة الشعبية ضد النظام الديكتاتوري عديم الرحمة لبشار الأســد ، التي تقترب من شهرها التاسع ، تجلَّت كحركة سلمية ، دفعت ثمن تحديها حوالى 4000 آلاف ضحية . لكنّ الهجوم  الذي قام به من يسمون أنفسهم بالجيش السوري الحر ، يوم الأربعاء الماضي ، على مقر جهاز استخباراتي يقوم بدور رئيسي في القمع ، يضيف إلى أهميته الذاتية  أن من يلعب الدور الرئيسي فيه هم جنود متمردون ، بدأوا يعملون كذراع عسكري لمعارضة متسعة  و أخذوا ينضمون بأعداد متزايدة باطراد إلى السكان المدنيين .
حتى بضعة أسابيع خلت كان يبدو متعذراً طرح إمكانية  وجود بديل  للنظام  في سوريا ، رغم فقدان هذا النظام الدموي لكل شرعية و رغم نكثه بكل و بأي وعد من وعوده الإصلاحية المتكررة . أما الآن فقد بدأ حتى النظراء الإقليميون للأسـد يقلبون ظهر المِجنِّ له . إن الديكتاتورية السورية لا يهمهما إلا قليلاً العقوبات و الإدانات الصادرة من الولايات المتحدة  أو الاتحاد الأوروبي باسم حقوق الإنسان ، طالما أنها لا تؤثر بشكل حاسم على اقتصادها الهزيل فعلاً  أو تفتح الطريق أمام صدور قرار فعّال من مجلس الأمن ، الأمر الذي تحول دونه روسيا و الصين حتى اللحظة . و لكنها مسألة مختلفة بالنسبة إلى دمشق أن تقوم الجامعة العربية الآن ، و هي التي كانت نادياً للحكام المستبدين خلال ستين عاماً الماضية ، بالتهديد بالعقوبات و بالطرد النهائي لواحد من أعضائها المؤسسين البارزين جراء عدم وفائه بتعهداته الإصلاحية . أو أن تستقبل تركيا ، الحليف القديم ، على أرضها المعارضةَ السورية المبتدئة . أو أن يطلب ملك الأدرن بشكل علني من الأسـد أن يتنحى . إن غضب دمشق قد تبدى هذا الأسبوع من خلال الاعتداءات المدبرة ضد عدة سفارات عربية .
إن بشـار الأســد ، الذي كان يعتقد أنه بمأمَن من عاصفة الكرامة التي تهز العالم العربي ، أصبح محاصَراً بشكل لا فكاك منه . و التصعيد في سوريا ، حيث مازال عشرات الأشخاص يلقون حتفهم كل أسبوع بسبب توقهم للتحرر من الطاغية ، يتطلب من القوى الديموقراطية مضاعفة جهودها الاقتصادية و الدبلوماسية ، و خاصة في الأمم المتحدة ، من أجل التعجيل بعزل نظام سـفَّاح و سـقوط  رأسـه  الظاهر  .




www.elpais.com/articulo/opinion/cerco/Asad/elpepiopi/20111118elpepiopi_2/Tes

No comments:

Post a Comment