Friday 16 March 2012

الهاوية السورية


مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية – 15 – 3 - 2012

الهاوية السورية

جرائم الأسـد تتزايد في ظل الشلل الدولي والدرع الروسي- الصيني


تكمل الثورة السورية ضد بشار الأسـد عامها الأول ولا حل يبدو في الأفق. يستغل الطاغية صكاً على بياض قدمته له روسيا والصين في مجلس الأمن، وشللَ القوى الديموقراطية، من أجل مضاعفة تعدياته. وإذا كانت المذابح قد تفاقمت في حمص في الشهر الماضي، فقد جاء دور إدلب ودرعا بعدها، حيث تقوم الفرق العسكرية السورية، وفق نمط متطابق، باستخدام الأسلحة الثقيلة كما يحلو لها قبل البدء في الهجوم من بيت إلى بيت. أكثر من ثمانية آلاف سوري ماتوا في السحق الذي لا يرحم لثورتهم. ربع مليون آخرين فروا من بيوتهم أو إلى بلدان مجاورة للنجاة بأنفسهم من مجزرة تندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية، والتي كان ينبغي على مجلس الأمن، عديم الفعالية، أن يسوق الأسـد بموجبها إلى محكمة الجنايات الدولية.
في هذا السياق المخجل - والذي يجعل مزحة الدعوة إلى انتخابات نيابية في آيار| مايو أكثر دموية – تتطور مهمة كوفي أنان. إن طلبات الأمين العام السابق للأمم المتحدة من الأسـد، ومن بينها وقف إطلاق النار والإنصات إلى المعارضة، تبقى محدودة قياساً بما كانت الجامعة العربية نفسها، التي يمثلها أنان أيضاً من الناحية النظرية، قد طلبته في كانون الثاني| يناير: مغادرته الفورية للسلطة. الأسـد وجلاوزته، الأوفياء لاستراتيجيته في كسب الوقت، يستمرون في خطتهم لتصفية أي عدو وإغلاق الحدود بوجه المقاتلين والأسلحة. لن يقبل الطاغية هدنة طالما اعتقد بأن قبوله لها سيؤدي إلى خسارته النهائية للسيطرة على أجزاء من البلاد. فدمشق تعلم أن المعارضة في المجلس الوطني المنقسم هي غير ذات صلة بالداخل السوري وأن الجيش السوري الحر غير المنظم وسيء التسليح لن يمكنه أبداً أن يكون منافساً لمصفحاتها ومدفعيتها.
يحمل الأسـد على العقوبات السياسية والاقتصادية، لكن آخرين على شاكلته استطاعوا البقاء لسنوات بوجود عقوبات مشابهة. والإدانات الدولية هي سلاح ضعيف في مواجهة الدرع الذي توفره موسكو وبكين في الأمم المتحدة تجاه أي استخدام لاحق للقوة، هذا الاستخدام للقوة الذي لا يوجد الحد الأدنى من الحماس له بين القوى الديموقراطية. مر عام وسقطت آلاف كثيرة من الموتى، والغرب يستمر في تردده المؤلم حول ما يجب ما أن يُفعل. المشهد المتوقع، في غياب المعجزات، هو أن نظاماُ دموياُ، فقد السيطرة على المجتمع، سيستمر في ارتكاب الفظائع الهائلة. وإلى أن تحين خاتمته المحتومة، يمكن أن تكون المأساة طويلة جداً وقاسية.





http://elpais.com/elpais/2012/03/14/opinion/1331757527_776745.html

No comments:

Post a Comment