Friday 3 August 2012

معركـة حلـب



معركـة حلـب

مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية - 3 - 8 - 2012

المعارك من أجل السيطرة على حلب، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في سـوريا، والتي يستخدم فيها بشار الأسـد المدفعية والدبابات والطائرات ضد السكان المدنيين، تُفاقِم من مأساة هذا البلد العربي. وبالقدر الذي يتسع فيه نطاق الحرب الأهلية وتزداد ضراوتها، تزداد الفظائع وتتعمق الكارثة بين المدنيين، مع مئات آلاف الفارين وعشرات الآلاف على حافة الجوع، وفق ما تحذر منه الأمم المتحدة.
بعد أكثر من أسبوع على قيام النظام السوري بزج كل ما يملكه ضد المدينة الشمالية التي يسكنها مليونان ونصف مليون نسمة، لم تصل معركة حلب إلى خاتمة حاسمة. الثوار يحافظون على مواقعهم وهناك المئات من القتلى والجرحى. الأســد، الأقل غطرسة باطراد، يعتبر أن حلب قضية جوهرية لأن خسارتها يمكن أن تمثل ضربة استراتيجية ونفسية غير قابلة للانعكاس.
إن أبعاد الحرب الأهلية السورية وتباينها الذي لا يُحتَمَل يجعل تدخلاً خارجياً، يذهب إلى ما هو أبعد من إرسال الأسلحة إلى الثوار من قِبَل تركيا وقطر أو من المساعدة المحدودة من المخابرات المركزية الأمريكية التي أذن بها الغامض أوباما، يجعله أمراً لا يمكن تأجيله. ومثل كل قوة ذات قاعدة شعبية، فإن الثوار السوريين، رغم جرأتهم، يفتقدون إلى التسليح والانضباط الضروريين من أجل هزيمة جيش مُجَهَّز ويملك رخصة بالقضاء على مواطنيه.
الشلل الغربي، الذي تغذيه المخاطر قريبة المدى، زاد من أبعاد الإرهاب. والولايات المتحدة بشكل خاص، بعد عام تقريباً من المبادرات الديبلوماسية العقيمة، التي شهدت عليها بالأمس استقالة كوفي أنان، يجب أن تكون في مقدمة ذلك المسعى وأن تقيم تعاوناً رسمياً مع الجيش السوري الحر.
تتحول الثورة الشعبية بشكل سريع إلى حرب طائفية. ومع، أو بدون، نهاية واضحة في حلب، ستنطوي إطالة أمدها على مخاطر ضخمة تتعلق بانتقال العدوى، وعدم الاستقرار الإقليمي، والدور المتنامي للجهادية. إن السماح بهذا هو ارتهان خطير لسوريا التي يجب أن تنبثق بعد سقوط الطاغية.





http://elpais.com/elpais/2012/08/02/opinion/1343934773_322752.html

No comments:

Post a Comment