Sunday 26 August 2012

"فلينتقم الله من الأسـد!"





"فلينتقم الله من الأسـد!"

أوسكار غوتييرث غاريدو – صحيفة الباييس الإسبانية

إعزاز – سـوريا: لا تحول الملامح القاسية المعذبة التي تركتها السنون على وجه زينب سيد علي، رغم الألم الذي تحمله بداخلها، دون ارتسام ابتسامة شكر لمن يستمع إلى قصتها المرعبة. ثلاثة من أبنائها العشرة فقدوا حياتهم منذ أن بدأت الثورة في آذار| مارس 2011. تعيش زينب، مع أسرتها، في إعزاز، البلدة السورية الأولى بعد المعبر الحدودي مع تركيا. وتستمر في إيمانها بالثورة. تجلس وسط صالة بيتها تحكي بالتفصيل، كشاهد محايد، كيف سقط أبناؤها الثلاثة. وتتقن الرواية عندما تتذكر عُمَر، البالغ ثمانية وعشرين عاماً. "دخل العناصر عندما كان يتناول الطعام معي وحاول الهرب" تحكي زينب، مندفعة في روايتها بالقوة التي تحرك بها يديها من جانب إلى آخر.
كان عمر هو الأكثر شباباً من بين الثلاثة الذين قُتِلوا في إعزاز على أيدي جماعات موالية للأسد. عندما أحس أنهم دخلوا إلى بيته، قفز إلى منزل شقيقته الذي كان يوجد فيه عندئذ زبانية النظام. لدى سؤالهم عن مكان ابنها، أنكرت هذه الأم ذات السبعين عاماً أي معرفة لها به. "فتّشوا المنزل، وجدوا سُلَّمَاً يتجه للأعلى واتهموني بتركه ليخرج منه الإرهابيون (الصفة التي يطلقها النظام على الثوار)". لا تنكر زينب انتماءها إلى الثورة وتعترف بفخر أنها قدمت الطعام لأعضاء من الجش السوري الحر. "كان الله في عون الجيش السوري الحر" تردد في مناسبات عدة. خرجت مجموعة المداهمة في إثر عمر وزينب على أعقابهم في محاولة لثنيهم. ما عُثِر عليه عند الباب كان زخَّة من الطلقات النارية التي تركت آثارها على البيت كما تركت إصابات عدة في ركبتها وكاحلها.
إثر اعتقاله، بعد مضي أربع ساعات فقط، ظهرت جثة عمر في مقبرة المدينة مشوهة الوجه. الذين شاهدوه هناك يصفون جسداً عليه آثار التعذيب والطلقات النارية. لدى معرفته بالخبر، التحق شقيقه محمود، البالغ ثمانية وثلاثين عاماً، بالجيش السوري الحر. وفي عملية دعم لمساعدة مجموعة من المنشقين انتهت حياته. كان الابن الثالث لزينب سيد علي الذي يُقتَل منذ أن بدأت الثورة ضد النظام. الأول والأكبر، أحمد، ذو الاثنين وأربعين عاماً، مات بطلقة في الرأس بعد أن وُشِي به، كما تقول العائلة، من قِبَل موالين للأسـد باعتباره مشاركاً معتاداً في المظاهرات المنادية بالديموقراطية.
كيف هي مشاعرها تجاه الثورة بعد فقدان ثلاثة من أبنائها؟ "أرجو الله أن يدمر هذا النظام"، تجيب حاسمةً زينب سيد علي.






http://internacional.elpais.com/internacional/2012/08/12/actualidad/1344803399_645630.html

No comments:

Post a Comment