Sunday 17 February 2013

من سوريا إلى الأردن، هروب محفوف بالمخاطر


من سوريا إلى الأردن، هروب محفوف بالمخاطر


مارينا بيين - وكالة EFE  للأنباء



مخيم الزعتري (الأردن) – من درعا، من دمشق، وحتى من حِمص، يقطع السوريون الذين يهربون من العنف طريقاً طويلاً حتى العبور إلى الأردن، يكونون شهوداً فيه على عمليات القصف والمعارك بين الجيش والثوار. معظم اللاجئين الذين يصلون إلى مخيم الزعتري يأتون من درعا، المحافظة الجنوبية التي شهدت أقوى انطلاقة للثورة على نظام بشار الأسـد السوري في آذار| مارس 2011. لكن، مع تفاقم الأزمة، يزداد باطراد السكان من المناطق المحيطة بالعاصمة أو بمنطقة حمص الوسطى الذين يعبرون نصف بلد بحثاً عن الأمان في الأردن. من حِمص هربت حنين، ثلاثة عشر عاماً، قبل ثلاثة شهور، بصحبة والديها وأشقائها الأربعة مغادرين منزلهم جرّاء القصف المتواصل للجيش على المدينة، إحدى معاقل الثورة.

تشرح حنين لوكالةEFE  في خيمة بمخيم الزعتري أنهم خرجوا من حِمص خلال الليل حتى تحميهم العتمة من إمكانية العثور عليهم من قبل الموالين للأسـد.

"هربنا بصحبة عائلة أخرى وأطلقت علينا النار من قبل الجنود"، تتذكر الطفلة، التي تؤكد أنها في حِمص لم تكن قادرة على النوم لأنها كانت خائفة كثيراً.

ابن عم حنين قتل أثناء القصف على المدينة وقرر قسم من عائلتها الهرب إلى دمشق، حيث كان الوضع في تلك الأثناء أكثر هدوءاً.

إلى الأخطار المعيشة خلال الخروج من حِمص تنضم المصاعب من أجل عبور الحدود، حيث كان عليهم رشوة جنود وطنهم بخمسة عشر ألف ليرة سورية (حوالى 210 دولارات) لكي يسمحوا لهم بالعبور إلى الأردن.

على الجانب الآخر من الحدود كان ينتظرهم عناصر من الجيش الأردني، المسؤول عن تقديم المساعدة الأولية وتوفير الطعام والأغطية للنازحين قبل نقلهم إلى الزعتري. مثل حنين، عبرت مئات الأسر السورية إلى الأردن حاملين حقيبة واحدة بجميع مقتنتايهم، تاركين وراءهم حياة كاملة، ووفق معلومات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  فإن ثلاثين ألف شخص قد يكونون بانتظار الدخول في الأيام القادمة.

الآمال التي علقوها على لجوئهم إلى الأردن خابت بالنسبة إلى الكثيرين نظراً إلى الظروف القاسية في مخيم الزعتري للاجئين، الذي استُنفِدَت قدرتُه على الاستقبال (وقد بني مبدئياً لاستقبال ستين ألف لاجىء) قبل بعض الوقت. في واحد من الطرق القاحلة في المخيم، ينتظر أبو أحمد، الميكانيكي البالغ خمسة وأربعين عاماً، لشراء الخبز الذي يعجنه بصبر لاجىء آخر.

مضى على أبو أحمد أسبوع في الزعتري، حيث وصل مع عائلته هارباً من القصف على منطقته في ضواحي درعا، تلك الهجمات التي رافقتهم طيلة الطريق نحو الأردن.

"ساعدنا في الهروب الجيش السوري الحر ورغم البحث عن طرق خالية من قوات النظام فقد عانينا من القصف"، يقول الرجل مفصلاً لـ EFE  .

قسم من عائلته اختار الانتقال إلى مناطق تنتشر فيها دوريات موالية للأسـد، حيث يتخلصون على الأقل من الهجمات الهجوية.

الواصلون حديثاً إلى الزعتري يدخلون أولاً إلى منطقة خاصة ليتم تسجيلهم، وتُدرس احتياجاتهم وتُجهز أماكن إقامتهم.

ومع موجات اللاجئين الجديدة، باتت هذه المنطقة القريبة من مدخل المخيم مكتظة ويتم توسعتها بشكل حثيث.

أقيمت مكاتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قريباً من منطقة الوصول لتسريع عملية التسجيل للاجئين الجدد، الذين يصطفون أمام مقصوررات مسبقة الصنع.

بينما تنتظر دورها، تروي أم محمد لـ EFE  أن رحلتها من درعا استغرقت نصف نهار وليلة كاملة وعلى طول الطريق كانت تُلحَظُ المعارك  بين الطرفين.

لقد تعاقدت وأسرتها مع أحد السائقين ليقترب بهم من الحدود، حيث كان ابنها معتقلاً  في الأردن من قبل الجيش لأنه أثار الشكوك لدى عبوره منفصلاً عن بقية أقربائه.

أم محمد تنتظر الآن في الزعتري لتُخصصَ لها خيمة تقيم بها، وتنتظر خاصةً أخباراً عن ابنها، بينما آلاف مثلها يحاولون أن ينسوا في هذا المخيم عذابات رحلتهم الأخيرة.








http://www.diariovasco.com/agencias/20130201/mas-actualidad/sociedad/siria-jordania-huida-plagada-peligros_201302011145.html

No comments:

Post a Comment