لماذا لا يوقف العالم المذبحة في سوريا ؟
خابيير بالينثويلا - صحيفة ال باييس الإسبانية
أكثرمن ألف قتيل
بين المدنيين ، أكثر من عشرة آلاف معتقل ، و أكثر من عشرين ألف لاجىء على كلا
جانبي الحدود بين سوريا و تركيا، تلك هي الحصيلة حتى اليوم للقمع الفظيع الذي ترد
به عشيرة الأسد على المظاهرات ، التي تطالب منذ آذار الماضي بالحد الأدنى من
الحريات و الحقوق في هذا البلد العربي المهم . استخدام الأسلحة النارية بما فيها
مدافع الدبابات ، و قصف البلدات الثائرة يشكلان جزأ من الوسائل التي يرد بها الأخَوَان
الأسد ، بشار الرئيس الرخو وماهر القائد الدموي ، على مطالبات الكثيرين من
السوريين. في حالة مشابهة ، قرر المجتمع الدولي ، بشكل جازم ، التدخل في ليبيا
القذافي .
اليوم، في خطابه
الثالث منذ بدء الاحتجاجات، أهان بشار الأسد ذكاء شعبه وذكاء بقية العالم.
" لن يكون هناك إصلاحات وسط التخريب و الفوضى"، قال هذا بينما، على الرغم من الرقابة القاسية التي
يمارسها نظامه، نعلم جيداً أن الفوضى و التخريب الموجودين في سوريا هما نتيجة لوحشية
قواته القمعية . أضاف أيضا أنه يود الاستماع إلى مطالب المتظاهرين كما هي بدون تشذيب
. حسناً ، ليس عليه إلا شراء هاتف ذكي ، أو كمبيوتر محمول و وصله بالانترنت . هناك
سيرى و يسمع مطالبات المتظاهرين كما هي و
كما يرفعونها مباشرة ، بدون وسطاء ، على الشبكة ، وكما نستطيع متابعتها في كل أرجاء
الأرض .
لماذا لا يتدخل
المجتمع الدولي في سوريا بينما يقوم بذلك فعلا في ليبيا ؟ السؤال وجيه ، و الجواب يشتمل
على عناصر شتى ، من بينها :
1 – التدخل في
ليبيا يطول أكثر من اللازم و البلدان الديموقراطية المشتركة لا تستطيع الالتزام في
عملية إنقاذ أخرى حتى تنتهي من الأولى بنجاح . المدة الزائدة عن الحد للتدخل العادل و الضروري ، من وجهة نظري ، في
ليبيا يمكن عزوها إلى الشروط المحدِّدة المهولة للتفويض الدولي . فهذا التدخل مقيد
اليدين : لا يستطيع تسليح و تدريب الثوار ، لا يستطيع القيام بعمليات أرضية ، يجب
أن يقيد الهجمات الجوية ... ، إضافة إلى ذلك ، فإن الولايات المتحدة ، مع الأوضاع المعقدة
نتيجة الانسحاب من العراق و استمرار
المعارك في أفغانستان ، قليلة الفعالية من الناحية العسكرية .
2 – إن سوريا آل
الأسد ما زال لديها حُماة في الساحة الدولية . وبما أنها كانت ، بلاغياً أكثر من
أي شيء آخر ، بلداً معارضاً للامبريالية الأميريكية و مدافعاً عن الفلسطينين
بمواجهة اسرائيل ، فروسيا و الصين مترددتان
جداً تجاه سقوط النظام . و هذا ما يفسر أن اليسار ، و هو ذاته تقريبا الذي يستمر في
الدفاع عن كوبا كاسترو ، ينظر بنفور إلى عملية محتَمَلَة في سوريا .
3 – في تناقض
ظاهري ، فإن ما يلائم اسرائيل هي سوريا الاستبدادية التي يحكمها آل الأسد . فالأب
حافظ ، كما الأبناء ، هددوا و يهددون كثيراً " الدولة الصهيونية " ، و لكنهم في
ساعة الحقيقة لم يقوموا بإطلاق طلقة واحدة ضدها خلال العقود المنصرمة .
4 – تستفيد سوريا
آل الأسد في الأوساط الديبلوماسية الغربية من بركة تعليق لهنري كيسنجر ، حيث سوريا
الأسد ، حسب هذا التعليق ، " عامل استقرار في الشرق الأدنى ". و السياسة
الواقعية الأوروبية و الأميريكية تخشى أن يكون سقوط نظام هذه العائلية العلوية سبباً
في الفوضى ، نظراً إلى التعقيدات العرقية و الدينية في البلاد ، و كذلك في الجارة
اسرائيل ، و تركيا ، و العراق المُمَّزق .
في غضون ذلك،
يستمر الديموقراطيون السوريون – المُتَّهمون من جديد من قبل بشار بأنهم عملاء
القوى الأجنبية أو الإسلاميين الراديكاليين – في إظهار شجاعة استثنائية. فاليوم،
بعد الخطاب المخيّب لابن حافظ و شقيق ماهر، عاودوا الخروج إلى الشوارع.
www.elpais.com/articulo/internacional/mundo/detiene/matanza/Siria/elpepuint/20110620elpepuint_12/Tes
No comments:
Post a Comment