Monday 20 June 2011

لماذا لا يوقف العالم المذبحة في سوريا؟


لماذا لا يوقف العالم المذبحة في سوريا ؟

خابيير بالينثويلا - صحيفة ال باييس الإسبانية

أكثرمن ألف قتيل بين المدنيين ، أكثر من عشرة آلاف معتقل ، و أكثر من عشرين ألف لاجىء على كلا جانبي الحدود بين سوريا و تركيا، تلك هي الحصيلة حتى اليوم للقمع الفظيع الذي ترد به عشيرة الأسد على المظاهرات ، التي تطالب منذ آذار الماضي بالحد الأدنى من الحريات و الحقوق في هذا البلد العربي المهم . استخدام الأسلحة النارية بما فيها مدافع الدبابات ، و قصف البلدات الثائرة يشكلان جزأ من الوسائل التي يرد بها الأخَوَان الأسد ، بشار الرئيس الرخو وماهر القائد الدموي ، على مطالبات الكثيرين من السوريين. في حالة مشابهة ، قرر المجتمع الدولي ، بشكل جازم ، التدخل في ليبيا القذافي .
اليوم، في خطابه الثالث منذ بدء الاحتجاجات،  أهان بشار الأسد ذكاء شعبه وذكاء بقية العالم. " لن يكون هناك إصلاحات وسط التخريب و الفوضى"، قال هذا  بينما، على الرغم من الرقابة القاسية التي يمارسها نظامه،  نعلم جيداً أن الفوضى و التخريب الموجودين في سوريا هما نتيجة لوحشية قواته القمعية . أضاف أيضا أنه يود الاستماع إلى مطالب المتظاهرين كما هي بدون تشذيب . حسناً ، ليس عليه إلا شراء هاتف ذكي ، أو كمبيوتر محمول و وصله بالانترنت . هناك سيرى و يسمع مطالبات المتظاهرين  كما هي و كما يرفعونها مباشرة ، بدون وسطاء ، على  الشبكة ، وكما نستطيع متابعتها في كل أرجاء الأرض .
لماذا لا يتدخل المجتمع الدولي في سوريا بينما يقوم بذلك فعلا في ليبيا ؟ السؤال وجيه ، و الجواب يشتمل على عناصر شتى ، من بينها :
1 – التدخل في ليبيا يطول أكثر من اللازم و البلدان الديموقراطية المشتركة لا تستطيع الالتزام في عملية إنقاذ أخرى حتى تنتهي من الأولى بنجاح . المدة الزائدة عن الحد  للتدخل العادل و الضروري ، من وجهة نظري ، في ليبيا يمكن عزوها إلى الشروط المحدِّدة المهولة للتفويض الدولي . فهذا التدخل مقيد اليدين : لا يستطيع تسليح و تدريب الثوار ، لا يستطيع القيام بعمليات أرضية ، يجب أن يقيد الهجمات الجوية ... ، إضافة إلى ذلك ، فإن الولايات المتحدة ، مع الأوضاع المعقدة نتيجة الانسحاب من  العراق و استمرار المعارك في أفغانستان ، قليلة الفعالية من الناحية العسكرية .
2 – إن سوريا آل الأسد ما زال لديها حُماة في الساحة الدولية . وبما أنها كانت ، بلاغياً أكثر من أي شيء آخر ، بلداً معارضاً للامبريالية الأميريكية و مدافعاً عن الفلسطينين بمواجهة اسرائيل ،  فروسيا و الصين مترددتان جداً تجاه سقوط النظام . و هذا ما يفسر أن اليسار ، و هو ذاته تقريبا الذي يستمر في الدفاع عن كوبا كاسترو ، ينظر بنفور إلى عملية محتَمَلَة في سوريا .
3 – في تناقض ظاهري ، فإن ما يلائم اسرائيل هي سوريا الاستبدادية التي يحكمها آل الأسد . فالأب حافظ ، كما الأبناء ، هددوا و يهددون كثيراً  " الدولة الصهيونية " ، و لكنهم في ساعة الحقيقة لم يقوموا بإطلاق طلقة واحدة ضدها خلال العقود المنصرمة .
4 – تستفيد سوريا آل الأسد في الأوساط الديبلوماسية الغربية من بركة تعليق لهنري كيسنجر ، حيث سوريا الأسد ، حسب هذا التعليق ، " عامل استقرار في الشرق الأدنى ". و السياسة الواقعية الأوروبية و الأميريكية تخشى أن يكون سقوط نظام هذه العائلية العلوية سبباً في الفوضى ، نظراً إلى التعقيدات العرقية و الدينية في البلاد ، و كذلك في الجارة اسرائيل ، و تركيا ، و العراق المُمَّزق  .
في غضون ذلك، يستمر الديموقراطيون السوريون – المُتَّهمون من جديد من قبل بشار بأنهم عملاء القوى الأجنبية أو الإسلاميين الراديكاليين – في إظهار شجاعة استثنائية. فاليوم، بعد الخطاب المخيّب لابن حافظ و شقيق ماهر، عاودوا الخروج إلى الشوارع.


www.elpais.com/articulo/internacional/mundo/detiene/matanza/Siria/elpepuint/20110620elpepuint_12/Tes

No comments:

Post a Comment