Wednesday 7 December 2011

ســوريا: الأســد يفقد عرَّابيه


سوريا : الأسـد يفقد عرّابيه
ناعومي راميريث دياث – صحيفة : دياغونال الإسبانية


تتزايد عزلة النظام السوري باطراد . و قد أدى سقوط أكثر من 4000 ضحية منذ آذار | مارس من هذا العام ، حسب الناشطين السوريين ، و اشتداد الهجوم  لا سيما على مدينة حمص التي تتعرض للقصف المستمر  و انقطاعات التيار الكهربائي ، أدى إلى بداية اشتغال الآلية الديبلوماسية من أجل الإطاحة بالنظام .
بعد صمت مزعج ومُنتَقَد لم يكسره إلا دعوات خجولة لوقف العنف ، تدخلت الجامعة العربية ، المُسَيطر عليها حالياً من قبل مجلس التعاون الخليجي ، في القضية مقترحةَ خطة عمل من أجل حل الأزمة وافقت دمشق على البدء بها .
و بصرف النظـر عن الغموض في هـذه الخطـة ، فإن المفاجىء هو أن الجامعـة العربيـة لا تعطي حافزاً من أي نوع  للنظـام من أجل تطبيقها ، إذ هي ، بخلاف مبادرتها من أجل اليمـن ، لا تدعو لاستقالة بشـار الأســد . كان على ملك الأردن ، غالباً بعد تلقيه الرضى و الموافقة من الولايات المتحدة و بريطانيا ، أن يدعوه للرحيل بصورة ضمنية بعد أسبوع من ذلك .
من جانبهـم ، قرر وزراء خارجية الـدول الأعـضاء في الجامعة العربيـة ، باسـتثناء لبنـان ( حكومة ميقاتي هي حليفة لدمشق ) و اليمن ( و هو في وضع داخلي موازٍ ، ما عدا الاختلافات في البُنى السياسية و التشكيل الاجتماعي ) اللذين صوتا ضد القرار ، و العراق ( احتفظ بتأييد تكتيكي نوعاً ما لنظام الأسـد ) الذي امتنع عن التصويت ، عارفاً بأن تصويتاً ضد القرار سيسبب له أذى كبيراً ، قرروا تعليق عضوية سوريا في الجامعة .
بالرغم من ذلك ، ، قدمت الجامعة العربية ، في اجتماع جديد ، مهلة جديدة من ثلاثة أيام لدمشق قبل التعليق النهائي للعضوية ، مصرةَ على أن حل الأزمة يجب أن يبقى في المحيط العربي ، الذي ، بالتناقض مع ذلك ، تنضم إليه تركيا مع الشائعات حول إمكانية إقامة منطقة عازلة انطلاقا من حدودها الجنوبية من أجل حماية المدنيين .
في الوقت الراهن ، لا يحظى السكان إلا بحماية الجيش السوري الحر ، المكوَّن من عسكريين منشقين متوزعين في سوريا نفسها و لبنان و تركيا . هذا الجيش غير النظامي يترقب زيادة الانشقاقات بينما يستمر في استراتيجيته المرتكزة على حرب العصابات من أجل زعزعة النظام و التعجيل بسقوطه ربما من خلال انقلاب داخلي يحول دون سفك المزيد من الدماء .
و إزاء الانهيار الوشيك للاقتصاد ، فإن المصالح التي يشترك فيها أصحاب الأعمال و القيادات العليا في الجيش المرتبطون ببقاء النظام أصبحت متضررة بحيث أن الميزان سينتهي إلى الميل بالاتجاه ضد النظام .
روسيا تراجع موقفها الداعم
الإجراءات الخجولة حتى الآن للجامعة العربية أطلقت مساراً لا رجعة فيه للخلف ، عرف المجلس الوطني السوري ، الذي يبرز كبديل عن النظام من أجل قيادة العملية الانتقالية ،كيف يستفيد منه ، خاصة بعد قبول الصين بتعليق عضوية سـوريا في الجامعـة العربيـة ، وسرَّع بالتالي من نشاطه الديبلوماسي المحموم .
بعد اجتماع غير مثمر مع روسيا ، الحليف الأكبر ، مع إيران  للنظام السوري، بات من المشروع التساؤل عما إذا كان هذا البلد سيمارس مرة أخرى حق النقض في تصويت مستقبلي في مجلس الأمن من أجل إدانة سـوريا .
أن تكون روسيا قد مارست هذا الحق في المرة الماضية فهذا يعود إلى دافعين رئيسيين : المصاح الاقتصادية – العسكرية لروسيا ، التي لديها قواعد في سوريا ، و غياب الضغط الفعال من جانب الولايات المتحدة ، الأمر الذي يدفع للتفكير فيما إذا ما كان ذلك الفيتو ذا نكهة إسرائيلية أكيدة . ففي مرات متعددة ، اعترف كل من إسرائيل و النظام السوري بأن استقرار اسرائيل يعتمد على  استقرار سوريا .
بالرغم من ذلك ، فإن الضوء الأخضر الـذي  أُعطي للملك الأردنـي للتحدث بصراحة نسـبية ، و إمكانية أن تعترف بلدان عدة بالمجلس الوطني السوري ، و سـحب السـفير الفرنسـي و إغلاق القنصليات ... الخ ، هي كلها مؤشرات على أن شيئاً ما قد تغير في المجتمع الدولي . يبدو أن هذا المجتمع قد تخلى أخيراً عن خدمات ضامن الاستقرار في المنطقة التي قام بها نظام آل الأسـد و هو يرغب في حدوث تحول و انتقال مُنظم ، يقبل المجلس الوطني السوري ، من أجله ،  بالحوار مع أعضاء في النظام لم يشاركوا في المذابح .







www.diagonalperiodico.net/Siria-Assad-se-va-quedando-sin.html?var_recherche=siria

No comments:

Post a Comment