سوريا : الأسـد يفقد عرّابيه
ناعومي راميريث دياث – صحيفة : دياغونال الإسبانية
تتزايد عزلة النظام السوري باطراد . و قد
أدى سقوط أكثر من 4000 ضحية منذ آذار | مارس من هذا العام ، حسب الناشطين السوريين
، و اشتداد الهجوم لا سيما على مدينة حمص
التي تتعرض للقصف المستمر و انقطاعات
التيار الكهربائي ، أدى إلى بداية اشتغال الآلية الديبلوماسية من أجل الإطاحة
بالنظام .
بعد صمت مزعج ومُنتَقَد لم يكسره إلا دعوات
خجولة لوقف العنف ، تدخلت الجامعة العربية ، المُسَيطر عليها حالياً من قبل مجلس
التعاون الخليجي ، في القضية مقترحةَ خطة عمل من أجل حل الأزمة وافقت دمشق على
البدء بها .
و بصرف النظـر عن الغموض في هـذه الخطـة ، فإن
المفاجىء هو أن الجامعـة العربيـة لا تعطي حافزاً من أي نوع للنظـام من أجل تطبيقها ، إذ هي ، بخلاف
مبادرتها من أجل اليمـن ، لا تدعو لاستقالة بشـار الأســد . كان على ملك الأردن ، غالباً بعد تلقيه الرضى و الموافقة من الولايات المتحدة و بريطانيا ، أن
يدعوه للرحيل بصورة ضمنية بعد أسبوع من ذلك .
من جانبهـم ، قرر وزراء خارجية الـدول الأعـضاء
في الجامعة العربيـة ، باسـتثناء لبنـان ( حكومة ميقاتي هي حليفة لدمشق ) و اليمن
( و هو في وضع داخلي موازٍ ، ما عدا الاختلافات في البُنى السياسية و التشكيل
الاجتماعي ) اللذين صوتا ضد القرار ، و العراق ( احتفظ بتأييد تكتيكي نوعاً ما
لنظام الأسـد ) الذي امتنع عن التصويت ، عارفاً بأن تصويتاً ضد القرار سيسبب له
أذى كبيراً ، قرروا تعليق عضوية سوريا في الجامعة .
بالرغم من ذلك ، ، قدمت الجامعة العربية ،
في اجتماع جديد ، مهلة جديدة من ثلاثة أيام لدمشق قبل التعليق النهائي للعضوية ،
مصرةَ على أن حل الأزمة يجب أن يبقى في المحيط العربي ، الذي ، بالتناقض مع ذلك ،
تنضم إليه تركيا مع الشائعات حول إمكانية إقامة منطقة عازلة انطلاقا من حدودها
الجنوبية من أجل حماية المدنيين .
في الوقت الراهن ، لا يحظى السكان إلا
بحماية الجيش السوري الحر ، المكوَّن من عسكريين منشقين متوزعين في سوريا نفسها و
لبنان و تركيا . هذا الجيش غير النظامي يترقب زيادة الانشقاقات بينما يستمر في
استراتيجيته المرتكزة على حرب العصابات من أجل زعزعة النظام و التعجيل بسقوطه ربما
من خلال انقلاب داخلي يحول دون سفك المزيد من الدماء .
و إزاء الانهيار الوشيك للاقتصاد ، فإن المصالح
التي يشترك فيها أصحاب الأعمال و القيادات العليا في الجيش المرتبطون ببقاء النظام
أصبحت متضررة بحيث أن الميزان سينتهي إلى الميل بالاتجاه ضد النظام .
روسيا تراجع موقفها الداعم
الإجراءات الخجولة حتى الآن للجامعة
العربية أطلقت مساراً لا رجعة فيه للخلف ، عرف المجلس الوطني السوري ، الذي يبرز
كبديل عن النظام من أجل قيادة العملية الانتقالية ،كيف يستفيد منه ، خاصة بعد قبول الصين
بتعليق عضوية سـوريا في الجامعـة العربيـة ، وسرَّع بالتالي من نشاطه الديبلوماسي
المحموم .
بعد اجتماع غير مثمر مع روسيا ، الحليف
الأكبر ، مع إيران للنظام السوري، بات من المشروع التساؤل عما إذا كان هذا
البلد سيمارس مرة أخرى حق النقض في تصويت مستقبلي في مجلس الأمن من أجل إدانة سـوريا
.
أن تكون روسيا قد مارست هذا الحق في المرة
الماضية فهذا يعود إلى دافعين رئيسيين : المصاح الاقتصادية – العسكرية لروسيا ،
التي لديها قواعد في سوريا ، و غياب الضغط الفعال من جانب الولايات المتحدة ،
الأمر الذي يدفع للتفكير فيما إذا ما كان ذلك الفيتو ذا نكهة إسرائيلية أكيدة . ففي
مرات متعددة ، اعترف كل من إسرائيل و النظام السوري بأن استقرار اسرائيل يعتمد
على استقرار سوريا .
بالرغم من ذلك ، فإن الضوء الأخضر الـذي أُعطي للملك الأردنـي للتحدث بصراحة نسـبية ، و
إمكانية أن تعترف بلدان عدة بالمجلس الوطني السوري ، و سـحب السـفير الفرنسـي و
إغلاق القنصليات ... الخ ، هي كلها مؤشرات على أن شيئاً ما قد تغير في المجتمع الدولي
. يبدو أن هذا المجتمع قد تخلى أخيراً عن خدمات ضامن الاستقرار في المنطقة التي
قام بها نظام آل الأسـد و هو يرغب في حدوث تحول و انتقال مُنظم ، يقبل المجلس
الوطني السوري ، من أجله ، بالحوار مع
أعضاء في النظام لم يشاركوا في المذابح .
www.diagonalperiodico.net/Siria-Assad-se-va-quedando-sin.html?var_recherche=siria
No comments:
Post a Comment