Monday 23 April 2012

حملة عالمية ضد أسماء الأسـد


حملة عالمية ضد أسماء الأسـد

مونيكا بريتو – موقع: كوارتوبودير

بدأ السوريون ثورتهم قبل عام بمظاهرات مطالبة بإصلاحات ديموقراطية، وكانوا يعلمون أنه لا ينتظرهم من رئيسهم إلا العنف. "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقدمه النظام للثورة هو الرصاص"، يقول، عبر سكايب، مصعب، الناشط من محافظة حماة، حيث يقيم وحيث القصف اليومي. لكنهم كانوا ينتظرون بالفعل موقف تعاطف من جانب الجميلة أسماء، زوجة بشار الأسـد، المتعلمة في لندن، والمهنية العصرية التي كانت تقول دائماً إنها ملتزمة بتقدم المجتمع السوري.
خيبة الأمل حدثت مع صمتها واشتدت مع ظهورها العلني إلى جانب الديكتاتور. وتحولت إلى استياء مع رسائل الايميلات المُسرَّبة، التي تنهمك فيها أسماء في القيام بمشتريات باذخة بينما يشتد القمع ضد السكان المدنيين. وبدت فظيعةَ تلك الرسالة التي أرسلتها إلى رانيا ملكة الأردن، وتخبرها فيها أن الزوجين السوريين مرتاحان ومطمئنان وتُظهِر قلقلها حول" عدم الاستقرار" في الأردن. الآن، بات الكثيرون في سوريا يعتقدون أن السيدة الأولى شريكة متواطئة ومسؤولة تماماً عن المذابح مثل النظام الذي يحميها.
تمخض ذلك عن حملة واسعة على الشبكات الاجتماعية، وفي الاحتجاجات التي يقيمها السوريون في جميع أنحاء العالم، من أجل إدانة شراكة وتواطؤ أسماء. الأكثر لفتاً للأنظار هو الفيديو الذي أطلقته شيلا ليال غرانت وهوبرتا فاس ويتينع، زوجتا السفير البريطاني والسفير الألماني في الأمم المتحدة، على شكل رسالة مفتوحة تطالب السيدة السورية الأولى باتخاذ موقف ضد الجرائم.
" بعض السيدات ينشغلن بالأناقة، والبعض الآخر ينشغلن بشعوبهن. البعض يناضلن من أجل صورتهن، وأخريات من أجل البقاء. بعضهن نسين ما كن يعظن به عن السلام، وأخريات يستطعن الصلاة من أجل موتاهن فقط. البعض يعتقدن أنه ليس لديهن خيار، وأخريات يأخذن موقفاً وحسب. ماذا دهاكِ يا أسماء؟"
" خلال العام الأخير كان هناك عدول عن الإشارة إلى السيدة الأولى، لكن الآن مع مبادرات مثل ملصق "أنا لست مثلك" وفيديو زوجات الديبلوماسيين، بدأ المجتمع السوري يدرك أنه لم يعد ممكناً الاستمرار بالصمت بخصوص أسماء وسكونها في هذه الأزمة" كما تشرح لصحيفتنا "شهرزاد"، وهو اسم مستعار تختبىء خلفه مصممة ملصق (بوستر) ضد السيدة السورية الأولى تم تعميمه في الاحتجاجات، وخاصة تلك التي تحدث في المنفى. "ربما لا يكون لأسماء أية سلطة حقيقية فيما يتعلق بردع أجهزة المخابرات المرهوبة، لكن من المهم جداً، عندما ترتكب الفظائع، أن يكون صوتنا مسموعاً وأن يكون لنا رأي وأن نتخذ الموقف الصحيح. لقد عبَّرت هي عن رأيها عندما قُصفت غزة. هناك عدد لا يحصى من المقابلات على يوتبوب حيث تقدم أسماء الأمل إلى الشباب. إنني أتساءل عمَّا حدث لها لتغير رأيها ".
شهرزاد، الكاتبة والصحفية ذات الأربعين عاماً، التي غطت الأحداث التي تجري في سوريا منذ العام 2000، جاءت بفكرة صناعة ملصق (بوستر) - كشكل مرئي للاحتجاج السياسي – كما تشرح لنا،  حيث يمكن كتابة كل ما يشعر به المرء تجاه أسماء الأسـد. إنه نوع من الفضفضة للكشف عن خبايا في النفس يرى آخرون في دواخلهم ما يماثلها". أعرف أناساً كثيرين في سوريا، ونظراً لأن انتقاد السيدة الأولى هو شيء لايمكن التفكير فيه بالنسبة إلى بعضهم، فقد أردت كتابة مشاعري وإنشاء ملصق (بوستر) تحت اسم مستعار".
في هذا الملصق (البوستر)، تفضي شهرزاد إلى أسماء بكل التوقعات والتطلعات التي أثارتها بين السوريين بسبب تكوينها الثقافي، والتزامها الواضح، وانتقادها لمذابح العرب الآخرين، ورغبتها المعلنة في تلك المقابلة المثيرة للجدل مع مجلة (فوغ) بـ "إعطاء  سلطة لستة ملايين سوري تحت عمر الثامنة عشرة"، ووعودها التي كانت ترسم في مجملها صورة امرأة عصرية، معتدلة، وملتزمة بمجتمعها. "فاجأني أن امرأة نالت هذا التعليم العالي في بريطانيا، وكانت على وشك الالتحاق بمدرسة هارفارد للأعمال قبل الزواج، وبعد زواجها كانت تروج لسوريا جديدة من خلال المناسبات والأحداث الثقافية، فاجأني أنها يمكن أن تكون صامتة أمام الاعتقالات وإرهاب الدولة وعمليات القتل التي تتم من حولها". وتخلص شهرزاد إلى القول "ستكون أسماء منبوذة دائمأ بعد هذا كله".








 
http://www.cuartopoder.es/elfarodeoriente/campana-internacional-contra-asma/2741

No comments:

Post a Comment