Sunday 3 March 2013

أسلحة ضد الأسـد




مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية  2- 3- 2013 

أسلحة ضد الأسـد

ينبغي على الولايات المتحدة أن تساعد الثوار عسكرياً من أجل وقف تفكك سوريا

                                                        
تمخض اللقاء في روما بين الرئيس الجديد للديبلوماسية الأمريكية، جون كيري، والمعارضة السورية عما هو أكثر بقليل من الكلمات الطيبة. الائتلاف الوطني السوري، الذي يريد أسلحة لقتال بشار الأسـد، لم يخف خيبة أمله تجاه الستين مليون دولار والمساعدة الإنسانية اللذين التزمت بهما واشنطن.
يريد أوباما أن يتجنب سوريا، لكن البلد العربي يذهب بشكل حتمي لملاقاته هو والقُوى الديموقرطية غير المبالية. فالرئيس الأمريكي، الذي رفض العام الماضي توصية مستشاريه بتسليح الثوار، يؤكد في يومٍ أن "منع الفظائع والإبادة الجماعية هو أمر جوهري بالنسبة للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية ولمسؤوليتها الأخلاقية"، لكنه يشير في اليوم التالي إلى أن إنقاذ أرواح (السوريين) ليس سبباً كافياً للتدخل عسكرياً.
في سوريا قضى ثمانون ألف شخص تقريباً نحبهم، ومئات الآلف هم في السجون، وفر حوالي مليون، وضعف هذا الرقم أصبحوا نازحين. هذه الأرقام والفظائع المرتكبة من قبل الأسـد بلغت حجماً -ثمة القليل من أشكال القتل هي أكثر عشوائية من القتل بالقصف الجوي وصواريخ سكود- دفع مسؤولة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتؤكد "سنكون مدانين جراء هذه المأساة التي تجري أمام أعيننا". إن تدمير البلاد يستمر من غير شهود من الخارج، في حرب صارت طائفيةً بعد أن بدأت قبل عامين كاحتجاج سلمي ضد ديكتاتورية وراثية.
في اللحظات الحاسمة، قد يصبح الحذر الزائد عن الحد سيئاً تماماً مثل التهور. يخطىء أوباما بانتظار أن تنتهي الأزمة من تلقاء نفسها. لقد جعل التدهورُ الحاصل حججَ القوة العظمى لعدم التدخل غير ذات معنى: بشكل أساسي أن ترى نفسها تنجر إلى فوضى إقليمية جديدة. سوريا تسير في طريقها لتكون مملكة طوائف وجماعات مسلحة، بعضها جهادية. فإذا تحقق هذا السيناريو، فسيكون الأمر أكثر صعوبة بكثير بالنسبة إلى واشنطن، سواء أتعلق الأمر باحتواء الإرهاب، أو بإمدادات الطاقة، أو بالسيطرة على أسلحة دمشق الكيميائية. إن انهيار سوريا سيكون له تداعياته على إسرائيل، الأردن، لبنان والعراق.
ينبغي على الولايات المتحدة وأوروبا أن تتقدما لتسليح الثوار بشكل انتقائي. إنه أمر حتمي من الناحية الأخلاقية أيضاً. سوف تتمكن سوريا من أن تعيد بناء نفسها انطلاقاً من الاتفاق (التسوية) فقط، لكن هذا يمكن أن يصبح مستحيلاً إذا افتقد الذين يسعون إليه الوسائل العسكرية لفرضه. 






http://elpais.com/elpais/2013/03/01/opinion/1362167433_295446.html

No comments:

Post a Comment