Friday 19 April 2013

ما هو عدد القتلى في سـوريا الذي يوازي قتيلاً واحداً في بوسطن من الناحية الإعلامية؟




ما هو عدد القتلى في سـوريا الذي يوازي قتيلاً واحداً في بوسطن من الناحية الإعلامية؟


ألبرتو سيسيليا


أحبُّ بوسطن. هناك عشتُ قبل بضعة أعوام بينما كنت أعملُ باحثاً في جامعتي بوسطن  وهارفارد. وهناك تركتُ الكثير من الأصدقاء.

هذا الشتاء أمضيتُ بضعة أسابيع في حلب، المدينة سورية التي مزقتها الحرب. حوالي منتصف ليلة الثامن عشر من شباط| فبراير، دمَّر صاروخ سكود كتلة سكنية كاملة في حي جبل بدرو. مات سبعة وأربعون شخصاً، ثلاثة وعشرون كانوا أطفالاً.

تلك المأساة احتلت بالكاد بضعة أسطر في صحفنا ولم تتصدر أية نشرة أخبار تلفزيونية.

لماذا يشكِّل بعض الموتى خبراً ولايفعل ذلك آخرون؟ بدا لي ذلك على الدوام سؤالاً يستحق أن يتأمل المرء فيه، لكنني مازلت لم أعثر على جواب يقنعني.

بطبيعة الحال، لا يتعلق الأمر بنقاش حول: سـوريا مقابل الولايات المتحدة الأمريكية. مَن يقول حلب يمكنه أن يقول بغداد أو مقديشو. ومن يتحدث عن بوسطن يمكنه كذلك أن يتحدث عن غرق السفينة كوستا كونكورديا.

ربما هي مسألة تقمص عاطفي (تشاعر) Empathy: يبدو أنّه من الأسهل بالنسبة إلينا أن نتخيل أنفسنا في حالة كتلك التي في بوسطن من أن نتخيل أنفسنا في حالة كتلك التي في حلب. لكن، والحال هكذا، هل يكون الأمر تقمصاُ عاطفياُ أم أنانيةَ؟

يقينياتي الوحيدة هي الآتية:

أولاً- العالم هو مكان أفضل إذا كنا قادرين على الشعور بمعاناة بوسطن.

ثانياً- طالما أننا لا نتمكن من الاقتراب من آلام كائنات بشرية تعيش حيواتٍ شديدة الاختلاف عن حيواتنا، فإن العالم سيبقى مكاناً كريهاً.

ما هو رأيكم؟ هل يبدو السؤال ذا مغزى بالنسبة لكم؟ هل من جواب ما عندكم؟







http://www.principiamarsupia.com/2013/04/16/cuantos-muertos-en-siria-equivalen-informativamente-a-uno-en-boston/

No comments:

Post a Comment