Thursday 9 May 2013

إسرائيل تقتحم المشهد




مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية بتاريخ 8-5-2013


إسرائيل تقتحم المشهد

الهجمات الجوية على الأراضي السورية تزيد من مخاطر توسع الحرب


في بحر ثلاثة أيام، نفذت إسرائيل هجومين جويين محكمين داخل سوريا. في الأول، دمرت مقاتلاتُهَا القاذفة شحنةً من الصواريخ الإيرانية المسلمة حديثاً إلى دمشق في طريقها المفترض إلى ميلشيا حزب الله الإسلاموية اللبنانية. في الثاني، الأكبر حجماً، كان الهدف مجمعات بحوث عسكرية قريبة من العاصمة السورية ومقرات الفرقة (العسكرية) الأكثر حداثة و ولاء من بين التي يمتلكها بشار الأسـد.
العمليات الإسرائيلية، التي لا تؤكدها "القدس" ولا تنفيها وتعدها دمشق إعلاناً للحرب، تشير بوضوح إلى مخاطر توسع نزاع امتد لأكثر من عامين حتى الآن أمام انكفاء القوى الدولية. تجنبت إسرائيل حتى اللحظة التورط في الحرب الأهلية المجاورة. فمشاغلها ليست نظام الأسـد القاتل أو مصير السوريين الذين يموتون بعشرات الآلاف. بل أمن أراضيها والمعركة الطويلة التي تضعها بمواجهة إيران وحزب الله، الميليشيا الأصولية الشيعية التي تسلحها دمشق وطهران. في هذا السياق، يعلن رئيس الوزراء نتنياهو أنه لن يتسامح مع وصول أسلحة سورية كيميائية أو أخرى تقليدية متطورة إلى حزب الله. الصواريخ المدمَّرة في دمشق -الفاتح 110 أرض-أرض، بمدى مائتي كيلومتر و روؤس ذات قوة تدميرية كبيرة- هي كذلك. الطيران الإسرائيلي كان قد قصف في كانون الثاني| يناير الماضي، في الأراضي السورية باتجاه لبنان، قافلة من الصوارخ الإيرانية المضادة للطيران الأقل خطورة.
أن تكون إسرائيل عازمة على تعزيز مصداقية خطوطها الحمر الخاصة فهذا يبدو أمراً لا ريب فيه. ومهما نظرت دمشق إلى عمليات القصف، المُدانة من مجموع العالم العربي، كإعلان حرب، فإن من المستبعد جداً أن يكون الأسـد المحاصر أو حلفاؤه اللبنانيون في وضع يسمح بفتح جبهة جديدة. إن رداً عسكرياً مباشراً قد يقود إلى مواجهة أكبر حجماً بكثير.
تشير الهجمات الإسرائيلية القوية إلى الضعف المتزايد لحكومة دمشق، وبالتالي، إلى عدم فعالية دفاعاتها الجوية المخوفة. لكنها تثير أيضاً التساؤل المقلق عن المدى الذي يمكن أن تستمر فيه إسرائيل في شن عمليات بذلك الحجم من غير أن ترى نفسها منجرَّة بشكل قطعي إلى الحرب. الأزمة السورية سوف تكتسب عندئذ بعداً جديداً وأكثر إثارة للخوف بعد.





http://elpais.com/elpais/2013/05/07/opinion/1367953655_620917.html

No comments:

Post a Comment