Wednesday 18 December 2013

المنسـيون




المنسـيون

بيكتور غونثالث


بعض اللاجئين استأجروا شققاً، آخرون يعيشون في فنادق أو نُزُل، بعضهم انتهى بعد  عبور الحدود إلى المخيمات التي تُشرف عليها المنظمات غير الحكومية والحكومة التركية، وأخيراً، أولئك الذين هربوا من سـوريا أيضاً بلا أي شيء، إلا ما حصَّلوه في الأشهر الأخيرة، يعيشون في حالة من النسيان.
خارج كلِّس (تركيا) أقام عدد غير محدد من السوريين مخيماُ قبل شهرين. بعضم مضى عليه أكثر من عام في المكان، آخرون وصلوا قبل يومين، والآن كلهم يعيشون في حديقة أحمد ايدغلو. أسسوا قرية من الخيام بسقوف من البلاستيك المستعمل وعوازل من الكرتون. عندما تمطر، كما في الليلة الماضية، تتداعى بيوتهم الجديدة من كل الجوانب ويكون عليهم أن يبنوها مرة أخرى. حياتهم تدور من حولها، يجلسون، يتحدثون، يدخِّنون، وينتظرون. استوعبت مدينة كلِّس قدر استطاعتها آلافاً من اللاجئين الذين هربوا من الحرب بأعداد كبيرة، ولم يكن للجميع الحظ نفسه. حركة النزوح في الصيف الماضي أرهقت السلطات التركية، التي لم تجد، وربما لم تبحث، عن حل بهذا الخصوص. في مخيم المقصورات الذي أقيم على الحدود مع ســوريا، على بعد كيلومترات قليلة من هذه الحديقة، يتلقى اللاجئون الطعام والعناية الصحية. هنا، وسط الطريق والأبنية نصف المشيدة، لا يتمتعون بهذه الامتيازات الصغيرة. غادروا وطنهم بلا أي شيء ويعيشون الآن بلا أي شيء. يشترون الطعام من المدخرات القليلة التي يملكونها، لم يزرهم أي طبيب منذ أن جاؤوا إلى هنا وللوصول إلى المستشفى الأقرب يسيرون كيلومترين على الأقل.
من الواضح أنه ليس لديهم أماكن مخصصة للنظافة الشخصية ولا الحاجات الأساسية ومطابخهم ارتُجِلَتْ بأربع قطع من الخشب والحجارة.

مهجورين وغير مطلعين. لا يعلمون ماذا سيفعلون بهم و لا إذا ما كانوا سيحصلون على أي نوع من المساعدة، لا أحد يقول لهم شيئاً. رغم ذلك، ما زالوا مضيافين، لطفاء وكرماء، كرماء جداً. قد يبدو جواً عدائياً بسبب خشونتهم للوهلة الأولى، لكنهم يفتحون لك أبواب بيوتهم بدون أن يطلبوا شيئاً في المقابل. عند الدخول إلى المخيم يتدافعون نحو الكاميرا، يقدمون الشراب وقطعاً من الطعام، يهتمون بك، من أين جئت وماذا تعمل. في الحال يقدم لك أحدهم نفسه للقيام بدور الدليل، يرطن بأربع كلمات بالانكليزية ويساعدك في البحث عن آخر يتحدث أفضل منك. يعيشون في فقر أقصى، في شك فيما سيحدث لهم،  لكن مع روح دعابة تساعدهم على الصمود. يشيرون إلى بيوتهم، إلى جبال القمامة المتراكمة والأطفال. يرونك حياتهم الجديدة، يريدون أن يشاهد الناس ذلك وأن يعلموا بما يحدث، ومن ثم، يتحركون لمساعدتهم.

يبدو أن الطبقات الاجتماعية حاضرة أيضاُ داخل مجموعة اللاجئين، حيث، ليس بسبب التمييز، وإنما بسبب التراكم، يناضل البعض أكثر حتى من البعض الآخر ليجدوا ما يعينهم على الخروج من التدهور الاجتماعي والمادي والشخصي الذي يغرقون فيه.







http://sinretorno2013.wordpress.com/2013/10/04/los-olvidados/

No comments:

Post a Comment