Sunday 24 August 2014

العزيز جيـم




العزيز جيـم


أنطونيو بامبلييغا --20 - 08 - 2014




هناك صحفيون لديهم هالة خاصة. وجيم كان واحدأ منهم. التزامه. احترافيته. إنسانيته. كل ذلك جعله يتميز عن كثيرين آخرين. في آذار| مارس 2012 دخل إلى سـوريا -بشكل غير قانوني مغامراً بحياته، كما في مرات أخرى كثيرة- من أجل توثيق ما كان يجري في الثورة. ما شاهده هناك حمله عل الاستمرار في الدخول والدخول مرة تلو أخرى من أجل أن لا ينسى العالم المأساة التي يعيشها السوريون.

لكن إذا كان ثمة من شيء قد ترك أثره في جيم، فهو ما شاهده في مدينة حلب. الحرب في ذروة امتدادها. مأساة المدنيين المخذولين. الرعب وقسوة الوحشية. التزامه حمله على البدء، على الشبكات الاجتماعية وبين الزملاء الصحفيين، بحملة رعاية للحصول على سيارة إسعاف تقدم الخدمة للمدنيين المصابين في مدينة حلب. حتى تلك اللحظة، لم يكن هناك سيارات إسعاف تقريباً والجرحى كان عليهم أن ينقلوا في سيارات الأجرة أو في السيارات الخاصة.

كان لدى جيم التزام نحو سـوريا ونحو السوريين. أظهر جيم لنا جميعاً أن عملنا مقَدَّم حتى على حيواتنا والأشخاص الأعزاء علينا. ذلك الالتزام هو ما سنتذكره نحن الذين عرفناه. ذلك الالتزام وطبيعته المحببة وابتسامته الأبدية.

لقد أظهر لنا، حتى في لحظة موته، كرامته التي لا حد لها. الكرامة التي لا يبديها قتلته الجبناء. سوف تبقى لي ذكرى صورة صديقي وهو يقوم بعمله، ذكرى صورته المتحللة في مستشفى دار الشفاء بينما كان يوثق مآسي الحرب. سوف تبقى لي ذكرى إنسانيته والتزامه.

سوف نفتقدك كثيراً يا جيم، نحن الذين عرفناك، لن ننساك أبداً.









http://unmundoenguerra.wordpress.com/2014/08/20/querido-jim/

No comments:

Post a Comment