Sunday 1 April 2018

الصفحة الفارغة



الصفحة الفارغة

نوريا اسيتا – صحيفة البريوديكو الإسبانية


في شهر آذار|مارس الجاري اكتملت سبع سنوات على بداية الحرب السورية. يُقدَّر بأن عدد الضحايا هو أربعمائة ألف على الأقل، وأن اثني عشر مليوناً من الأشخاص كان عليهم أن يفروا من بيوتهم، وأن أربعمائة ألف آخرين هم محاصرون في مناطق محاصرة كالغوطة الشرقية، حيث الحالة الإنسانية هناك حرجة بصورة خاصة.
أعترف أنه كان علي اللجوء إلى المعلومات المتوفرة على الانترنت لتذكر منشأ هذه الحرب. من المخيف التفكير بأن الشرارة التي أشعلتها كانت اعتقال مجموعة من المراهقين رسموا على الجدران شعارات ثورية ضد نظام بشار الأسـد.
تعاقبت إخفاقات محاولات وقف إطلاق النار منذ عام 2016 وكذلك نداءات المنظمات الإنسانية الدولية. إن واحداً من الألغاز الإنسانية الكبرى هو مشاهدة الكيفية التي نستطيع أن نصل فيها إلى أن نكون أصماء إلى هذه الدرجة تجاه صيحة الاستغاثة من الأخ خِيرت كابالاري، مدير اليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. لقد أصدر بياناً يائساً في أواخر شباط| فبراير الماضي وكان، بالمعنى الحرفي للكلمة، فارغاً. تصدرته جملة "ليس هناك كلمات يمكنها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم" وأنهاه متحدياً المعتدين بالعثور على كلمات تسوِّغ فظاعاتهم.
منذ أيام وأنا أفكر في ذلك. لا أعلم ما إذا كانت طريقة جيدة للفت الانتباه أو أنه الاعتراف بعجزه عن تقديم جواب آخر؟ أكان استفزاراً ليقدم المسؤولون عن الكارثة تفسيراً أو قبولاً بهزيمة الكلمة؟ هل سيكون له تأثير أكبر من صورة الطفل الذي يخرج رأسه من داخل الحقيبة والتي تصدرت صفحات الكثيرمن الصحف والنشرات الإخبارية؟ ربما نعم. ثمة الكثير من الضجيج من حولنا وسيكون أمراً جيداً في بعض الأحيان أن نتذكر أن عدداً كبيراً من المغنين الذين يصدرون أرق الألحان يحدثون أثراً جاذباً في الجمهور أكبر بكثير مما لو قاموا بالغناء بأعلى أصواتهم.
إن هذا الفراغ في الصفحة الفارغة هو ما يجب أن يُملأ بالأسئلة التي نعلمها فعلاً وبالجرأة في ردودنا.





https://www.elperiodico.com/es/opinion/20180330/la-pagina-en-blanco-articulo-nuria-iceta-guerra-en-siria-6725457

No comments:

Post a Comment