لسنا قادرين حتى على رفع أصواتنا

لسنا قادرين حتى على رفع أصواتنا

سوليداد غاييغو دياث – موقع قناة SER  الإسبانية

27-02-2018

يوجد شيء اسمه القانون الإنساني الدولي. يوجد شيء اسمه جريمة حرب وتم تعريفها من قبل محكمة نورمبرغ: تشمل، فيما تشمل، الهجوم على الأماكن المحرومة من الدفاع، كالمستشفات، وعلى الأفراد الذين يشاركون في أعمال إنسانية. في أقل من ستة أيام، تعرضت ثلاث عشرة منشأة طبية كانت تدعمها جزئياً أو كلياً منظمة أطباء بلا حدود تعرضت للقصف والتدمير في جيب الغوطة الشرقية، في سوريا، المنطقة التي أحصت فيها المنظمة غير الحكومية بنفسها خمسائة وعشرين قتيلاً وألفين وخمسمائة جريح في تلك الأيام. ثمانية وأربعون بالمائة من القتلى هم من النساء والأطفال، وكذلك هم ثمانية وخمسون بالمائة من الجرحى، وفقاً لما يشهد به مسؤولو أطباء بلا حدود. لا توجد إمدادات طبية والمهنيون الصحيون العاملون في المنطقة أفادوا بأنهم منهكون، بلا راحة ولا طعام، وسط القصف المتواصل، وبأنهم لا يستطيعون العناية بعدد متزايد باطراد من الضحايا، الذين يبقون بدون مساعدة. المسؤول عن هذا القصف هو حكومة الرئيس الأسـد، التي يتعلق الأمر وفقاً لها بعملية تحرير شرعية، عملية تهدف لاسترداد جزء من أراضيها وقع في أيدي الجهاديين. لكن الواقع هو ما هو وما يرويه المراقبون الدوليون: إنها مذبحة وحشية للمدنيين لا تُحترَم فيها أية قاعدة إنسانية. طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحددة وقفاً للنار لثلاثين يوماً، لم يحترمه الأسـد ولا حليفه الكبير، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. قبِلَ بوتين البارحة بفتح ممر إنساني لخمس ساعات فقط من أجل إخلاء الجرحى. هذا هو الأكثر إلحاحاً، بالطبع، لكن سيأتي يوم لا بد أن تكون فيه مساءلة عما حصل وسيأتي اليوم الذي يتحمل فيه الأسـد مسؤولياته عن جرائم حرب كالتي ترتكب في الغوطة. أمر غريب أن تكون عمليات قصف أقل فتكاً، كالتي حدثت في حرب أهلية أخرى، حرب إسبانيا، وفي ثلاثينيات القرن الماضي، سبباً في مظاهرات احتجاج في جميع أنحاء العالم. انقضت مائة سنة ونحن الآن غير قادرين حتى على رفع أصواتنا.

http://cadenaser.com/programa/2018/02/27/hoy_por_hoy/1519696207_066097.html