Saturday 15 December 2012

تصعيد في سوريا




مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية بتاريخ 14-12-2012

تصعيد في سوريا

الاعتراف بالمعارضة يجب أن يحمل على مساعدة الثوار عسكرياً

ابتُليَت سوريا بحرب أهلية قاسية هي في الآن نفسه أزمة إقليمية، مواجهة مسلحة تجمع إيران والشيعة بمواجهة العربية السعودية والسنة.  وعلى نهايتها -ونهايتها لن تكون فقط مع سقوط بشار الأسـد ونظامه-، سيعتمد توازن القوى والاستقرار في المنطقة. بعد واحد وعشرين شهراً من الانتفاض ضد هذا النظام الديكتاتوري الشرس ومن السحق الوحشي للثوار من قِبَل قوات النظام، تتحول الأمور ضد هذا الأخير، في تصعيد عسكري وديبلوماسي على حد سواء. فعلى الأرض، يتقدم الثوار، وفي المسرح الدولي، تم الاعتراف بالمعارضة، المتوحدة أخيراً حول الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، كممثل شرعي وحيد من قبل مائة بلد -اجتمعوا في مراكش الأربعاء الماضي- بدءاً بالولايات المتحدة سيراً على خطى الأوروبيين.
حالياً ليس لهذا الاعتراف الديبلوماسي من تبعات عسكرية بالنسبة للجيش السوري الحر، رغم أنه يقوِّض فكرة الحل السياسي للأزمة في مقابل القتال حتى الموت. بالقدر الذي تزداد فيه قوة الثوار، يستخدم النظام ضدهم وضد السكان المدنيين أسلحة أكثر فتكاً. أولاً كانت المدفعية الثقيلة، بعد ذلك، الطيران، والآن، وفق اتهام الولايات المتحدة، صواريخ سكود. يجب أن يعلم الأسـد أنه لن يستطيع استخدام الأسلحة الكيميائية بدون أن يجلب الدمار على نفسه وعلى من معه.
يشهد العالم، غير عابئ تقريباً، هذه المذبحة. الغربيون لا يطرحون، رغم أن ذلك يتوجب عليهم، إقامة منطقة حظر جوي تتيح للثوار بيئة أفضل وخنق الأسـد. لأن سوريا ليست ليبيا. ليس هناك، إذاً، مصادقة من الأمم المتحدة "على التدخل" جراء معارضة الصين، وروسيا، التي أخذت تقتنع، رغم ذلك، بحتمية سقوط الأسد. كما أن سوريا تمتلك أنظمة مضادة للطيران قوية. علاوة على ذلك، يتردد الغرب في إرسال الأسلحة إلى الثوار جراء الخوف من وقوعها في أيدي الجهاديين الأجانب، المرتبطين بالقاعدة، الناشطين جداً في هذه الحرب، والذين سيتوجب مواجهتهم فيما بعد. إنهما العربية السعودية وقطر من يقومان بتجهيز الجيش السوري الحر بالأسلحة الحديثة.
إنَّ لعدم التدخل حدوداً. الاعتراف بالمعارضة السورية يجب أن يكون مصحوباً بالإرسال، المسيطر عليه، للأسلحة إلى أولئك الذين يناضلون على الأرض ضد الأسـد. الغربيون، المتعبون، يتقدمون نحو انخراط خجول. يمكن أن يصلوا متأخرين.




 

No comments:

Post a Comment