Sunday 30 December 2012

هجوم ديبلوماسـي




مقالة افتتاحية في صحيفة الباييس الإسبانية 28-12-2012

هجوم ديبلوماسـي

الضعف المتزايد للأسـد يتيح لموسكو دوراً أساسياً في البحث عن حل في سـوريا


الخسارة المتواصلة للأرض من قِبَل دمشق، والتقدم العسكري للثوار واستخدامهم المطرد الأكثر فعالية للسلاح، وضعف النظام الديكتاتوري الذي تشير إليه انشقاقات متتالية لرتب عليا (آخرها، للواءٍ في الشرطة العسكرية مسؤولٍ عن منع إتمامها) تغذي العاصفة  الديبلوماسية في الأيام الأخيرة بحثاً عن حل سياسي للأزمة الأكثر عنفاً من بين تلك التي تطبع بطابعها صحوة العالم العربي.
موسكو، داعمة دمشق بامتياز، التي يصل إليها غداً وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية، الإبراهيمي، بعد مقابلته مع الديكتاتور السوري، تحصل على دور رئيس في هذه الدوامة. من الواضح أن شيئاً لم يتغير في الموقف الروسي حول سوريا، باستثناء حقيقة أن نائب وزير خارجيتها أشار للمرة الأولى إلى أنه لم يعد ممكناً استبعاد انتصار عسكري للمتمردين. ليس وارداً، مع ذلك، إيجاد حل للأزمة يحتفظ بأي دور للأسـد، كما يسعى إلى ذلك الكرملين من أجل عدم إعطاء انطباع بأن "موقفه" يتزعزع تجاه التغيير الحتمي للنظام. الجبهة المعارضة السورية، التي نالت اعترافاً غربياً وعربياً واسعاً كممثل لشعبها، نقلت بشكل لا لبس فيه للإبراهيمي أنها لا تقبل أي دور للطاغية الدموي. بات مصير الأسـد محسوماً بعد حوالى عامين وما يقرب من خمسين ألف قتيل على ما كان قد بدأ احتجاجاً سلمياً ضد نظام ديكتاتوري وراثي. إن مصيره الشخصي، حتى لو بدا في المدى القريب بأنه العقدة المستعصية للحل، يصبح غير ذي صلة بالموضوع بشكل متزايد.
الأمر الأكثر أهمية وفق أية وجهة نظر هو الحيلولة دون انحدار هذا البلد العربي إلى الفوضى المطلقة حالما تتم تصفية نظام الطغيان. إن إطالة أمد هذا الصراع الوحشي، التي ساهم فيها بشكل حاسم عدم فعالية مجلس الأمن ونفاق القوى الغربية، أخذ يحوِّل سوريا إلى مسرح يزداد انفلاتاً، حيث تتحارب مجموعات وفصائل، بعضها جهادية، ذوات أهداف ومشاريع مختلفة. هذا الظرف يجعل من الملح إيجاد تفاهم بين القوى الدولية والإقليمية، يذهب إلى ما هو أبعد من البلاغة اللفظية. كذلك فإن من المهم لروسيا، كما هو لجيران سـوريا وبطبيعة الحال لأوروبا والولايات المتحدة، الحفاظ على وحدة البلاد والحؤول دون أن تقع ترساناتها الكيميائية في أيدي الإرهابيين أو أن يجتاح حمام الدم على نحو مميت لبنان أو الأردن.








http://elpais.com/elpais/2012/12/27/opinion/1356639094_925706.html

No comments:

Post a Comment