Friday 3 January 2014

عن ثورة الكرامة




عن ثورة الكرامة

حوار مع المستعربة الإسبانية نعومي راميريث دياث


نعومي راميريث دياث، مستعربة، مرشحة لدرجة الدكتوراة في جامعة مدريد المستقلة ومتخصصة في شوؤون سـوريا، التي أمضت فيها عاماً تدرس العربية وتتعلم عن البلد والمجتمع، مؤلفة مدونة تراجم الثورة السورية Traducciones de La Revolucion Siriaومؤلفة مشاركة في مدونة الأخوان المسلمين Hermanos Musulmanes، وهي مرصد للمنظمة الإسلامية. نشرت العديد من المقالات الأكاديمية عن الثورة وحضرت مؤتمرات محلية ودولية لتقديم عملها.
- وجدنا صعوبات جمة، في أوساط النشاط المسيس أكثر مما هي بين بقية السكان المدنيين، للاقتناع بأن الانتفاضة السورية كانت ثورة شعبية حقيقية جاءت من الأسفل. بل إننا وجدنا من يؤكد أن كل شيء كان عمل متآمرين أجانب. أنت تعرفين جيداً هذه الثورة، فهل يمكنك مَوضَعَة أصل الثورة المدنية وأشكال النضال التي تبنتها؟
أول ما يمكنني قوله هو إن الثورة السورية فاجأتنا جميعاً، محللين، سياسيين، والسوريين أنفسهم في الخارج والداخل، إذ، بخلاف تونس ومصر حيث كان للنشاط النقابي تجارب سابقة، ومن ثم، كان للنضال الاجتماعي بعض القواعد لينطلق منها وبضاعة مزجاة، فإنه في الحالة السورية، بعد القمع القاسي لتمرد أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، الذي قاده الإسلاميون، ولكنه لم يكن حكراً عليهم، كان كل خيار للمعارضة قد قضي عليه. الخوف من تكرار ذلك السيناريو، مضافاً إليه الخوف من مجرد الكلام في السياسة حتى في المحيط العائلي، كانا كافيين لكي لا يتجرأ المرء على أن ينبس ببنت شفة بحق "القائد".
قلت هذا، و لا يزال حدوث المظاهرة الأولى يفاجئنا، آخذين في الحسبان أن الدعوات على الشبكات الاجتماعية إلى "يوم غضب" لم تكن ناجحة وأن أقصى ما تم تحقيقه كان اعتصامات احتجاج على القمع في ليبيا. في سوق دمشقي، في أواسط شباط| فبراير 2011، أحاطت مجموعة من الأشخاص بمشهد فيه رجل شرطة كان قد تحدث لتوه بطريقة مهينة مع أحد التجار وصرخوا بصوت واحد "الشعب السوري ما بينذل" و "الموت ولا المذلة"، صرخات تكررت بعد شهر في درعا، جنوب البلاد.
هناك، رسم بعض المراهقين على الجدران الشعارات التي كانوا يسمعونها في التلفاز من ميدان التحرير: "جاء دورك يا بشار"، "الشعب يريد إسقاط النظام" إلخ. هؤلاء الشبان اعتُقِلوا وعُذبوا وعندما ذهب آباؤهم لاستعادتهم قُدم لهم جواب يمس بالشرف، الحاضر بقوة في منطقة قبائلية. ذلك فجّر مظاهرات رفض ضد النظام الذي لم يتردد في إطلاق النار ومحاصرة المدينة، باعثاً على التضامن من مدن أخرى في الوطن السوري مع درعا: "يا درعا نحن معك" ، "فكوا الحصار عن درعا"، إلخ.
جميع هذه المظاهرات كان بينها شيء مشترك: صيحة "سلمية". وفيها كانت تتأكد وحدة الشعب ضد الإذلال وغياب الحرية: "الشعب السوري واحد". الدعوات إلى إسقاط النظام سوف تأتي فيما بعد. لذلك سُميت الثورة السورية بثورة الكرامة.
- ماذا كان رد النظام على ذلك؟ ما هو حجم المذبحة؟ ما هو الدعم الخارجي الذي لاقاه؟
كما كنت أقول، كان النظام قليل الذكاء. ليسوا قلة الذين يعتقدون أنه لو كان أعاد الفتية سالمين وأطلق الحريات والتنافس السياسي الحقيقي، فإن بشار كان سيبقى بسهولة. إلا أن العنف ضد المتظاهرين العزل كان السياسة التي تم اتباعها.
ليس هذا فحسب، فلممارسة ذلك العنف حظي النظام بمساعدة لا تقدر بثمن من السلاح الروسي (الذي يُسلم إليه "وفق اتفاقيات وُقِّعت سابقاً" كما تقول التصريحات الرسمية)، ومن مقاتلي حزب الله اللبناني (التي اعترف بها زعيمه)، والمساعدة ذات الطبيعة الاستخباراتية (للتجسس على النشاط المعلوماتي على شبكة الانترنت وتحديد هوية الناشطين) والمدد بأعضاء الحرس الثوري من إيران. هذا هو التدخل الذي حدث منذ الأسابيع الأولى في سـوريا وما زال مستمراً في يومنا هذا.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم النظام مجموعات شبه عسكرية ذات طابع طائفي لارتكاب مجازر تحرض على الكراهية الطائفية وتسبب الانقسام، كما يشتبه في أن ذلك يحدث مع الفرع السوري من الـPKK  التركي، الـ PYD  ، من أجل خلخلة العلاقات بين العرب والأكراد في سـوريا.
توجد علاوة على ذلك شائعات عن العلاقات بين النظام وجبهة النصرة، التي كان يمكن أن تكون صحيحة في البداية، بالنظر إلى أن نواة هذه المجموعة تشكلت من بعض السجناء المحررين من قبل النظام في مراسيم عفوه، ومع الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث أن هذه تحولت إلى عقبة حقيقية بالنسبة للثورة وللصحفيين الذين يغطون الوضع وللمبادى الأساسية التي خُرِجَ من أجلها: الحرية والكرامة.
أخيراً، حظي النظام بجهاز قوي للدعاية الإعلامية قادته قنوات تسمى بديلة من قبل جزء من قطاعات معينة من اليسار التي تستمر في رؤية العالم في صيغة مانوية تعدُّ تقدمياً  كل ما ينتصب مناهضاً للإمبريالية (ضد الإمبريالية الأمريكية، وليس الروسية، على سبيل المثال) أو مناهضاً لإسرائيل (النظام السوري، باسم عجزه عن تحقيق التكافؤ   الاستراتيجي مع جاره المحتل، لم يفعل شيئاً في سبيل استعادة الجولان، من بين أشياء أخرى)، ويقول إنه اشتراكي علاوة على ذلك. في السياق نفسه، ورغم أن خطاب الولايات المتحدة هو مجرد كلمات، كما أثبت ذلك بوضوح الفصل الأخير المتعلق بالأسلحة الكيميائية، إلا أن اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً من الناحية اللفظية ضد مجازر النظام ضد الشعب سيُعد أمراً سيئاً وسعياً فقط وراء حجج للتدخل في سـوريا، باعتبارها عنصراً أساسياً في محور الشر. هذا الجهاز الدعائي الذي نفى بشكل منهجي المجازر والقتلى وحقيقة النظام الاستبدادي خدم آل الأسـد من أجل تعزيز صورتهم كضامنين للاستقرار ضد "مزعزعي الاستقرار" الذين يسعون إلى إضعاف سوريا، وُفق خطابهم هذا.
الأمر المؤكد والذي لا يمكن نكرانه هو أن سـوريا حصدت أكثر من مائة ألف قتيل، مليونين من اللاجئين، وآلاف المعتقلين والمختفين، ويبدو أن العالم قد شاهد ذلك فقط عند حدوث التهديد المزيف بالتدخل. إن مستوى المذبحة لا يمكن الإحاطة به، وإلى ذلك يجب أن تُضاف حاجات النازحين واللاجئين، ولاسيما الأطفال، الذين يعاني الكثير منهم من خطر سوء تغذية حقيقي.
- في التجمعات الكثيرة التي حدثت في شارع باسيو ديل برادو Paseo del Prado أمام السفارة "السورية" كان واحد من الهتافات الأكثر تردداً "الأسد يقتل وأوروبا (إسبانيا أو العالم) يتفرج". لوحظ أن هناك غضباً قوياً تجاه المجتمع الدولي وبشكل خاص تجاه الدول التي تقول إنها "صديقة" الثورة. على العكس من ذلك، يؤكد موالو الأسـد، سواء أكانوا من بين قطاعات من اليسار أو من اليمين المتطرف، أن كل شيء هو من تدبير الولايات المتحدة. كيف ترين ذلك أنتِ، هلى دُعمت الثورة السورية حقيقة أم أنها تُركت لمصيرها من قبل "الغرب"، العربية السعودية، إلخ؟
كما يُستنتج مما سبق، فإن "أصدقاء سـوريا" هم أسوأ أعدائها، فهم من جانب يغذون الدعاية المناهضة للتدخل والمؤيدة للإبادة، ومن جانب آخر يعطون آمالاً زائفة لمن يرون أنفسهم وحيدين. منذ البداية، طلب السوريون حظراً جوياً لرؤيتهم أن قوة النظام توجد في قواته الجوية بعد بداية الانشقاقات في الجنود المشاة الذين رفضوا قتل المتظاهرين السلميين والعزل. طلبوا أيضاً إقامة ممرات إنسانية. لم يحصل ذلك قط. أيضاً طُلِبَ التدخل خلال فترة معينة، نعم، لكنهم أُحبطوا سريعاً وطلبوا تسليح الجيش السوري الحر لكي يتمكنوا من الإطاحة بالنظام هم أنفسهم بواسطة أسلحة يمكن أن تواجه قدراته. لم يُفعل ذلك أيضاً: الأسلحة التي وصلت لا تفيد في وقف عمليات القصف من الجو، على سبيل المثال، ومن يمتلك أسلحة أفضل هم الجهاديون، الذين ترعاهم دول لا تريد مساعدة الثورة، وإنما نشر رؤيتها الخاصة الرجعية للإسلام.
مع هذه البانوراما، لا شيء يمكن انتظاره من "أصدقاء سـوريا". ولنتذكر أن إسبانيا، على سبيل المثال، أرسلت بيرناردينو ليون في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع الأسـد، الأمر الذي يظهر أن إسبانيا، بالرغم من كونها بلداً ثانوياً في هذا الموضوع المتعلق بالسياسة الدولية، إلا أنه لم يكن لديها أية رغبة في أن تنتصر الثورة ولا في أن يسقط الأسـد. الولايات المتحدة لا تريد أن يكون عليها أن تبحث عن بدائل لكلب حراستها الذي حافظ بحرص كبير على الحدود مع الجولان هادئة، روسيا تريد الحفاظ على نفوذها في سـوريا، أمر يمكن استبعاده إذا سقط النظام بالنظر إلى تورطها المباشر، إسرائيل ليس عندها مشكلة في الاعتراف بأن سقوط الأسـد لن ينفعها (رغم أن بعض المجموعات السياسية لا ترى ذلك واضحاً تماماً). لماذا مساعدة الثورة إذن؟ الأمر الأكثر راحة هو الإبقاء على نزف داخلي في سـوريا لا يكسب فيه أي طرف من الأطراف، لكن من غير أن يَضعُف أحد هذه الأطراف إلى درجة تشكل تهديداً لمصالح أحد اللاعبين الدوليين.
- مؤخراً ظهرت أيضاً أصوات ناقدة ترى أن الثورة تغيرت جراء عسكرة المقاومة والدور الرئيسي الذي تلعبه المجموعات المسلحة الجهادية؛ أيضاً يقول البعض إن الثورة المدنية قد اختفت. انطباعنا هو شيء آخر، يبدو لنا أن العسكرة، الخطيرة دائماً، فُرضت بسبب ظروف القمع العسكري الشرس ولحاجات الدفاع الذاتي، وأن الثورة المدنية مازالت حية وأنها لم تُبتلع من قبل الجهادية الرجعية وإنما تميل للمواجهة معها بطريقة أكثر وضوحاً بشكل متزايد، لكنها انطباعات من بعيد. نود أن نعرف وجهة نظرك، الأكثر معرفة والتزاماً، حول هذه الأوجه الثلاثة وارتباطاتها: العسكرة، الوجود العسكري للجماعات القريبة من  القاعدة أو ما شابهها و حالة المعارضة المدنية.
في المقام الأول، يجب أن لا ننسى أن نواة الثورة، نشأتها  وجوهرها، هي المقاومة المدنية، التي بدأت بشكل تلقائي، لكنها لم تتأخر في البحث عن طرق لتنظيم نفسها في المسماة لجان التنسيق المحلية من أجل التمكن من الدعوة إلى مظاهرات في نقاط آمنة إلى هذا الحد أو ذاك، الدعوة إلى إضرابات عامة تضعف النظام من الناحية الاقتصادية، مساعدة المصابين في المستشفيات الميدانية السرية، طلب التبرع بالدم، وما لا نهاية له من نشاطات لا نستطيع حصرها. اليوم، في ما يسمى بالمناطق المحررة، حيث ينعدم وجود النظام باستثناء  القصف الجوي الذي وصل إلى حد أن يكون ببراميل الديناميت وصواريخ السكود، هذه المعارضة المدنية، الروح الأصلية للثورة، تنتظم في لجان محلية مسؤولة عن توجيه المسائل الإدارية، من الحكم المحلي إلى إنشاء المدارس لكي لا يضيع الأطفال دراستهم. إضافة إلى ذلك، هي مسؤولة عن تنسيق المسائل الأمنية مع الكتائب المحلية (ليس من غير توترات، خاصة في البداية) المنتسبة إلى الجيش السوري الحر.
توجد، بالإضافة الى ذلك، كتائب أخرى لا تنضوي تحت مظلة الجيش السوري الحر، كبعض الكتائب الكردية التي تحمي المناطق التي يشكل فيها الكرد أغلبية، وبعض الكتائب الإسلامية التي لا تنتسب إلى المبادىء الأكثر ميلاً للعلمانية في الجيش السوري الحر، بالرغم من وجود بعض الكتائب الكردية والإسلامية في الجيش الحر.
أخيراً، لدينا الجهاديون، الذين لن أقول إنهم سرطان، لكونهم دخلاء على النسيج السوري، لكنهم بالفعل يشكلون عائقاً حقيقياً أمام استمرار النشاط المدني (كل ناشط أو طبيب هو مهدد أو مقتول حتى) وتحقيق الأهداف الثورية، ذلك أن مسلَّماتهم المتشددة  ليست متطابقة لا مع المجتمع ولا مع تطلعاته. أكثر من ذلك، إن هدفهم هو خلق إمارتهم الخاصة. على أحد الجدران كان من الممكن قراءة "الخلافة الإسلامية أو نحرق العالم" في محاكاة لكتابات مقاتلي ومرتزقة النظام التي تقول: "الأسـد أو نحرق البلد". وهكذا، توقفوا عن تحرير الأرض ومقاتلة النظام من أجل التفرغ إلى مشاريعهم الخاصة بإقامة حكومة من القرون الوسطى.
ليست لجان التنسيق والمدنيون فقط هم الذين دانوا وجودهم وأفعالهم، بل حتى الجسم الرئيسي للمعارضة السياسية في الخارج -المنقاد دائماً وراء ما يحدث في الداخل- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أنكر أن تكون الدولة الإسلامية في العراق والشام جزأً من الثورة أو أن تكون على الخط نفسه مع تطلعاتها، ودان ممارساتها.
- نحن الذين نشعر بالحاجة الملحة إلى التضامن مع الشعب السوري يجب أن نجتهد لايجاد وخلق طرق لممارسته، إنه جزء من واجبنا، لكن ربما يمكنك أنتِ أن تشيري إلى بعض الطرق التي يمكننا اتباعها في سبيل ذلك، ما هي الجمعيات التي يمكنها توصيل المساعدات، إلخ.
من غير شك توجد آليات عدة، على أن لا تكون الرسمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة التي تمر عبر النظام السوري، وبالتالي، لا تصل إلى من يستحقها بحق، إضافة إلى أنها تبقيه طرفاً شرعياً في الصراع. في إسبانيا، مثلاً، جمعية دعم الشعب السوري وهي منظمة غير حكومية بدون توجه سياسي تتخصص في تنظيم إرسال المساعدات الانسانية: المواد الطبية والصحية، الثياب، الأغطية، أغذية الأطفال، وتحتاج إلى تبرعات عينية لكن أيضاً مالية لتغطية نفقات الشحنات. من جانبه، التيار الأحمر Corriente Roja أظهر استعداداً لتوصيل المساعدات الاقتصادية إلى لجان التنسيق والمجالس المحلية حتى لا يضمحل النشاط المدني جرّاء نقص الموارد.
- نظراً لمعرفتك الواسعة حول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بودنا أن تعرف رأيك في واحد من أوجه الثورات التي جرت في المنطقة يهمنا كثيراً، طبيعتها العابرة للأوطان. البعض يعتبر أن بعض الانتفاضات كانت جديرة بالدعم، كما في مصر وتونس، لكن البعض الآخر يراها مضادة للثورة، كما في سوريا وليبيا. انطباعنا هو أنها جميعاً، سواء حدثت في سوريا أو في البحرين، ثورات مدفوعة بمشاعر الكرامة والحرية والعدالة، ضد أنظمة كريهة، سواء كانت هذه على علاقة حسنة أو سيئة مع حكام الولايات المتحدة، إسرائيل، أو العربية السعودية. بدون شك، كلها كان لها تأصل قوي في أحوال كل دولة. لكن هل يمكن اعتبارها في آن معاً حدثاً مهماً ذا بعد عابر للأوطان، إقليمي اذا شئت، لكن ذا تأثير على بلدان مثل إسبانيا، تركيا، أو البرازيل، أو حتى الولايات المتحدة ( كما في حركة Occupy Wall Street ) أو لا؟
أود أن أوضح أن الثورة المضادة هي إنكار الثورات، التدخل لوقفها، ليس فقط كما تفعل إيران وروسيا وحزب الله في سوريا، وإنما أيضاً كما فعلت العربية السعودية في البحرين، وبالرغم من من التناقض الظاهر، كما فعل الناتو في ليبيا. طريقة نزع الشرعية عن هذه الانتفاضات كانت التدخل والتحول إلى جيش لواحدة منها (مع تجنب موضوع العقود النفطية)، عن معرفةٍ أيضاً بأن هذا سيعني انتكاسة واضحة بالنسبة للثورة في سـوريا، العنصر الأساسي في التغيير في الشرق الاوسط بسبب تحالفاتها الخاصة. لا أقول بهذا إن الثورة الليبية لم تكن ثورة ولم تكن شرعية، لايسيئن أحد تفسير كلامي، وإنما كان استخدامها سلبياً.
الثورة المضادة أيضاً هي دعم هذه أو تلك من المجموعات وفق المصالح الخاصة أو تقديم الصورة الأكثر ملاءمة عن الثورات، كما فعلت بعض وسائل الاعلام. الثورة المضادة هي القيام بانقلاب عسكري ضد حكومة منتخبة، بألف خطأ وخطأ، إلا أنها اختيرت كرمز للتغيير.
من وجهة نظري، لم نتعلم بما فيه الكفاية من الحراك في العالم العربي. تم التأكيد على استعمال الشبكات الاجتماعية، لكن هربت التفاصيل والمشاعر والاهتزازات التي وصلت من هناك وما زالت تصل.
أود التفكير بأن تجمعات حركة ام 15 في ساحة سول (مدريد) استلهمت، على سبيل المثال، ساحة التحرير (بالفعل رأيتُ لافتة في وقتها كانت تقول: من التحرير إلى سول) والشيء نفسه حدث في نقاط أخرى في العالم، كما في حركة Occupy Wall Street الشهيرة، لكنني أعتقد أن القوى المضادة للثورة ربحت المعركة وأن هذه النماذج من الحراك الشعبي لم تعد مثالاً بالنسبة للكثيرين. في يومنا هذا، تخلى الكثيرون عن مساندة الثورة في سـوريا، "لأنها حرب" وأنا دائماً أوضح، "إنها ثورة حولها النظام إلى حرب، حرب ضد الشعب".




http://www.rebelion.org/noticia.php?id=177851&titular=la-revoluci%F3n-de-la-dignidad-

No comments:

Post a Comment