Tuesday 28 January 2014

رأس الطاغية




رأس الطاغية

لويس باسيتس- صحيفة الباييس الإسبانية


التفاوض ليس نقيضاً للمجابهة دائماً. في بعض الأحيان هو استكمال لها. وهذا ما يحدث في مؤتمر السلام الذي بدأ هذا الأسبوع في سويسرا بهدف إنهاء الحرب الأهلية في سـوريا برعاية الأمم المتحدة وبحضور ممثلين عن نظام بشار الأسـد كما عن قسم من المعارضة  المسلحة.
لا ينتظر النظام شيئاً من هذا التفاوض، باستثناء شراء الوقت. كان قد اشتراه عندما استخدم الأسلحة الكيميائية ونجم عن ذلك قرار الأمم المتحدة بتدميرها الذي حال دون إمكانية وقوع هجوم كذلك الذي أنهى القذافي. ويشتريه الآن عندما يذهب للجلوس مع المعارضة لكي يرفض فكرة حكومة انتقالية لا تكون مُترأسةً من قِبَل الرئيس القاتل الذي هو الأسـد.
رحيله هو بالنسبة للمعارضة شرط مسبق، وهدف يتفق مع هدف العربية السعودية وقطر، وبطبيعة الحال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. رأس الأسـد هو ورقة لعب ذات قيمة كبيرة، إلى حد أن ظهوره على طاولة اللعب حال دون حضور إيران. ليكون حضور نظام آيات الله مقبولاً في جنيف كان لا بد من أن يقبل بعزل المسؤول الأكبر عن مائة وثلاثين ألف قتيل، وعن الهجمات الكيميائية، وعن ملايين النازحين، وعن هول صور 11000 جثة تعرضت للتعذيب بشكل وحشي ووثَّقتها قطر عشية المؤتمر.
حسن روحاني، الرئيس الانفتاحي لإيران، لا يرى الأمور على هذا النحو، كما أوضح ذلك في مؤتمر دافوس، في سويسرا نفسها، حيث واصل الهجمة الديبلوماسية التي صاحبت حتى هذه اللحظة مفاوضاته النووية الموفقة والرفع التدريجي للعقوبات الغربية. روحاني قام بدوره تحت رقابة القوى الفعلية، أي القائد الأعلى، علي خامنئي، وحرس الثورة، المستعدين للتنازل في البرنامج النووي بسبب المصالح الاقتصادية، لكن ليس لخسارة منطقة نفوذهم في ســوريا ولبنان. اهتمامهم هو حلف للجميع ضد إرهاب القاعدة، التي تزداد قوة داخل المعارضة المسلحة. من الواضح أن لا شيء يخدم الأسـد أفضل من الدور الرئيسي الدموي الذي تلعبه الجهادية.
إقامة الممرات الإنسانية لاحقاً وتبادل السجناء وإعلان وقف إطلاق النار في مدن محددة تكفي لتبرير انعقاد المؤتمر. لكن ما يجمع الأربعين بلداً مشاركاً هو رأس الطاغية، بعضهم لإنقاذه وآخرون لقطعه. وحالما يخسر قيمته في نظر من يدعمونه، روسيا هي أكثرمن يفعل ذلك، فإنه سوف يتحول إلى عملة للتبادل وسيسمح ذلك بانتهاء الصراع. وهذا، في نهاية المطاف، هو مسألة وقت فقط. المشكلة هي معرفة كم يتبقى لسـوريا لكي لا تغرق في عاصفة الدم والنار في هذه الحرب الأهلية التي سوف تكمل عامها الثالث قريباً.






http://elpais.com/elpais/2014/01/24/opinion/1390588030_420469.html

No comments:

Post a Comment