" ليس هناك أحد
بمنأى عن مراقبة الحكومة "
ليلى نشواتي – بيريوديسمو اومانو
" حتى الناس الذين أتواصل
معهم منذ شهور لا يعرفون هويتي الحقيقية ، و مع ذلك يبقى الأمر محفوفاً بالمخاطر .
لقد أظهروا صفحتي على الانترنت في التلفزيون السوري و قالوا إنني جاسوس إسرائيلي و
شاذ جنسياً " (من الأمور الشائعة لــدى النظام السوري أن يستعمل وصف "
الشاذ جنسيا " كإهانة للحط من قيمة معارضيه . هذه هي كلمات ناشط دمشقي يسمي
نفسه “ Alexander Page “ وقد تحـدث مـع " بريوديسمو اومانو " حول
يوميات نشاطه هو و كثيرين آخرين في نضالهم ضد النظام الذي تحول إلى آلة قتل لشعبه
.
ليس هناك أحد في
سوريا بمنأى عن الرقابة التي تبسطها الحكومة من أجل متابعة تحركات مواطنيها . في البؤر
التي ظهرت فيها الاحتجاجات هناك كاميرات تصور المتظاهرين و من ثم تقوم السلطات
بالبحث فيها من أجل تحديد هوياتهم و اعتقالهم . كل الاتصالات تحت السيطرة و خاصة
الدولية منها ، أما الأكثر خطورة ، فهي الاتصالات عن طريق الهواتف المتحركة .
سؤال : إذاً
الناشطون السوريون لا يستعملون الهواتف المتحركة من أجل التواصل ؟
الكساندر : و لا
الهواتف المتحركة ( المتصلة بالأقمار الصناعية ) ، و لا الخطوط الأرضية الثابتة .
إن أول شيء تفعله الحكومة عندما يكون لديها أدنى اشتباه بأن أحداً ما شارك في
مظاهرات هو الدخول إلى كل محادثاته الهاتفية .
سؤال : كيف
تتواصلون إذن ؟
الكساندر : نستعمل
الهاتف فقط من أجل أمـور محددة و دائماً نتحدث بالرموز ، كأن نقول " سوف
نلتقي عند ماجد بعد ظهر اليوم " بعد
أن نكون قد اتفقنا مسبقاً على أن ( ماجد ) هو مكان أو ساحة محددان سوف نتظاهر
فيهما . فيما عدا ذلك ، فإن " سكايب
" هو الأكثر أماناً ، و لكن ليس في كل الأحوال . نستخدم سكايب من أجل المحادثات
الصوتية ، لأن المحادثات الصوتية أكثر
صعوبة في فك تشفيرها . في مقابل ذلك فإن المحادثة الكتابية على سكايب يسهل فك
تشفيرها .
سؤال : هل تحمون
أنفسكم بطريقة ما ؟ هل تستعملون “ Tor “ (
شبكة المجهولية ) أو أية أداة أخرى من أجل الحؤول دون تتبعهم لكم ؟
الكساندر : الكثيرون
منــا يستعملون شــبكة خاصة افتراضية تقــوم
بتشــفير المعــلومات ( و هي شبكة تسمح
بامتداد الشبكة المحلية على شبكة عامة أو غير مسيطر عليها و تسمح بالاتصال من مكان
بعيد ) . في الوقت الحاضر هذا هو الطريق الأكثر أمــانا .
سؤال : هل
تستخدمون شبكة اجتماعية معينة على وجه الخصوص من أجل العمل ، و نشر عملكم ؟
الكساندر : تويتر
هو الأكثر فائدة لأنه يسمح باستعمال ( الغفلية ) الشخصية المجهولة . يمكــن للمــرء
أن يســجل فـي تويـتر باســم مســتعار و بأيـة
صـورة للمـلف الشــخصي ( البروفايل ) ، و
قد كان هذا أمراً عملياً جداً بالنسبة لنا من أجل نقل أخبار المظاهرات في وقت
حدوثها الحقيقي ، من على الأرض . و أيضاً من أجل جذب المزيد من الناس ، من المستعملين
الآخرين لتويتر في كل مدينة ، إلى
المظاهرات . عند رواية هذه الأخبار أو مشاركتها ، يتم خلق أثر ككرة الثلج التي
تجعل المزيد من الناس يفقدون الخوف و يتشجعون للانضمام ... كما أننا نستخدم الفيس
بوك أيضا .
سؤال : لكن الفيس
بوك لا يسمح باستعمال الشخصية المجهولة ؟
الكساندر : هذا
صحيح ، لكن كلنا تقريباً قمنا بخلق ملفات شخصيات وهمية .
سؤال : هذا يعني
أنه في أية لحظة ، و بالاستناد إلى شروط الاستعمال في الفيس بوك ، يمكن لهم إغلاق بروفايلاتكم أو صفحاتكم و مجموعاتكم .
الكساندر : نعم ،
نحن معرضون لهذا الأمر. و لهذا فإننا نحاول إعادة توجيه كل الناس الذين يطلعون على صفحاتنا على الفيس بوك إلى تويتر ، فهو
هو الأداة الأفضل من أجل التشارك في الأخبار أو المعلومات المحدثة . في الفيس بوك الشيء
الأكثر إفادة لنا هو المجموعات السرية . حيث نستطيع خلق لقاءات و نقاشات حول عملية
التنظيم و الاستراتيجيات التي يجب أن نتبعها ، و لدينا قاعدة بأن لا يتم قبول أكثر
من 100 شخص في المجموعة الواحدة . إنها طريقة لمحاولة منع تسرب المعلومات . لكنها تتسرب
بالرغم من ذلك . لا ينقصنا الجواسيس الذي يتسللون إلى المجموعة من أجل محاولة كشف هوياتنا و الوشاية بنا .
سؤال : إذن في هذه
المجموعات أنتم تقومون بتنظيم المظاهرات و أماكن الالتقاء ...
الكساندر : في
الحقيقة ، لكي أكون صريحاً ، ليس هناك الكثير من التنظيم للمظاهرات . إنها تحدث
بشكل تلقائي في أماكن محددة حيث اعتاد الناس على التجمع في أوقات معينة من اليوم ،
خاصة في أوقات الصلاة ، و لا سيما في رمضان ... لكنني أؤكد لك أن الصبغة الدينية ليست
غالبة ، حيث تجدين مسلمين و مسيحيين و أناساً لا تلتزم بأي دين على الإطلاق .
المساجد هي مكان للالتقاء لأن من الصعب على النظام أن يمنع الناس من حضور الصلوات
، إنه أمر لا يمكن منعه ببساطة في بلد غالبيته مسلمة . رغم أنهم يحاولون ذلك على
نحو متزايد . في صباح هذا اليوم فرضوا حظراً للتجول في وقت صلاة الفجر و اغتنموا
هذه الساعات من أجل اعتقال مئات الأشخاص في دمشق .
سؤال : مـا هـو العمل
الذي تقومون بـه علـى الأرض عندما تكونـون في خضم المظاهرات ؟
الكساندر : نحاول
اجتذاب أكبر عدد ممكن من الناس ثم إظهار
ما يجري عبر تويتر ، نسجل كل المواد التي نستطيع عبر هواتفنا النقالة ، بما فيها
التاريخ و الأماكن . نقوم بعمل توثيقي ، بجمع الأدلة من أجل أن تتشارك وسائل
الإعلام هذه المواد باعتبارها مصدراً موثوقاً . و دائماً نحاول بذل قصارى جهدنا
لكي لا تُشاهَد الوجوه التي تظهر في الفيديوهات . نصور من الخلف و عندما يظهر وجه
ما نحاول محوه لاحقاً عندما نقوم بالإعداد .
سؤال : أنت تخاطر
كثيراً ، الكساندر . هل تتعرض لتهديدات ؟
الكساندر : أعاني
منها يومياً ، أتلقى رسائل مثل " سوف نكتشف من تكون و عندئذ سوف ترى ! ".
أعلم أنهم يحاولون فعل كل ما هو ممكن من أجل اكتشاف هويتي ، و قد أظهروا صفحتي على
التلفزيون الرسمي ، قائلين إنني جاسوس إسرائيلي و شاذ جنسيا . في الحقيقة كنتُ قد
اعتُقِلتُ لبضعة أيام و تعرضت للتعذيب ، و
إن يكن بشكل أقل من آخرين ... و من هنا نشأت فكرة إنشاء هذه الهوية المزيفة و
محاولة عمل أقصى ما يمكن فعله من خلال هذا البروفايل ، و مشاركة كل ما هو بمستطاعي
مع وسائل الإعلام ... و السعي لجعل الكساندر معروفاً بما فيه الكفاية من أجل أن
يكون ذلك مفيداً في حمايتي . لأنني بالفعل أخاطر كثيرا .
سؤال : ماذا
نستطيع نحن الذين في الخارج أن نفعل ؟ أي نوع من المساعدة تودون الحصول عليه ؟
الكساندر : الشيء
الأكثر أهمية هو نشر ما يحدث . لدينا الكثير من المواد ، مئات ، آلاف القصص ،
الكثير إلى درجة أن وسائل الاعلام لا تستطيع استيعاب كل ما يستجد . هناك من يقول
بأن الجزيرة تبالغ حول ما يحدث في سوريا... الحقيقة أن الجزيرة لا تنشر حتى ربع
المواد التي نرسلها إليها ، من الأشياء الكثيرة التي تحدث يوميا . و هكذا فإن كل
ما يمكن نشره هي قصص لا تُنسَى و تساعدنا في إظهار حقيقة هذا النظام و المقاومة
السلمية للمواطنين السوريين . أنا فخور جداً بكوني سورياً في هذه اللحظات .
www.alianzas.periodismohumano.com/2011/08/16/nadie-esta-a-salvo-de-la-vigilancia-del-gobierno/
No comments:
Post a Comment