Saturday 3 September 2011

ليس هناك أحد بمنأى عن مراقبة الحكومة


" ليس هناك أحد بمنأى عن مراقبة الحكومة "

ليلى نشواتي – بيريوديسمو اومانو

" حتى الناس الذين أتواصل معهم منذ شهور لا يعرفون هويتي الحقيقية ، و مع ذلك يبقى الأمر محفوفاً بالمخاطر . لقد أظهروا صفحتي على الانترنت في التلفزيون السوري و قالوا إنني جاسوس إسرائيلي و شاذ جنسياً " (من الأمور الشائعة لــدى النظام السوري أن يستعمل وصف " الشاذ جنسيا " كإهانة للحط من قيمة معارضيه  . هذه هي كلمات ناشط دمشقي يسمي نفسه  “ Alexander Page “ وقد تحـدث مـع " بريوديسمو اومانو " حول يوميات نشاطه هو و كثيرين آخرين في نضالهم ضد النظام الذي تحول إلى آلة قتل لشعبه .
ليس هناك أحد في سوريا بمنأى عن الرقابة التي تبسطها الحكومة من أجل متابعة تحركات مواطنيها . في البؤر التي ظهرت فيها الاحتجاجات هناك كاميرات تصور المتظاهرين و من ثم تقوم السلطات بالبحث فيها من أجل تحديد هوياتهم و اعتقالهم . كل الاتصالات تحت السيطرة و خاصة الدولية منها ، أما الأكثر خطورة ، فهي الاتصالات عن طريق الهواتف المتحركة .
سؤال : إذاً الناشطون السوريون لا يستعملون الهواتف المتحركة من أجل التواصل ؟
الكساندر : و لا الهواتف المتحركة ( المتصلة بالأقمار الصناعية ) ، و لا الخطوط الأرضية الثابتة . إن أول شيء تفعله الحكومة عندما يكون لديها أدنى اشتباه بأن أحداً ما شارك في مظاهرات هو الدخول إلى كل محادثاته الهاتفية .
سؤال : كيف تتواصلون إذن ؟
الكساندر : نستعمل الهاتف فقط من أجل أمـور محددة و دائماً نتحدث بالرموز ، كأن نقول " سوف نلتقي عند ماجد بعد ظهر اليوم  " بعد أن نكون قد اتفقنا مسبقاً على أن ( ماجد ) هو مكان أو ساحة محددان سوف نتظاهر فيهما  . فيما عدا ذلك ، فإن " سكايب " هو الأكثر أماناً ، و لكن ليس في كل الأحوال . نستخدم سكايب من أجل المحادثات الصوتية  ، لأن المحادثات الصوتية أكثر صعوبة في فك تشفيرها . في مقابل ذلك فإن المحادثة الكتابية على سكايب يسهل فك تشفيرها  .
سؤال : هل تحمون أنفسكم بطريقة ما ؟ هل تستعملون “ Tor “ ( شبكة المجهولية ) أو أية أداة أخرى من أجل الحؤول دون تتبعهم لكم ؟
الكساندر : الكثيرون منــا يستعملون شــبكة خاصة افتراضية  تقــوم بتشــفير المعــلومات  ( و هي شبكة تسمح بامتداد الشبكة المحلية على شبكة عامة أو غير مسيطر عليها و تسمح بالاتصال من مكان بعيد ) . في الوقت الحاضر هذا هو الطريق الأكثر أمــانا .
سؤال : هل تستخدمون شبكة اجتماعية معينة على وجه الخصوص من أجل العمل ، و نشر عملكم ؟
الكساندر : تويتر هو الأكثر فائدة لأنه يسمح باستعمال ( الغفلية ) الشخصية المجهولة . يمكــن للمــرء أن يســجل فـي تويـتر  باســم مســتعار و بأيـة صـورة  للمـلف الشــخصي ( البروفايل ) ، و قد كان هذا أمراً عملياً جداً بالنسبة لنا من أجل نقل أخبار المظاهرات في وقت حدوثها الحقيقي ، من على الأرض . و أيضاً من أجل جذب المزيد من الناس ، من المستعملين الآخرين لتويتر في كل مدينة ،  إلى المظاهرات . عند رواية هذه الأخبار أو مشاركتها ، يتم خلق أثر ككرة الثلج التي تجعل المزيد من الناس يفقدون الخوف و يتشجعون للانضمام ... كما أننا نستخدم الفيس بوك أيضا .
سؤال : لكن الفيس بوك لا يسمح باستعمال الشخصية المجهولة ؟
الكساندر : هذا صحيح ، لكن كلنا تقريباً قمنا بخلق ملفات شخصيات وهمية .
سؤال : هذا يعني أنه في أية لحظة ، و بالاستناد إلى شروط الاستعمال في الفيس بوك ، يمكن لهم إغلاق  بروفايلاتكم  أو صفحاتكم و مجموعاتكم .
الكساندر : نعم ، نحن معرضون لهذا الأمر. و لهذا فإننا نحاول إعادة توجيه كل الناس الذين  يطلعون على صفحاتنا على الفيس بوك إلى تويتر ، فهو هو الأداة الأفضل من أجل التشارك في الأخبار أو المعلومات المحدثة . في الفيس بوك الشيء الأكثر إفادة لنا هو المجموعات السرية . حيث نستطيع خلق لقاءات و نقاشات حول عملية التنظيم و الاستراتيجيات التي يجب أن نتبعها ، و لدينا قاعدة بأن لا يتم قبول أكثر من 100 شخص في المجموعة الواحدة . إنها طريقة لمحاولة منع تسرب المعلومات . لكنها تتسرب بالرغم من ذلك . لا ينقصنا الجواسيس الذي يتسللون إلى المجموعة من أجل محاولة  كشف هوياتنا و الوشاية بنا    .
سؤال : إذن في هذه المجموعات أنتم تقومون بتنظيم المظاهرات و أماكن الالتقاء ...
الكساندر : في الحقيقة ، لكي أكون صريحاً ، ليس هناك الكثير من التنظيم للمظاهرات . إنها تحدث بشكل تلقائي في أماكن محددة حيث اعتاد الناس على التجمع في أوقات معينة من اليوم ، خاصة في أوقات الصلاة ، و لا سيما في رمضان ... لكنني أؤكد لك أن الصبغة الدينية ليست غالبة ، حيث تجدين مسلمين و مسيحيين و أناساً لا تلتزم بأي دين على الإطلاق . المساجد هي مكان للالتقاء لأن من الصعب على النظام أن يمنع الناس من حضور الصلوات ، إنه أمر لا يمكن منعه ببساطة في بلد غالبيته مسلمة . رغم أنهم يحاولون ذلك على نحو متزايد . في صباح هذا اليوم فرضوا حظراً للتجول في وقت صلاة الفجر و اغتنموا هذه الساعات من أجل اعتقال مئات الأشخاص في دمشق .
سؤال : مـا هـو العمل الذي تقومون بـه علـى الأرض عندما تكونـون في خضم المظاهرات ؟
الكساندر : نحاول اجتذاب أكبر عدد ممكن من الناس ثم  إظهار ما يجري عبر تويتر ، نسجل كل المواد التي نستطيع عبر هواتفنا النقالة ، بما فيها التاريخ و الأماكن . نقوم بعمل توثيقي ، بجمع الأدلة من أجل أن تتشارك وسائل الإعلام هذه المواد باعتبارها مصدراً موثوقاً . و دائماً نحاول بذل قصارى جهدنا لكي لا تُشاهَد الوجوه التي تظهر في الفيديوهات . نصور من الخلف و عندما يظهر وجه ما نحاول محوه لاحقاً عندما نقوم بالإعداد .
سؤال : أنت تخاطر كثيراً ، الكساندر . هل تتعرض لتهديدات ؟
الكساندر : أعاني منها يومياً ، أتلقى رسائل مثل " سوف نكتشف من تكون و عندئذ سوف ترى ! ". أعلم أنهم يحاولون فعل كل ما هو ممكن من أجل اكتشاف هويتي ، و قد أظهروا صفحتي على التلفزيون الرسمي ، قائلين إنني جاسوس إسرائيلي و شاذ جنسيا . في الحقيقة كنتُ قد اعتُقِلتُ لبضعة أيام و تعرضت للتعذيب  ، و إن يكن بشكل أقل من آخرين ... و من هنا نشأت فكرة إنشاء هذه الهوية المزيفة و محاولة عمل أقصى ما يمكن فعله من خلال هذا البروفايل ، و مشاركة كل ما هو بمستطاعي مع وسائل الإعلام ... و السعي لجعل الكساندر معروفاً بما فيه الكفاية من أجل أن يكون ذلك مفيداً في حمايتي . لأنني بالفعل أخاطر كثيرا .
سؤال : ماذا نستطيع نحن الذين في الخارج أن نفعل ؟ أي نوع من المساعدة تودون الحصول عليه ؟
الكساندر : الشيء الأكثر أهمية هو نشر ما يحدث . لدينا الكثير من المواد ، مئات ، آلاف القصص ، الكثير إلى درجة أن وسائل الاعلام لا تستطيع استيعاب كل ما يستجد . هناك من يقول بأن الجزيرة تبالغ حول ما يحدث في سوريا... الحقيقة أن الجزيرة لا تنشر حتى ربع المواد التي نرسلها إليها ، من الأشياء الكثيرة التي تحدث يوميا . و هكذا فإن كل ما يمكن نشره هي قصص لا تُنسَى و تساعدنا في إظهار حقيقة هذا النظام و المقاومة السلمية للمواطنين السوريين . أنا فخور جداً بكوني سورياً في هذه اللحظات .



www.alianzas.periodismohumano.com/2011/08/16/nadie-esta-a-salvo-de-la-vigilancia-del-gobierno/

No comments:

Post a Comment