Sunday 18 September 2011

يوتيوب، هدفاً للحكومة السورية


يوتيوب ، هدفاً للحكومة السورية

ليلى نشواتي - موقع : بريوديسمو اومانو


في ذروة القمع الشامل لأي شكل من أشكال المعارضة في سوريا ، تصبح حرية التعبير بشكل متزايد الهدفَ الرئيسي للحكومة السورية . فالصمت الإعلامي الذي كان سائداً حول الشأن السـوري حتى الآن ، و كانت الحكومة السـورية تتحرك في إطاره بشكل مريح ، فتح الطريق أمام رؤية انتهاكـات حقوق الإنسـان التي كانت أمـراً ثابتاً في سـوريا مـنذ عقـود . و في ردة فعل على هذه الرؤية التي تُظهِر ممارساتِهم ضد مواطنيهم ، صارت قناة اليوتيوب الهدف الأخير لآل الأسد  .
إن الصراع الذي يخوضه النظام السوري لاحتواء تدفق المعلومات المنبثقة من داخل البلاد  و التي يشاهدها العالم كله تقريباً بشكل فوري ، هو مواجهة بين أنماط الاتصال في القرن العشرين و أنماط الاتصال في القرن الحادي و العشرين ، هو صراع بين الصيغ القديمة و الصيغ الجديدة . و في انئسارها لروايتها الرسمية ، التي تسيطر عليها بشكل مباشر من خلال الوكالات و المؤسسات الرسمية ، تصطدم السلطات السورية بلا نهائية الأخبار و المواضيع و المواد الصوتية و المرئية التي يتم بثها و تبادلها بالطريقة اللا مركزية التي تميز الانترنت . أمام هذا التدفق الذي لا يمكن وقفه للمواد و المواضيع ، تصبح قليلةَ الجدوى تلك الفيديوهات التي تقدمها الحكومة ، و تُظهِر إهابيين مُفترَضين يقرون بندمهم على المشاركة في المظاهرات ، و يسهل رؤية الخوف و الضغط الظاهرَين فيها أمام الكاميرا .
إن كل هذه الفيديوهات و الاتهامات بالمؤامرة الدولية و التخويف بتهديد إسلاموي مفترَض  التي يطلقونها من خلال قنواتهم ، لا تستطيع بلوغ هدفها ، فالذين يعيرون انتباهاً لهذه الروايات يتناقصون باطراد . و محاولات إضفاء الشرعية على الرواية الرسمية تحقق بشكل متزايد أثراً مضاداً و تبرز يأس النظام الذي يشن ، في آن واحد ،  حملته على هذه المواضيع  و المواد و من يرسلها و وسائط نقلها .
لقد اتهم النظام قناة فيديوهات اليوتيوب بأنها " رمز الإفلاس الأخلاقي للغرب و دعمه للإرهاب " . و كـان ذلك هو رد الفعل على استقالة المحامـي العام في حمـاة ، عدنان بكـور ، الذي شرح ، في شريط فيديو محمَّل على اليوتيوب انتشر في العالم كله ، الفظاعات التي ارتكبتها الحكومة السورية ضد شعبها و أشار بالاسماء و الكنى إلى المسؤولين عنها . و بالاضافة الى اتهام اليوتيوب و الغرب ، اتهم النظام المعارضة السورية باختطاف البكور و إكراهه على الإدلاء بتلك التصريحات .
يحتفظ النظام السوري بالقوة التي توفرها له الأسلحة لكنه يفتقد بالفعل إلى الشرعية التي استثمر جهداً إعلاميا كبيراً في سبيلها . إن منع دخول الصحافيين و تكذيب ما يراه الناس في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر و الحملة ضد التكنولوجيا ، كل هذه الأمور لا يمكنها أن تعيد إليه تلك الشرعية و لن يمكنها الحيلولة دون معرفة ما يحصل من الانتهاكات التي تتكشف بشكل أكبر كلما حاولت الحكومة الإمعان في إخفائها .



www.alianzas.periodismohumano.com/2011/09/14/youtube-el-blanco-del-gobierno-sirio/

No comments:

Post a Comment