Tuesday 13 September 2011

تزايد الانشقاقات في جيش الأسـد


تزايد الانشقاقات في جيش الأسد

ايغناثيو ثيمبريرو – صحيفة ال باييس الإسبانية


" الله يحميكم " " عاش الأبطال " هكذا تهتف حفنة من المدنيين في حي باب السباع بحمص (سـوريا )لبعض الجنود الخائفين الذين ، بعد أن ترجلوا من شاحنة عسكرية ، يقوم الناس بتقبيلهم و معانقتهم . في المحافظة نفسها ، قبل عشرة أيام ، كان حشد كبير متجمع في إحدى الساحات الكبيرة يصفق بحرارة  لبعض المنشقين من الجيش الذين كانوا يحيونهم من على شرفة أحد الأبنية .
يقوم أحمد محمد عبد الرحمن بلباسه النظامي و بجدية كاملة بتقديم نفسه أمام الكاميرا على أنه عضو في الشرطة العسكرية السورية و يُظهِر هويته العسكرية ، ثم يشرح أنه كان معيناً في درعا ، و هي واحدة من أكثر المدن معاناة من القمع ، و أن الشكاوى التي يقدمها المواطنون ضد التجاوزات المرتكبة من قبل الجيش ما هي إلا حبر على ورق . فالجهاز الذي ينتمي إليه كان ينبغي عليه التحقيق فيها ، و لكنه تلقى أوامر بعزو الفظاعات المرتكبة إلى جماعات إرهابية غير موجودة .
منذ بداية هذا الشهر تزايد عدد الفيديوهات على الانترنت التي تعلن عن انشقاقات في صفوف القوات المسلحة السورية التي كلّفت حملتها القمعية منذ آذار | مارس سقوط   2200 مدني ، وفق منظمة الأمم المتحدة ، و أكثر من 3000 آلاف حسب المعارض السوري رضوان زيادة الذي شارك يوم السبت في تقديم تقرير الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان حول سوريا في تونس . لقد مات هؤلاء  المدنيون في 112 مدينة و قرية و كان 123 منهم مِنَ القاصرين ، وفق زيادة . و في نهاية الأسبوع أبلغت لجان التنسيق المحلية عن وفاة واحد و عشرين شخصاً آخرين خلال الاحتجاجات التي حدثت في مواقع مختلفة في شمال و وسط سوريا . و تظهر في فيديو أعدته المعارضة صور طفل رضيع ميت و أطفال جرحى ،  و يتم دعوة العسكريين و عناصر الأجهزة الأمنية  للانشقاق  .
إن الغالبية من العسكريين الذين يعلنون انشقاقهم ، فردياً أو في مجموعات ، لا يتكلمون اللغة العربية بلكنة سورية و يرتدون الزي الرسمي للجيش السوري و حسب ، و إنما يقومون بإظهار هوياتهم العسكرية و يحددون الوحدات التي ينتمون إليها . و من هنا تبدو هذه الوثائقيات المُصوَّرَة جديرة بالثقة . و يؤيد ذلك أيضاً روايات بعض الجنود السوريين الذين لجأوا إلى شرق تركيا .
إضافة إلى ذلك تشير شهادات أخرى إلى أن وحدات النخبة العسكرية إذا لم تنجح بالقبض على الجندي المنشق ، الذي عادة ما يقتلونه بدم بارد ، - تم تصفية ستة جنود يوم الجمعة في الكسوة ( دمشق ) – فإنها تقوم بالانتقام من عائلته . و يؤكد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ، أن شقيق المقدم حسين هرموش تم قتله يوم الجمعة في إدلب ، شمال شرق البلاد ، انتقاماً من انشقاق المقدم هرموش . و هو واحد من الضباط القلائل الذين تركوا الجيش و شجبوا تصرفاته .
معظم الذين فروا من الثكنات بأسلحتهم – ما بين 700 و 1200 حسب بعض التقديرات – هم من المجندين و ضباط الصف المنتمين للطائفة السنية الذين لم يكونوا في صفوف وحدات النخبة كالحرس الجمهوري أو الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار . إن هذه الفرق و الأجهزة الأمنية تتحكم بها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس أيضا .
كثيـراً ما تتحـدث وكـالة الأنباء الرسمية السـورية عن مـوت عسكريين يقعـون في كمــائن " الإرهابيين " ، لكن الفاعلين هم أحياناً من المنشقين الذين يلاحقونهم . لقد أعلن أحد الضباط عن إنشاء جيش سوري حر ، و لكن عسكرياً سنياً برتبة عالية قابلته جريدة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية يصر على أن هذه الهجومات هي " مبادرات فردية " و لا تشكل خطراً على النظام .
و يخلص هذا الضابط إلى أن " الإمكانية الوحيدة ، من الناحية العسكرية ، ( للقضاء على النظام ) ، ستكون انشقاقاً ، مُسْتَبعَد الحدوث ، في قمة هرم الأجهزة الأمنية بحيث يجر وراءه قطاعات أخرى من الجيش " .





www.elpais.com/articulo/internacional/deserciones/multiplican/Ejercito/sirio/elpepuint/20110911elpepuint_4/Tes

No comments:

Post a Comment