تزايد الانشقاقات في جيش الأسد
ايغناثيو ثيمبريرو – صحيفة ال باييس الإسبانية
" الله يحميكم " " عاش
الأبطال " هكذا تهتف حفنة من
المدنيين في حي باب السباع بحمص (سـوريا )لبعض الجنود الخائفين الذين ، بعد أن
ترجلوا من شاحنة عسكرية ، يقوم الناس بتقبيلهم و معانقتهم . في المحافظة نفسها ،
قبل عشرة أيام ، كان حشد كبير متجمع في إحدى الساحات الكبيرة يصفق بحرارة لبعض المنشقين من الجيش الذين كانوا يحيونهم من
على شرفة أحد الأبنية .
يقوم أحمد محمد عبد الرحمن بلباسه النظامي
و بجدية كاملة بتقديم نفسه أمام الكاميرا على أنه عضو في الشرطة العسكرية السورية
و يُظهِر هويته العسكرية ، ثم يشرح أنه كان معيناً في درعا ، و هي واحدة من أكثر
المدن معاناة من القمع ، و أن الشكاوى التي يقدمها المواطنون ضد التجاوزات المرتكبة
من قبل الجيش ما هي إلا حبر على ورق . فالجهاز الذي ينتمي إليه كان ينبغي عليه
التحقيق فيها ، و لكنه تلقى أوامر بعزو الفظاعات المرتكبة إلى جماعات إرهابية غير
موجودة .
منذ بداية هذا الشهر تزايد عدد الفيديوهات
على الانترنت التي تعلن عن انشقاقات في صفوف القوات المسلحة السورية التي كلّفت
حملتها القمعية منذ آذار | مارس سقوط 2200
مدني ، وفق منظمة الأمم المتحدة ، و أكثر من 3000 آلاف حسب المعارض السوري رضوان
زيادة الذي شارك يوم السبت في تقديم تقرير الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان حول
سوريا في تونس . لقد مات هؤلاء المدنيون
في 112 مدينة و قرية و كان 123 منهم مِنَ القاصرين ، وفق زيادة . و في نهاية
الأسبوع أبلغت لجان التنسيق المحلية عن وفاة واحد و عشرين شخصاً آخرين خلال
الاحتجاجات التي حدثت في مواقع مختلفة في شمال و وسط سوريا . و تظهر في فيديو
أعدته المعارضة صور طفل رضيع ميت و أطفال جرحى ،
و يتم دعوة العسكريين و عناصر الأجهزة الأمنية للانشقاق .
إن الغالبية من العسكريين الذين يعلنون
انشقاقهم ، فردياً أو في مجموعات ، لا يتكلمون اللغة العربية بلكنة سورية و يرتدون
الزي الرسمي للجيش السوري و حسب ، و إنما يقومون بإظهار هوياتهم العسكرية و يحددون
الوحدات التي ينتمون إليها . و من هنا تبدو هذه الوثائقيات المُصوَّرَة جديرة
بالثقة . و يؤيد ذلك أيضاً روايات بعض الجنود السوريين الذين لجأوا إلى شرق تركيا
.
إضافة إلى ذلك تشير شهادات أخرى إلى أن
وحدات النخبة العسكرية إذا لم تنجح بالقبض على الجندي المنشق ، الذي عادة ما
يقتلونه بدم بارد ، - تم تصفية ستة جنود يوم الجمعة في الكسوة ( دمشق ) – فإنها تقوم
بالانتقام من عائلته . و يؤكد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ، أن شقيق
المقدم حسين هرموش تم قتله يوم الجمعة في إدلب ، شمال شرق البلاد ، انتقاماً من انشقاق
المقدم هرموش . و هو واحد من الضباط القلائل الذين تركوا الجيش و شجبوا تصرفاته .
معظم الذين فروا من الثكنات بأسلحتهم – ما بين
700 و 1200 حسب بعض التقديرات – هم من المجندين و ضباط الصف المنتمين للطائفة
السنية الذين لم يكونوا في صفوف وحدات النخبة كالحرس الجمهوري أو الفرقة الرابعة
التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار . إن هذه الفرق و الأجهزة الأمنية تتحكم
بها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس أيضا .
كثيـراً ما تتحـدث وكـالة الأنباء الرسمية
السـورية عن مـوت عسكريين يقعـون في كمــائن " الإرهابيين " ، لكن الفاعلين
هم أحياناً من المنشقين الذين يلاحقونهم . لقد أعلن أحد الضباط عن إنشاء جيش سوري
حر ، و لكن عسكرياً سنياً برتبة عالية قابلته جريدة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية
يصر على أن هذه الهجومات هي " مبادرات فردية " و لا تشكل خطراً على
النظام .
و يخلص هذا الضابط إلى أن " الإمكانية
الوحيدة ، من الناحية العسكرية ، ( للقضاء على النظام ) ، ستكون انشقاقاً ، مُسْتَبعَد
الحدوث ، في قمة هرم الأجهزة الأمنية بحيث يجر وراءه قطاعات أخرى من الجيش "
.
No comments:
Post a Comment