Friday 9 September 2011

أحلام الأســد


أحلام الأسد

مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الإسبانية  بتاريخ 9-9-2011


يواصل  النظام السوري ، بالدم و النار ، قمع المظاهرات السلمية التي تتوالى منذ أوائل هذا العام في مدن البلاد الرئيسية . إن التزايد المروِّع للموتى –  أضيفت أربعون وفاة جديدة يوم الأربعاء الماضي -  أصبح خطاً لا رجعة فيه بالنسبة إلى بشار الأسد ، الذي بات استمراره على رأس السلطة في سوريا أمراً غير وارد على الإطلاق . لا يهم ما يعد به أو ما قد يفعله حتى  : فالحاكم الذي قام بذبح مواطنيه لا مصير له إلا مغادرة السلطة ، و إذا حـدث ذلك ، فإن عليه مواجهة العـدالة ، سـواء كانت عـدالة دولـية أو محـلية خاصـة ببـلـده .  لقد وصفت فرنسا هذه  التصرفات بأنها " جرائم ضد الإنسانية ".
يعتقد الأسد أن العنف ، من جانب ، و الدعم الروسي غير المشروط حتى هذه اللحظة ، من جانب آخر ، سيسمحان له بالاستمرار في رئاسة سوريا و كأن شيئأ لم يحدث . إنهما خطئان فادحان جداً يجب أن يُضاف إليهما خطأ ثالث هو : الافتراض بأن الدور السوري في نزاع الشرق الأدنى ( الأوسط ) يشكّل حصانة لنظامه . إن إسرائيل ليست في وضع       يمكنها من لعب دور الحامي  للطغاة العرب ، كما كان الحال مع حسنى مبارك . روسيا ، بدورها ، لن يكون لديها خيار آخر غير النأي بنفسها عن دمشق إذا استمر القمع . و لسوء الحظ ، إن القمع سيستمر ، لأن النظام السوري نفسه هو مَن أغلق الباب أمام أي مخرج يمكن التفاوض عليه .
مع اقتراب الحرب الأهلية في ليبيا من نهايتها ، يتوجه الانتباه الدولي بشكل حتمي إلى سوريا . و رغم أن إجراءات محددة كالعقوبات يمكن أن تتأخر بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن ، فإن من الضروي كما هو من المُلح أن تتلقى المعارضة السورية لنظام الأسد رسالة دعم لا لبس فيه من المجتمع الدولي لقضيتها . إن زمان الطغاة قد ولَّى في هذه المنطقة ، رغم أن الأسد يتمادى في الأحلام التي تغذيها أخطاؤه .



www.elpais.com/articulo/opinion/ensueno/Asad/elpepiopi/20110909elpepiopi_2/Tes

No comments:

Post a Comment