Wednesday 3 August 2011

يوم من الدم في سوريا


مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الاسبانية بتاريخ الاثنين 1-8-2011

يوم من الدم في سوريا

الشعب الذي تخلى عنه المجتمع الدولي ، يتعرض لهجوم قاس آخر من النظام


الأحد الأخير من تموز| يوليو كان يوماً أسود للشعب السوري ، الذي يتحدى ، بجسارة مذهلة ، الديكتاتور بشار الأسد منذ منتصف آذار| مارس عبر احتجاجات حاشدة تستلهم الانتفاضات العربية . و إذا تأكدت المعلومات المتوفرة من منظمات حقوق الإنسان المحلية  فإن مذبحة الأمس ، مع أكثر من مائة و عشرين قتيلاً و عشرات من الجرحى ، ستكون واحدة من أسوأ المذابح المرتكبة من قبل نظام لم  يقابله المجتمع الدولي بأكثر من رفع نبرة صوت انتقاداته . فبرلين و باريس و روما اتخذت موقفاً مناوئاً ضد هذا الهجوم الدموي الجديد ، و الولايات المتحدة وصفته بـ " فعل يائس " يقوم به النظام في حربه الشاملة على شعبه .
عند هذه اللحظة ، تبدو كلمات واشنطن القاسية ممزوجة بجرعة من السذاجة الواضحة. فمنذ أربعة شهور ، يقمع بشار الأسد بالدم و النار جميعَ و كلَّ واحدة من مظاهرات شعب مقموع يطالب بالديموقراطية . و حصيلة القمع الوحشي المُمارَس ضد المشاركين في الانتفاضة تُظهِر أرقاماً مفزعة عن مئات القتلى و المفقودين و آلاف المتعرضين للتعذيب . يبدو النظام و كأنه يتصرف بشكل يائس بدون أن يواجه رداً ملائماً من المجتمع الدولي ، الذي لا يرى أية إمكانية على الإطلاق للتدخل كما جرى في الهجوم بليبيا . فالخوف من زعزعة استقرار الشرق الأدنى بشكل أكبر – و هو الإقليم الذي تتمتع فيه دمشق بنفوذ حاسم –  و محاصرة الصين و روسيا لأية مباردة ذات مدى أوسع ضد النظام يجعلانه مطلق اليدين للاستمرار في سلوكه ضد شعبه . أما الباعث الوحيد ليأس الطاغية الذي يحظى حتى اللحظة بتأييد الجيش و قوى الأمن فهو شجاعة هؤلاء الآلاف من المواطنين الذين ، في حماة الآن و قبل ذلك في دمشق ، وفي درعا أو في بانياس ، يَتَحَدّون ، مجردين من كل سلاح ، ما يُطلق عليها اسم قوات حفظ النظام  .
على العكس من ذلك ، فإن كل يوم يمر يُظهِر بشكل متزايد ضعفَ الضغط الدولي ، غير القادر على إزاحة القذافي من السلطة بعد حوالى ثلاثة شهور من قصف الناتو ، و المصاب بالشلل أمام القمع الذي يتعرض له مواطنو بلدان عربية أخرى مثل اليمن و البحرين .
معزولين ، وبدون حرية إعلام ، وتحت نير طاغية لا يرحم  ومعارضة لم تنظم نفسها حتى  الآن ، يواجه السوريون مصيرهم بمفردهم .

No comments:

Post a Comment