Friday 5 August 2011

لقد حوَّلوا حماة إلى جحيم


" لقد حوَّلوا حماة إلى جحيم "

أحد الشبان من المدينة السورية الثائرة يتحدث عن المذبحة التي قام بها الجيش 

    J.CEMBRERO -  صحيفة ال باييس الاسبانية

" ليس هناك ماء ، قطعوا الاتصالات و الكهرباء ، يوجد نقص في الطعام ، و القصف مستمر . لقد حولوا حماة إلى جحيم " يؤكد محمود ، الشاب المتخصص في المعلوماتية الذي استطاع بالأمس الهرب من المدينة الأكثر معاناة في سوريا .
" قنابل ، طلقات نارية ، دبابات " يواصل الحديث على الهاتف " إنها عملية القمع الأكبر منذ بداية الاحتجاجات " في آذار| مارس ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد .
يرفع محمود إلى حوالى ثلاثمائة عدد القتلى الذين سقطوا على يد قوات الأمن منذ الأحد ، رغم أن وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن مائة فقط  .
إلى القتلى في الشوارع يجب أن يُضاف ، وفق اللجنة السورية لحقوق الإنسان ، السجناء المعزولون في ثلاث عشرة زنزانة في السجن المركزي بحماة الذين تم إعدامهم يوم الاثنين خلال الليل . كلهم كان قد قد أُلقي القبض عليهم  خلال المظاهرات .
محمود أيضاً كان قد نزل إلى الشارع في هذه الأيام . " أعمل في مجال المعلوماتية، ليست لدي صلات مع مجموعات الناشطين الذين في الخارج، أنا شخص عادي ، لكنني هذه المرة تظاهرتُ للمطالبة بالحرية " يشرح لنا على الهاتف من حيث يوجد على الطريق الذي يربط بين حماة ودمشق.
الخروج من المدينة المحاصَرَة من قبل الجيش كان مغامرة . عشرات السكان تكدسوا في قافلة من خمسين سيارة. " توغلنا خلال شارع صغير والجندي في نقطة التفتيش  تركنا نمر " يعلِّق محمود.
قبيل الانطلاق تلقى نبأً سيئاً عن اعتقال شاب يعرفه. " لم أره قط و هو يعمل شيئاً سيئاً في الاحتجاجات الشارعية " يتذكر . " كثيرون مثله يختفون في أحد الأيام و تنقطع أخبارهم عنا " يتأسف محمود.
تقدر المعارضة أن هناك ثلاثة آلاف مفقود و اثني عشر ألف معتقل منذ آذار | مارس الماضي . أما عدد الضحايا المدنيين للقمع فيصل إلى 1600 ، يجب أن نضيف إليهم حوالى 300 من الجنود النظاميين .
" أريد أن أرى الأسد جالساً في قفص الاتهام في محكمة سورية كما رأينا اليوم حسني مبارك " الرئيس المصري السابق الذي بدأت محاكمته بالأمس ، ينهي محمود كلامه  .
بعد أن تفرغتْ لتمشيط الأحياء البعيدة عن وسط حماة بالدم و النار خلال ثمانية و أربعين ساعة ، انتشرت البارحة وحدات النخبة في الجيش السوري بمدرعاتها في ساحة العاصي المركزية ، حيث جرت في تموز| يوليو المظاهرات الأكبر ضد النظام السوري .
كانت حماة، تقليدياً، المدينة الأكثر ثوريةً في سوريا. في عام 1982 ثارت ضد حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، وحصد القمع الذي قام به الجيش 20000 قتيل. الأخوان المسلمون كانوا حينذاك من لعب الدور الرئيسي في الثورة ، التي لا تبدو هذه المرة  ذات مضامين دينية .

No comments:

Post a Comment