مجموعة " انونيموس " ضد الحكومة
السورية
ليلى نشواتي – موقع : بيريوديسمو اومانو
تميز نظام آل
الاسد ، خلال عقود ، بمحاولة عزل الشعب السوري في قنوات اتصال رسمية تردد صدى
الرواية الوحيدة الممكنة : الرواية الحكومية . و يدفع السوريون الآن ثمناً باهظاً في
سبيل تحطيم هذا الحاجز ، و نتيجة ذلك هي العزلة المتعاظمة للنظام و زيادة تضامن المجتمع المدني مع مطالب الشعب السوري . إلى هذا التضامن انضمت
مجموعة " انونيموس " ، التي يشتبك معها النظام السوري في معركة جديدة .
في اليوم الثامن
من اغسطس | آب ظهرت صفحة موقع وزارة الدفاع السورية و عليها صورة من " انونيموس
" و معها هذه الرسالة التي استمرت
لعدة ساعات :
" إلى الشعب
السوري : العالم يقف معكم ضد النظام الوحشي لبشار الأسد . إلى الجيش السوري : أنت
مسؤول عن حماية الشعب السوري ، و كل من يأمرك بقتل النساء و الأطفال والمسنين
يستحق أن يحاكم بتهمة الخيانة . لا يمكن
لأي عدو خارجي أن يلحق الضرر بسوريا بقدر
ما قام به بشار الأسد . دافعوا عن بلدكم :
انتفضوا ضد النظام " .
إن هذه الرسالة هي
إظهار للتضامن مع المتظاهرين و صفعة لنظامِ حكمٍ قليل التعود على تقبُّل
الانتقادات . بعد فترة وجيزة ، شـن موالـون للحكومة هجوماً مضاداً مغرقـين صفـحة "
انونيموس " بالصور .
واحدة من الصور تظهِر
بحروف مضرًّجة بالدم الرسالة التالية :" إرهابي يقتل عسكراً سوريين و مدنيين
سوريين ". و في حروف صغيرة : " رداً على اختراقكم موقع وزارة الدفاع
السورية ، قرر الشعب السوري تطهير الانترنت من موقعكم الضعيف ... تم اختراق موقعكم
. تاركين لكم هنـا صوراً تظهِر حجـمَ الإرهاب الذي نفذته حركة الأخوان المسلمين ،
التي قتل أعضاؤها مواطنين سوريين - مدنيين و عسكريين ".
يدعي المسؤوليةَ
عن الهجوم الجيشُ الالكتروني السوري ، الذي ينقل على صفحته على الفيس بوك الروايةَ
الخاصة بالخطاب الرسمي ، التي لم يتخلّ عنها النظام بالرغم من عزلته المتزايدة . و
بقدر ما يتزايد ضحايا القمع تتزايد المحاولات الرسمية للإقناع ، بلغة متزايدة
الاستعلاء ، بأن مشكلات سوريا تسبّب بها إسلاميون ، و أنه توجد مؤامرة دولية من
أجل هز استقرار البلد و أن الشعب متحد حول الحكومة .
إنها محاولات
للحفاظ على رواية مليئة بالثغرات ، و التي ينكشف عجزها عن تقبُّل الانتقادلات و عن
صياغة استجابة مسالمة لبحث مواطنيها عن التعبير .
No comments:
Post a Comment