Sunday 7 August 2011

سيرين ، الباحثة و الناشطة الاسبانية - السورية : سيكون هنك دماء ، لكنّ الأسد سيسقط


سيرين ، الباحثة و الناشطة الاسبانية - السورية : " سيكون هنك دماء ، لكنّ الأسد سيسقط  "

انا كارباخوسا – صحيفة ال باييس الاسبانية

تعتقد سيرين أن الذين لم يسبق لهم العيش في سوريا لن يفهموا الأمر ، و أنه فقط أولئك الذين واجهوا الخوف و التهديد الشخصي المباشر يستطيعون الشعور بالأمل و الرجاء لدى مشاهدة مئات آلاف السوريين يتظاهرون كل جمعة و لا سلاح لديهم إلا شعاراتهم التي تطالب بسقوط النظام . " سيكون هناك المزيد من الدماء ، لكن في نهاية المطاف ، سيسقط نظام الأسد "  تتوقع سيرين ، الشابة التي تسخّر جهودها منذ شهور من أجل دعم الثورة ، التي في حال انتصارها ، ستمكنها و أسرتها من العودة إلى سوريا .
بوصفها ابنة لاجئين سياسيين سوريين مستقرين في اسبانيا، تتجنب سيرين مثل الكثير من السوريين في الشتات أي اتصال مع عائلتها داخل البلاد لأنها تخشى انتقام النظام." هناك أناس تعرضوا للتعذيب فقط لأن أعضاء من عائلاتهم  في الخارج كانوا ناشطين ضد النظام". هذه المرأة ذات الثمانية وعشرين عاماً تشرح لنا أن هناك آخرين يتحدثون عبـر (سكايب) عن الطقس وأشياء أخرى قليلة. لكن لا شيء عن السياسة. لا شيء عن حقوق الإنسان. لا شيء عن الاحتجاجات. "سيطرة المخابرات (الشرطة السرية) حديدية صارمة. فهم يسيطرون على المكالمات الهاتفية ، و حسابات البريد الالكتروني ، و كل شيء ". تؤكد هذه الباحثة في دراسات منطقة البحر المتوسط في جامعة مدريد المستقلة.
تروي سيرين أنه حتى في اسبانيا كان من الصعب إقناع الكثيرين من السوريين بالتحرك ." إنهم يخافون على عائلاتهم ، يخافون أنهم لن يسمحوا لهم بدخول بلدهم مرة أخرى " . لكنهم شيئاً فشيئاً بدأوا بالتجرؤ و أصبحوا الآن ينظمون اعتصامات أمام السفارة في مدريد من أجل المطالبة بطرد السفير ، كما أنهم ينظمون مظاهرات .
خارج سوريا تدهش وحشية القمع التي حصدت  حتى الآن آلاف القتلى و المفقوددين ، و أجبرت أكثر من عشرة آلاف شخص على الهروب من البلد . لكنّ سيرين تقول إن ذلك لا يدهشها  " لأن هذا ما كان يحدث خلال الخمسين سنة الماضية " . " القتل ، التعذيب ... ، ما تغير هو عقلية الناس . لقد حطم السوريون حاجز الخوف "  تؤكد سيرين . كيف حدث هذا الاختراق ؟ هل كان كافياً  عامل العدوى بالثورات التي حصلت في بلدان عربية أخرى ؟  ." كما في بلدان عربية أخرى في المنطقة ، فإن القمع بالتحديد هو ما جعل الناس تخرج في حشود كبيرة إلى الشارع ". في البداية ، كان الناس في سوريا يطالبون بإصلاحات سياسية . لكن عندما اعتقلت السلطات مجموعة من الأطفال في درعا جنوبي البلاد و عذبتهم ، شعر الناس بالسخط و خرجوا للمطالبة بسقوط النظام . غباء هذه الأنظمة كان عاملاً حاسماً في الثورات . عندما يقتلون أقرباءك، وجيرانك ، لا تستطيع الجلوس في المنزل. كل جمعة هناك المزيد من الناس في المظاهرات ". الاحتجاجات تتزايد في الوقت الذي لا تتوقف فيه حصيلة القتلى الذين يسقطون على يد قوات الأمن عن الارتفاع. من الصعب التكهن بنهاية المذبحة.
بخلاف ما حدث في مصر ، فإن الجيش في سوريا ، الذي تسيطر عليه الأقلية العلوية الحاكمة ، لم يقف إلى جانب الشعب . الأمر نفسه يحدث في الطبقة الوسطى و التجار ، الذين يخشون من عدم الاستقرار و خسارة امتيازاتهم . أيضاً يخشى المعركةَ النهائيةً المجتمعُ الدوليُّ ، الذي يطالب بسقوط النظام السوري ، لكن بدون حماس كبير . " رغم ذلك فإن العالم كله يدرك ، حتى النظام نفسه ، أننا لم نعد في عام 1982 ( عندما قتلت القوات المسلحة السورية ما بين عشرة آلاف و عشرين ألف شخص في حماة ) . إنهم يعلمون أنه لم يعد من الممكن قتل عشرات الآلاف من الأشخاص بدون أن يحدث شيء ".
 ما يقلق سيرين هو ما سيحدث في اليوم الذي لا يعود فيه حزب البعث يحكم البلد ." المعارضة ، بما فيها الأخوان المسلمون ، مفككة تماما . المعارضون في سوريا إما أن يكونوا قد ماتوا أو أنهم في المنفى ". و لكن هذه الشابة لا تريد تبديد طاقة أكثر من اللزوم في التفكير في اليوم الذي لم يأت بعد . فهي تقول إن الشي الوحيد المهم الآن هو أن تحقق الثورة الانتصار .

No comments:

Post a Comment