Wednesday 24 August 2011

سوف نقضي عليكم جميعاً


" سوف نقضي عليكم جميعاً "

لاجئون سوريون في اسبانيا يؤكدون أن سفارة بلدهم تهدد و تضايق أولئك الذين يحتجون ضد نظام بشار الأسد

بقلم  : ماريا ارباس – صحيفة ال باييس الإسبانية
 

" سوف نقضي عليكم جميعاً " ، قالتها امرأة بلكنة عربية لـ " نور "  الشابة السورية التي كانت تجمع التواقيع قبل شهرين في ساحة بويرتا دل سول بمدريد  من أجل مساندة الثورة ضد نظام بشار الأسد . عشرات السوريين المقيمين في اسبانيا يؤكدون أنهم كانوا ضحايا تهديدات ، يفترض أنها صادرة عن سفارتهم ، منذ أن انطلقت الثورة ضد الديكتاتور . عائلـة " محمــد " ، و هو مبرمج كمبيوتر مـن دمشق ، توسلت إليه أن يتوقف عــن التظاهــر " يجب أن توقف كل ما تفعله . لم يعد أحد يريد العمل معنا . هناك أشياء تحدث لا نستطيع أن نرويها لكم  ". مات والده في العاصمة السورية عند اندلاع الثورة و لا يعرف حتى الآن سبب وفاته .
جمعية مساندة الشعب السوري  أرسلت في الرابع عشر من تموز | يوليو بلاغاً الى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية تشتكي فيه معاناتها من المضايقة من طرف مسؤولين في السفارة السورية " لقد صورونا من أجل أن يتم فيما بعد التعرف إلينا و بالتالي معاقبة عائلاتنا في سوريا ". و يؤكد الصحفي " مازن " الذي غادر سوريا قبل أحد عشر عاما ، أن زيارات عملاء المخابرات ( الشرطة السرية ) إلى بيت والديه في حماة قد تضاعفت منذ أن بدأت الثورة .
تقر وزارة الخارجية الاسبانية  بأنها لم تتواصل مع البعثة الدبلوماسية السورية  لأنه لم تُقدَّم إليها شكاوى . السفارة السورية ، من جانبها ، رفضت الإدلاء بأي تصريح رسمي إلى صحيفتنا .
يعيش في إسبانيا حالياً 5016 سوري ، يتمركزون في مدريد و ملقة و غرناطة . غالبيتهم وصلوا في عقد الثمانينات ، بعدما غادروا سوريا لدوافع دينية أو سياسية . كانوا من  المعارضين للديكتاتورية التي أسسها حافظ الأسد ، والد الرئيس الحالي ، عام 1971 ، أو كانوا ينتمون إلى الأخوان المسلمين ، الملاحَقين بضراوة منذ المذبحة التي أمر بها حافظ الأسد في حماة عام 1982 .
يجتمع المتظاهرون كل أيام الآحاد أمام البعثة الدبلوماسية السورية في مدريد ، القريبة من محطة أتوتشا ، من أجل المطالبة بمحاسبة حكومة قتلت 2000 مدني ، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان . " هناك في الأعلى يحتفظون بسجلات عنا . لقد قاموا بتصويرنا من خلال النوافد " يحاجج المشتكون في البلاغ المقدم لوزارة الخارجية  . " هذه السفارة تقوم بدور فرع قمعي للنظام " تصرح الناشطة سيرين . يؤكد أحد الشبان من الجنسية السورية أنه عندما ذهب إلى القنصلية لإنجاز إحدى المعاملات  ، انتهى في مكتب مَن يمكن تعريفه على أنه رئيس قسم التجسس ، الذي أظهر له صوراً لمتظاهرين ، استطاع التعرف من بينهم على شقيقه : "  هل تعلم أنه يأتي إلى هنا للهتاف : بشار ، أيها الغبي ، تنحَّ عن الكرسي ؟ ".
بينما يتم تجاوز الخوف من الديكتاتور في العاصمة مدريد ، فإن " الناس في إقليم الأندلس لا تجرؤ على النزول إلى الشارع " يؤكد " إيهاب " رئيس جميعة الصداقة السورية في غرناطة . " في كلتا المدينتين ( ملقة و غرناطة ) يعيش متعاطفون مع النظام مرتبطون برفعت الأسد " و هذا الأخير يعيش في ماربيا منذ أن طُرِد من سوريا عام 1984 بسبب محاولته الانقلاب على شقيقه حافظ . و قدمت له إسبانيا لجوءً سياسيا . في ملقة ، المعارضة القليلة للعائلة الحاكمة العلوية بالكاد تظاهرت . و لكن في غرناطة أيضاً كان هناك  مشاحنات .
أحد الحاضرين في مظاهرة ضد الحكومة السورية حدثت في شهر أيار | مايو قدم شكوى إلى الشرطة عن رجلين قاما بتصوير الاحتجاج بكاميرا .
رغم أن الدولة الإسبانية شجبت قمع النظام ، إلا أن رئيس الحكومة ، خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو ، أبقى على اتصالاته بالأسد حتى حزيران | يونيو و أوفد السكرتيرَ العام السابق لرئاسة الحكومة ، برناردينو ليون ، إلى  دمشق من أجل البحث عن نهاية سلمية للثـورة . لكنه لم يحصل على بغيـته . و الديكتاتـور السـوري يستـمر في قمــع مواطنيه . المعارض " محمد " واثق ، رغم ذلك ، بأن الطاغية سيسقط و أن نضاله ضد الخوف سوف يستحق  العناء .

No comments:

Post a Comment