للكاتبة و الصحفية الاسبانية ماروجا توريس مدونتها الخاصة ، و هي هنا توجه
كلمة إلى محبي النظام السوري :
إلى
السوريين المحبين للنظام
ماروجا توريس
كما لا بد أن يكون
المطلعون على هذه المدونة قد تبينوا ، فإن السفارة السورية قد جندت عملاءها
المأجورين ليضعوا مشاركاتهم على مدونتنا . هذا من حقهم . لكن المحاججات التي
يستخدمونها – و هي حجج القذافي نفسها – بأن هناك سلفيين إسلاميين متطرفين ، و حتى
من القاعدة ، يريدون الاستيلاء على السلطة ، و أن الأمر يتعلق بمؤامرة دولية مدبَّرة
من الخارج ، حتى لو كانت صحيحة فإنها لا تبرر أن يقوم رئيس دولة لم يكن حتى اليوم
قد تميز بهذه القسوة – أما والده فقد كان :
و من قصفه لشعبه نشأت هذه الأزمات – أقول إنها لا تبرر أن يطلق جيشه و أجهزته
القمعية على المتظاهرين المطالبين بالحرية . أما إذا كان النظام متسامحاً ، فليفسح
المجال لدخول الصحافيين . لطالما فعلتُ ذلك و ذهبتُ إلى هناك مراراً ، لأنني أحب
سوريا ، بشكل خاص جداً أحب دمشق ، و الشعب طيب و مرهف الإحساس . لكن قبل الحصول
على تأشيرة الدخول من السفارة السورية في مدريد ، كان يتوجب عليَّ إحضار ورقة –
اعتاد التوقيعَ عليها بمتعة كبيرة أحدُ مسؤولي جريدة ال باييس - للتعهد بأنني ألتزم بعـدم كتابة و لـو سـطر واحد
فقط . و قد حدث هذا لأنني في إحدى المرات ،
في بدايات التسعينات ، كنت مدعوة إلى هناك
لحضور مؤتمر للمثقفين الاسبان السوريين ، و قد تفرغتُ للحديث مع المعارضة و انتقاد النظام . لقد غفروا لي ذلك مع مرور الوقت ، و في كل مرة كنت أعبر من لبنان إلى سوريا – و
هي رحلة تستغرق أقل من ساعتين و تضمن قضاء نهاية أسبوع جميلة – كانوا يضعون ختم
الدخول بدون كثير من التدقيق . و لكن الأمر تغير مرة أخرى عندما افتتحت سوريا مؤخراً
بعثتها الدبلوماسية في بيروت و بدأت من جديد معاناة الصحافيين .
فليطمئن بال الأسد
ورفاقه : فلا الولايات المتحدة ولا إسرائيل مهتمتان بأن يتخلى طبيب العيون قصير
النظر عن الحكم بقبضة قوية . إنهم لا يريدون لسوريا ، و هي في الموضع الذي تحتله،
أن تتحول إلى عراق جديد . لكن ثمة أشياء لا يستطيعون تأجيلها: التعطش إلى الحرية
واحدة منها . والمعارضون يظهرون شجاعة مدهشة .
أشـتاق إلى دمشق ،
إلى سـوقها ، إلـى أزقـة حاراتها المسيحية ، إلى تمـثال صـلاح الديـن و الصـخب
المحيط بـه ، إلى أحيائها التعاونية و سائقي
الأجرة و دُمَاهم الفوسفورية الوامضة ، إلى تواضع الناس ، و الكرامة التي يتحملون
بها فقرهم . أشتاق إلى كل ذلك بشكل مؤلم .
لا تعودوا إليَّ
بقصصكم هذه . فلن أنشر المزيد من الآراء الرسمية : لأنها ، من بين أشياء أخرى ، من
الناحية الأدبية كما من الناحية الأخلاقية ، مضجرة إلى درجة قاتلة .
www.marujatorres.com/?s=para+los+sirios+amantes+al+regimen
No comments:
Post a Comment